عظة للأب مخايل العوض،

خادم رعيّة مار الياس الحيّ – عين الصفصاف، المتن.

“اذهَبوا وتلمِذوا كلّ الأمم…” (مت 19:28)

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

المجد الله
إنّ احتفال المعموديّة المباركة هذا، يَطالُ وبشكلٍ مباشر رسالةَ جماعة “أُذكرني في ملكوتك”، لأنّ العماد هو موتٌ مع المسيح، وقيامةٌ معه. فنحن نؤمِن بأنّ أمواتنا يموتون عن هذه الأرض، كي يولدوا في السّماء. لذلك إخوتي الأحبّاء، فالمعموديّة هي باب الأسرار: فمن لا يعتمد لا ينتمي إلى الكنيسة، ولا يستطيع أن يدخل إلى أسرار المسيح، ولا يدخل السّماء، كما قال الرّبّ يسوع، له المجد.

وفي هذا الإنجيل المبارك، يقول يسوع لتلاميذه، ولنا أيضًا اليوم: “اذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم”. إنّ عبارة “كلّ الأمم” تدّل على عدم وجود أمّة مغايرة عن الأخرى، أي أنّ التبشير يجب أن يشمل كلّ المجموعات البشريّة على حدٍّ سواء. فالمطلوب منّا هو تبشير كلّ الأمم من دون استثناء، أي تبشير المسكونة بأسرها، تبشيرها بالمسيح الّذي مات وقام من أجلي، ومن أجل كلّ إنسان. ومار بولس عند زيارته لأثينا، قال لأهلها إنّه يبشّرهم بهذا الإله المجهول بالنسبة لهم، والّذي وضعوا له نُصبًا مُرفقًا بعبارة “الإله المجهول”: إنّه الرّبّ يسوع المسيح الّذي مات، وقام لأجل البشريّة جمعاء.
يُكمِل الربّ يسوع في الإنجيل، فيطلب من تلاميذه أنّ يعلّموا الأمم بأسرها بكلّ ما أوصاهم به، أي أنّه يطلب منهم أن يسعوا كي تحفظ البشريّة بأسرها كلمة الله. لذلك إخوتي، إنّ مسؤوليّة البشارة الملقاة على عاتقنا كبيرة جدًّا. إنّ أحد الآباء قد قام بدراسة فقارن بين الّذين يرتدّون إلى المسيحيّة وهم من ديانات أخرى، وبين أولئك المسيحيّين الّذين يجحدون بالإيمان مُعلنين انتماءَهم لديانات أخرى، فتوصّل إلى النتيجة التّالية، وهي نسبة ثلاثة بالمئة من مسيحيّي العالم يعلنون انتماءهم إلى ديانات أخرى كالبوذيّة والإسلام، ويخرجون عن الإيمان المسيحيّ، غير أنّ نسبة كبيرة جدًّا من النّاس الّذين ينتمون إلى ديانات مختلفة ومتعدّدة يرتدّون إلى المسيحيّة، وهنا يمكننا القول إنّ الكنيسة، اليوم، تنمو وتزدهر. إنّ الفرق العدديّ بين الحالتين كبير جدًّا، وذلك يعود إلى أنّ كثيرين قد بدأوا يرون الحقيقة، ويتعرّفون بيسوع ويحبّونه وقد سمحوا له بأن يلمس قلوبهم. لكنّ السؤال الّذي يُطرح علينا هو: أما زلنا، نحن المسيحيّين، نسمح ليسوع بأن يلمس قلوبنا ويغيّرنا، أم أنّ مسيحيّتنا أصبحت مجرّد عادة؟

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp