“أحد شفاء الأبرص” (مر 1: 35-45)
تأمّل للأب ميشال عبّود الكرمليّ.
في أحدِ شفاء الأبرص، يُخبرنا النّص الإنجيليّ أنَّ يسوع قد ذهب إلى مكانٍ قفرٍ ليُصلّي. نحن بحاجةٍ إلى الصّلاة، فإنْ لم تستطِع الصّلاةُ تغيير حياتنا، فهذا يعني أنّه علينا أن نغيِّر صلاتنا. إنّ الصّلاة الّتي لا تنبع من القلب، والّتي لا تشكِّل حديثًا بين المؤمِن وربّه، لا تُسمّى في الحقيقة صلاةً، لأنّ الصّلاة هي حوار الإنسان مع الإله الحقيقيّ الّذي يسكن في أعماقه.
إنّ صلاةَ الأبرص إلى الربّ كانت صلاةَ توَسُّلٍ، إذ طلب الأبرص مِنَ الربّ قائلاً: “إنْ شِئتَ فأنتَ قادرٌ أن تُطهِّرني”. إنَّ لمسة الربّ لهذا الأبرص كانت كافية لشفائه. نعم إخوتي، إنّ الربّ يملك تلك القدرة على شفاء النّفوس من أمراضها النفسيّة، وشفاء الأرواح من أمراضها الروحيّة، والأجساد من أمراضها الجسديّة. إنّ الربّ بشفائه لنا من أمراضنا يعطينا نعمةَ الإدراك للألم فنعيشه بطريقة توصِلُنا إلى الحياة الأبديّة.
كان الأبرص مطرودًا من الجماعة بسبب مرضه، ولكن الربّ أعاده إليها بلمسةٍ شافية. إنّ الجماعة ترمز إلى الكنيسة الّتي على كلّ مؤمِن العودة إليها لينال فيها سرّ الشفاء ألا وهو التوبة. إنّ سرّ التوبة يجعلنا نكتشف ذواتنا، ونكتشف الإله الحقيقيّ الحيّ السّاكن في قلوبنا. إنّ اكتشافنا لله، يدعونا إلى النّظر إلى الصّليب لنستمدّ منه القوّة في أوقات الألم والشدائد الّتي تعترضنا، فنطلب من الربّ: “أذكرنا يا ربّ في ملكوتك”، وننال منه الجواب المنشود:”اليوم تكونون معي في الفردوس”. إنّ الفردوس هو علامةٌ على حضور الله الدائم في حياتنا، وهذا الحضور لله هو الّذي يقودنا إلى اللقاء الأبديّ به في السّماء. له المجد إلى الأبد. آمين.
ملاحظة: دُوِّنَ التأمّل مِن قِبَلِنا بِتَصرُّف.