[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“أتطلُبْنَ يسوع الناصريّ المصلوب، قد قام لَيْس هو هَهُنا” (مر 6:16)،
رسالة أيار 2018،
بقلم الأب شربل أوبا،
الراهب الباسيلي الشويري،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
المسيح قام! حقًا قام!
على سلامِ هذا الشاب الجالس عن يمين القبر الفارغ وبِشارته للنّسوة بقيامة الربّ، يرتكز كلّ إيمانِنا المسيحيّ. فنحن إذ نؤمِن بأنّ المسيح قام، فسنقوم معه أيضًا.
المسيح قام! ويسوع هو حياتنا، وهو قيامتنا. المسيح هو في ألم كلّ إنسانٍ: في الغياب، في المرض، في الشكّ، في اليأس، وفي الموت. إنـّه حيٌّ في بشريّتنا، في بشريّتي وبشريّتكم وبشريّة جميع إخوتنا. الموت بالنسبة للمسيحيّ، هو الطريق الوحيد للقيامة. الموت والقيامة أمران لا ينفصل أحدُهما عن الآخر. بقيامة المسيح سُحِقَ الموت بانتصار يسوع عليه وعلى كلّ قوّاته. وما بالي أُسمّيه بعد موتًا؟ فمَع المسيح قد تغيّر اسمُه وأصبح رقادًا، أو راحةً أبديّةً، أو حياةً أبديـّـةً حيث لا وجعَ ولا حزنَ ولا تنهّد. هذا ما نؤمِن به، وهذا ما نَتوق إليه. بقيامة المسيح، لم نَعُد أبناء الموت، بل صِرنا أبناء الحياة وأبناء القيامة، حتى ولو كانت حياتُنا تُفضي إلى الموت، فإنها لن تنتهيَ عنده. فالكلمة الأخيرة في حياتنا والحكم الأخير على تاريخنا لَيْسا للموت والتّهلكة، بل للقيامة والحياة، وللمجد بِصُحبة الله وبالاشتراك في حياته.
ثم أيـّها الإخوة الأحبّاء، لا أريد أن تجهلوا ما يختصُّ بالرّاقدين، كما يقول بولس الرسول، لكي لا تحزنوا كباقي النّاس الّذين لا رجاءَ لهم (1تس 13:4). كلّ واحدٍ منّا يستطيع أن يقول ما قالَته مرتا ليسوع عند وصوله إلى بَيْت عَنْيا: “لو كنتَ هَهُنا لما مات أخونا” (يو21:11). إنّ مَن يؤمِن بيسوع يقوم هو أيضًا معه. هذا ما أكّده يسوع أمام قبر لعازر:”أنا القيامة والحياة، مَن آمن بي، فلن يموت أبدًا” (يو 25:11). بالنسبة ليسوع، ليس هناك فَوات أوانٍ، ليس هناك شيءٌ ضائعٌ، ولا شيءَ يَضيع. مَن آمَن بالمسيح، وإن مات، يقوم معه إلى حياة المجد.
ما هو سِرُّكَ يا موت؟ تخطِف محبّينا مِن بَينِنا، ولم نشبَع بعد من وجودهم معنا. لكنّني أتعزّى بما نُصَلّيه في صلواتنا الفِصحيّة في هذا الزمن المجيد “بالأمس صُلِبتُ مع المسيح، واليوم أُمجّدُ معه… بالأمسِ مُتُّ مع المسيح، واليومَ أحيا معه… بالأمس دُفِنتُ مع المسيح، واليوم أَقومُ معه. لأنّ المسيح بِقيامته صار باكورة الرّاقدين… فأين شوكتكَ يا موت وأين انتصاركِ يا جحيم…؟ قام المسيح، ولم يبقَ في القبر مَيْت…”.
هذا هو رَجاؤنا، وهذا هو إيماننا بأنّ المسيح حيٌّ إلى الأبد. هذا الإيمان الذي جعل الشهداء يَشهدون للمسيح بفرحٍ، جيلاً بعد جيلٍ حتى أيامنا. ومَن لم يَشهد بِدَمه، قد شَهِدَ بِسيرة حياته المقدّسة. إنّ جسد المسيح لا يعرف الفساد، والإنسان، في المسيح، لا يعرف الموت. لأنّ مَن أحبَّ المسيح لا يموت أبدًا، فإنّ موت الحُبِّ قيامة. لِنُكفكِف الدموع، دموعَ الحزن، ولِنَبتَهِج معًا مِن عمق القلب بهذا العيد، لِنَقُل في هذا اليوم الذي صَنعه الربّ: المسيح قام من بين الأموات ووطِئ الموت بالموت، والّذين دَهَمهم الموت، وَهَبَهم الحياة.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]