محاضرة للأخت دوللي شعيا ر.ل.م،
راهبات دير مار الياس الراس – جعيتا، كسروان،
“اليَومَ حَصَلَ الخلاَصُ لهَذا البَيت” (لوقا 9:19)
الصلاة الافتتاحيَّة :
اللهمَّ إفتح أُذُنَيَّ، وقلبي، وعقلي، حتّى أسمعَ كلامَكَ وأفهمَهُ وأعملَ بوصاياكَ يا ربّ. لأنّي غريبٌ في الأرض، فلا تُوارِ وجهَكَ عنّي بل اكشِف عَن عينيَّ، كي أُدرِكَ الحكمةَ المكنونةَ في كتابكَ المقدّس. آمين!
1. قراءة النصّ (لو 19: 1-10)
[وَدَخلَ (يَسُوعُ) أريحَا وأخَذَ يَجْتَازُهَا. فإذَا رَجُلٌ يُدعَى زَكّا وهو رئيسٌ للعشَّارِينَ غَنيٌ قد جاءَ يُحَاوِلُ أن يَرى مَن هُوَ يَسُوع، فَلَم يَستَطِع لِكَثرةِ الزِّحَام، لأنـَّه كان قصيرَ القامَة، فَتَقَدَّمَ مُسرِعًا وَصَعِدَ جُمَّيزَةً ليراه، لأنـَّه أوشَكَ أن يَمُرَّ بِهَا. فلمَّا وَصَلَ يسوع إلى ذلك المَكَان، رَفَعَ طَرفَهُ وقَالَ له: “يا زَكَّا انزِل على عَجَل”، فيجِبُ عليَّ أن أقِيمَ اليومَ فِي بَيتِكَ]. فنَزَلَ على عَجَل وأضافَهُ مَسرُورًا. فلمَّا رأوا ذلكَ قَالُوا كُلُّهم متذمِّرِين: “دَخَلَ منزِلَ رَجُلٍ خاطِئٍ لِيَبِيتَ عِندَهُ!” فَوَقَفَ زَكَّا فقالَ للربّ: “يا رَبّ، هَا إنـِّي أعطي الفقراءَ نِصفَ أموالِي، وإذا كُنتُ قد ظلمتُ أحدًا شيئًا، أردُّهُ عليهِ أربعةَ أضغاف”. فَقَالَ يَسُوعُ فيه: “اليومَ حصلَ الخلاصُ لهذا البيت، فهو أيضًا ابنُ إبراهِيم. لأنَّ ابنَ الإنسانِ جاءَ لِيبْحَثَ عَنِ الهَالِكِ فيُخَلِّصَهُ].
2. تأمّل حول النصّ
2. 1 مدينة أريحا
أريحا هي أوّل مدينة دخلها العائدون من مصر والداخلون إلى أرض الميعاد. أريحا مدينة مدمَّرَة ولا خلاص لها (يشوع 1–6 خاصَّة 6: 26). مع يسوع ستحصل على الخلاص. المدينة المدمَّرة سيُعطيها الربّ الحياة بعد أن فقدت كلّ أمل ورجاء بالحياة.
2. 2 دور زكّا
إسم زكّا يعني [الطاهر والنقي]. وهنا نتعجّب كيف يكون هذا العشّار والسارق نقيًّا وهو خاطئ بفعل وظيفته، إذ يسرق الناس ويعطي من حصيلته المسروقة قسمًا للحاكِم الروماني، إذ هو خائنٌ لربّه ولوصاياه وخائنٌ تجاه الشعب، وفي نظرهم هذا الاسم لا يليق به. زكّا معزولاً عن باقي الشعب وانغلق على ذاته، إذ ترفض الجماعة التعامل معه وكان يُحظَّر عليه الدخول إلى الهيكل أو المجمع.
من صفات زكّا أنـّه كان رئيس العشّارين وغنيّ وله هدف واضح: [يُحاول أن يرى من هو يسوع]. ويبدأ سعيه للوصول إلى غايته. ولكنـَّه يصطدم بعائق مزدوج: كثرة الزحام وقصر قامته. لكنـَّه لم يتوقَّف عند أوَّلِ صعوبة. فالذي يسعى للوصول إلى يسوع يعمل المستحيل (لنتذكَّر أصدقاء المخلَّع، والنازفة التي اخترقت الجموع ولمست ثوب يسوع، والخاطئة التي دخلت إلى بيت سمعان ودهنت قدميّ يسوع بالطيب.
قام زكّا بمجهودٍ شخصيّ. صعد ليرى يسوع، وإذا بيسوع يرفع نظره ويرى زكّا. يسوع يطال الإنسان حيث هو: على قارعة الطريق أو على جميّزة، فقيرًا كان أم غنيًّا، شحّاذًا أو رئيس عشّارين. لكن في البحث عن يسوع هناك تفسيرَين: أو أنَّ زكَّا يريد أن يرى يسوع بسبب حشريّته، ويسوع يدعوه إلى شيءٍ أعمق؛ أو أنَّ هدف زكّا ليس رؤية يسوع بعين الجسد (طوله، لون شعره، ماذا يرتدي…) وإلاّ لكان قد وصل إلى غايته عند صعوده إلى الجمّيزة وانتهت الرواية. ولكّننا نراه ينزل سريعًا عندما دعاه يسوع لأنّ زكّا يفتّش عن شيء أعمق. ينزل زكّا ويستقبل يسوع فرحًا مسرورًا لأنّ هدفه بدأ يتحقّق. بدأ برؤية يسوع بعينيه والآن يراه بقلبه. وعندما التقى نظرُ كلٍّ منهما، يسوع وزكّا، تمّ اللقاء بين الاثنين (عندما كنتُ أبحثُ عنكَ وأنتَ تبحثُ عنّي التقينا ووجدتُ دعوتي).
يبحث زكّا عن يسوع فيتسلّق الجمّيزة –الأمر غير المناسب في ذلك الوقت، لأنّ شجرة الجميّز كانت تُعتبر نجسة –. فما فعله زكّا هو ضدّ الأنماط الشائعة في المجتمع، ضدّ المنطق البشريّ، ضدّ الطرق المعتادة. هذا يعني أنّ البحث عن الله يتخطّى الاحتفالات التقليديّة، والحشود، والآراء السائدة، يتحدّى التذمّرات ويحاول أن يستعمل كلّ السبل للعثور على ما يحتاجه.
الجمع الذي كان يشكّل حاجزًا بين زكّا ويسوع استاءَ وتذمَّر: [دخل بيت رجل خاطئ ليبيت عنده]. هذا صحيح! لكنّ يسوع دخل بيت الخاطئ لا ليُبقيه خاطئًا بل ليحوّله إلى تائب مكفّر عن خطيئته. خطيئة زكّا رئيس العشّارين معروفة؛ أمّا خطيئة الشعب فهي أنــَّه عندما يُكَوِّن فكرة عن إنسان معيَّن يرفض أن يغيّرها وكأنه يحكم على ذلك الإنسان بأنّه لن يتغيَّر ويحكم على قدرةِ الله التي باستطاعتها أن تجعل الإنسان يتجدّد وأن تخلقه إنسانًا جديدًا.
لو استسلم زكّا إلى أصوات الذين منعوه من التقدّم، لما تمّ اللقاء بينه وبين يسوع. فلو شكّ زكّا بالأمور التي يمكن أن تحدث له، ولو خاف من التغيير والانفتاح على الجديد الذي سوف يعطيه إيّاه يسوع، لما استطاع أن يلتقي به. لو قال زكّا في داخله: [هل يريد يسوع حقّاً أن ينظر إليّ؟ هل يستطيع بالرغم من كثرة الحشود هنا؟ لربما هو يعلم أيَّ نوعٍ من الناس أنا!] لما كنـّا قرأنا هذا الإنجيل اليوم ولا وصل إلينا. لو خَشِيَ زكّا مما يمكن أن يؤدّي به اللقاء بيسوع، أي من تغييرٍ في الحياة، أو ما يمكنه أن يسأله، لتغلّب على رغبته الخوف. لذا رغبة زكّا نابعة من النار المتّقدة في داخله والتي تُشعلها نظرة يسوع له. هذه النظرة جعلته يلتقي بإله الحياة على الرغم من كونه لصّاً غير مُقدَّر في المجتمع. فالبحث عن يسوع هو تحدٍّ وفوز على ما يمكنه العالم أن يقوله عنّي، هو التغلّب على الخوف من الحُكم عليّ، هو تخطّي الشلل الذي قد أتعرّض إليه باتـّباعي للربّ، هو إشعال الرغبة المستمرّة في داخلي، لأنـّي لستُ أنا من يبحث عن الربّ بل هو الذي يبحث عنّي.
كان زكّا قصير القامة [فتقدّم مُسرعاً وصعدَ جميَّزة ليرى يسوع]. إنـّه قصير القامة الروحيّة. لكن قال له يسوع: [إنزل على عجل] لأنـّي أريد أن أراك كما أنت في قِصرِكَ، فلا تحاول أن تتخطّى إمكانيّاتكَ. ولمّا قال له [يجب عليّ أن أقيم اليوم في بيتك]: أي أني لن أرتاح حتى آتيك بالخلاص. أنا لا أتحمل أن أتركك على خطيئتك. هذه توجعني. لن أدعك ترتاح اليها. [عليّ أن أقيم في بيتك]: سأمكث معك ساعات يحلو لي فيها الحديث عن ملكوت الله. وسأتعشى معك. استَضَافَ زكّا يسوع مسروراً مع أنه يعلم أن المواجهة لن تكون سهلة لكونه يعرف وضعه ويعرف موقف يسوع من الخطيئة. لكنّ المعلِّم لطيف يرأف بالخطأة.
كيف كانت توبة زكّا؟ قبل أن يتحدّث عن ماضيه، يتكلّم زكّا عن الحاضر والمستقبل: [ها إنّي أعطي الفقراء نصف أموالي، وإذا ظلمت أحدًا أردّه عليه أربعة أضعاف]. فالندامة الحقيقيَّة تبدأ بالحديث عن المقاصد المستقبليّة ثم تنتقل للندامة عن الماضي وللتكفير عنه.
يأخذ زكا أمام يسوع وكلِّ الحشد مسؤوليَّة رسميَّة كبيرة، وبإرادته الحرَّة، بأن يقرر توزيع نصف أملاكه برحمة وأن يعيد لكل شخصٍ ظلمه أربعة أضعاف ويأخذ هذا القرار لأنه تاب بحضور المسيح إلى بيته. العطاء الذي قدّمه زكا كان فوريّ. لم يقل سأترك أموالي للفقراء من بعد مماتي بل الآن سأعطيهم. بهذا العمل يؤكد لنا بأن التوبة الحقيقة وطلب الغفران لا يمكنهم الانتظار فلا تتأجل للمستقبل بل تتطلب عملي فوري وآني. وبنفس الطريقة علينا إصلاح كل عمل سيء أو ظالم قمنا به أي بشكل فوري.
2. 3 دور يسوع
نلاحظ أن ليسوع طُرقًا مختلفة ليتعامل فيها مع الإنسان، فهو لا يهتمّ بالشكل الخارجي الخدَّاع، فهذه الأمور الخارجيَّة المنظورة كثيراً ما تخدع البشر وتجعلهم يتفاخرون ويتكّبرون، أما بالنسبة ليسوع فهذه تبقى بعيدة عن الاهتمام، لأنه يبحث عن تلك الأشياء الداخلية التي تكشف معدن الإنسان وحقيقته، وهو يهتم بنوعية البشر لا بأعدادهم، لهذا لا يهتم للمظاهر العالمية أو للمقدَّرات البشرية أو التطبيق الحرفي للناموس. وعندما يعترف الإنسان بخطاياه ويطلب الغفران فإن الله لا يحاسبه على ماضيه المغفور، لأن هذا الماضي يُعتَبَر عائق للحصول على غدٍ أفضل، إلا إذا كان سبباً لتوبة لا تنقطع، وبالاعتراف تنفتح للإنسان طرقاً وإمكانيات ليحقق ولادة داخلية جديدة وبه يطلب العفو والغفران بتواضع ليعود لله.
كان حضور يسوع إلى منزل زكا دافعًا ليطلب الأخير الاعتذار وليمارس التواضع والتوبة وليعود لله كابن ضال، هو تمسّك بالفرصة التي أُعطيت له وتجاوز كلَّ ضعفاته البشرية مُعترفًا بأخطائه مُبطلاً ظلمه للناس و بالنتيجة أصبح يرى الآخرين بنظرة مختلفة، ليس كفرصة ليقتنصها وليستغلّها ويتاجر بها إنما ليكونوا سبباً لممارسة الرحمة والمحبة لأنهم بنتيجة معرفته للمسيح وتوبته أصبحوا إخوة له. [فوقف زكا وقال للرب: “ها أنا يا رب أُعطي أموالي للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف”] حضور يسوع وتوبة زكا كانا العنصران الكافيان لحدوث التحوُّل عند زكا ولاشتعال النور بداخله نور العدل والحق الغير العقلي.
لم يتخطّ يسوع مجهود زكَّا بل تمّمه: كمّله وأعطاه معناه وأوصله إلى الغاية المنشودة الحسنة. لذلك دعاه للنزول على عجل لأنّ يسوع سيُظهر نفسه لزكّا من خلال دخوله بيته.
لم يقل يسوع لزكّا أيّ شيء عن خطيئته. لكنّ زكّا، بمجرّد وجوده أمام يسوع يرى خطيئته ويعرف أنـَّها العائق الوحيد الذي يمنعه عن رؤية مَن هو يسوع. لذلك كان على زكّا أن يُكفِّر عن خطيئته أوَّلاً ويتوب عنها.
بعد توبة زكا يُعلن يسوع أنّ [الخلاص قد حصل لهذا البيت]. فما هو الخلاص؟ [اليوم،حصل الخلاص لهذا البيت]: زكّا في حضرة يسوع وقد أزال كلّ الحواجز الداخليّة والخارجيّة. فلماذا لا يحصل الخلاص لزكّا الذي آمن (إذ هو ابن إبراهيم أبي المؤمنين)؟
زكّا يسعى ليرى من هو يسوع، فإذا بيسوع يرى زكّا. زكّا يبحث عن يسوع، فإذا بيسوع ابن الإنسان يبحث عن زكّا الهالك ليمنحه الخلاص. زكّا يبحث ليرى مَن هو يسوع، وإذا بيسوع يكشف عن نفسه لزكّا. من هو يسوع؟ هو ابن الإنسان الذي جاء ليبحث عن الهالك ويُخلّصه؛ إنـّه الخلاص.
هناك كلمة تتكرّر مرّتين في نصّ زكّا وهي كلمة [اليوم] (يجب عليّ أن أقيم اليوم في بيتك؛ اليوم حصل الخلاص لهذا البيت). والاثنتان تَرِدَان على لسان يسوع. خلاص الله لا يتأخّر؛ إنـَّه معطى [اليوم] لكلّ من يطلبه.
3. المناجاة
المسيح يدعونا بكلامه: [أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك]. هل يوجد تقدير وإكرام أفضل من هذا؟ للمسيح رغبة دائمة أن يأتي إلى بيتنا!! وأن يبقى بقربنا!! لا ليترك في البيت حزن بل بركة، لا ليترك مشاكل واضطراب بل مع بركته يفتح قلوبنا لنستطيع أن نحب أكثر. يقدم بركةً ومحبةً وخلاصًا كما قدّم لزكّا [اليوم حصل خلاصٌ لهذا البيت] هو يقدِّمُ كلَّ شيءٍ وإنما بالمقابل ينتظر ماذا سيكون جوابنا هل سندعوه أن يدخل بيتنا؟ زكّا أجاب، إذ فتح منزله وأخذ البركة والخلاص، ونحن ماذا سنجيب؟
نحن اجتمعنا الآن باسمكَ، يا ربّ، لأنـّنا نريد أن نراكَ، وأن نسمعكَ، وأن نلتقي بكَ. لقاؤنا ليس مجرّد فضوليّة معرفيّة، إنـّما رغبة عميقة كي نستقبلكَ في بيتنا وفي حياتنا. نظرتَُكَ تكشفُ لنا شقاءنا وخطايانا، ولكنـّها نظرةُ حبٍّ لا توبيخ. فاللقاءُ الحقيقيُّ معكَ لا يتركنا أبداً كما كنّا في السابق. أعطنا أن نجدَ فيكَ وحدَكَ القوَّةَ التي تحوِّلُ حياتَنا. آمين!.
4. المشاهدة
الفقير (قصّة الأعمى؛ لو 18: 35-43) والغنّي (زكّا) على السواء هما بحاجة إلى يسوع. يسوع يُلبّي الحاجة النفسيّة والجسديّة.
في السعي نحو يسوع يكفي على الإنسان أن يخطو خطوة نحو يسوع حتى يجد يسوع يتمّمها له ويقوده خطوة بعد الأخرى في السير وراءه. إرادة الإنسان أساسيّة [الله الذي خلقك بدونك لا يستطيع أن يُخلّصك بدون إرادتك] (القدّيس أغوسطينوس).
لكي ترى يسوع بقلبك عليك مثل زكّا أن تمرّ بتنقية ذاتك تنقية عمليّة.
أنا أبحث عن يسوع، أنتظره؛ ولكن هو الذي يكشف لي عن نفسه وعن هويتّه: هو الخلاص، هو الذي يبحث عنّى ويُخلّصني.
مع يسوع لا شيء يبقى مدمّرًا، لا شيء يبقى دون أمل ورجاء. حتّى المدينة أريحا التي وقفت في وجه شعب الله ستنال الخلاص لأنّها بحثت عن يسوع وتابت توبة حقيقيّة وسألته الرحمة.
يسوع يزرع الرجاء والخلاص حيث نعتبر أنّ كلّ أمل بالحياة قد فُقد.
من وحي إنجيل زكّا نَظرَ الربّ إليّ.كنتُ قصيرًا، لكن ليس قصيرًا جدًا، كي لا ينتبهَ الربّ إليَّ.كنتُ فضوليًّا فقط،
أريد أن أراه، فأعطاني موعدًا، كي أتمكَّن من اللقاء به.لم أكن مستحقًا أن يأتي الربُّ إليَّ ويبحثَ عنّي.
كنتُ مكروهًا لدى الناس، أشعرُ بالحيرةِ والضياع. مع ذلك، كان الربّ قادرًا أن يرى فيَّ،
ذلكَ الخيرَ الذي لم أظنُّ يوماً أني أمتلِكُهُ. نَظرَتـُهُ لمسَتنِي، واللِّقاءُ به حَوَّلَ حياتي…
ملاحظة: دُوِّنت المحاضرة بأمانةٍ مِنْ قِبَلِنا.