عظة للأب الياس مارون غاريّوس،
رعية مار جرجس – الدّيشونية.
الإنتقال من الموت الى الحياة،
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين
إنّ الأكثر روعةً في حياتنا، هو أن نعرفَ أصلنا، كما إنّ الأكثر قداسةً في حياتنا، هو أن نعرفَ كيف نكون أمينين على الأصل، واللّحظة الأكثر طهارةً في حياتنا، هي عندما أستطيع أن أكون بكلّيّتي أميناً تجاه من خلقني بهذا الأصل الجميل. الأمانة هي أغلى ما في هذه الدّنيا، لأنّ الرّبّ يسوع المسيح، قد وَعَدَنا بأمانته وأعطانا إيّاها. الله تجسّد من أجلنا حتّى يَهَبَنا الحياة الأبديّة. الأمانة، الّتي حافظ عليها يسوع المسيح بِواسطة جسده البشريّ وروحِهِ الإلهيّة، سلّمَها لكلّ واحدٍ منّا حتى يستطيع أن يكون مُجاهِداً على هذه الأرض لأنّنا، اليوم، في الكنيسة المجاهدة، نحن مُجاهِدونَ على الأرض حتّى نصل إلى اليوم الّذي سنجد فيه أجمل ما في حياتنا، إلى الكنيسة المنتصرة حيث نكون مُتّحدين بالله الآب والابن والرّوح القدس. من هنا، لا نستطيع أن نُفكّر في مدى غلاوة الحياة أو مدى حقارتها لأنّني أنا، بحدّ ذاتي، حياة ومن غير الممكن أن أُفكّر في حياتي لأنّني، أنا، أغلى ما في هذه الدّنيا، بالنّسبة إلى الله وبالنّسبة إلى نفسي، إذا جعلني الله أغلى ما في هذه الدّنيا فلا حاجة أن أُفكّر في شيء، فَهل أُفكّر في أنّني ذو شأنٍ عالٍ أو في أنّي رائعٌ أو ذكيٌّ.. أنتَ لا شيء لأنّك تُساوي الدّنيا كلّها بالنّسبة إلى الله، وأنتَ لا تُساوي شيئاً إذا خُنتَ الأمانة. فهناك حلّان فقط وهما أن تكون كلّ شيء أو تكون لا شيء. لذلك، هذا الصّوت الّذي يُناديك، كلّ يوم، صوت الربّ يسوع، الصوت الذي “يُزعجنا” كلّ يوم، في أيّ شيءٍ نفعله هو” المحبّة والتّواضع”، فالمحبة “تزعج”، لماذا؟ لأن المحبة لا تعرف السّؤال بل تعرف، فقط، أن تُجيب وبما أنّني، أنا الإنسان لا أملك الجواب، المحبّة ستناديني حتّى أنهض وأُصبح مملوءاً بها، وإلاّ، ستبقى المحبّة تزعجني حتى يوم ما قبل الممات، فأنتبه وأقول: نعم يا ربّ، هأنذا تركتك وكنتُ طوال كلّ تلك السنين منهمكاً ببناء أهرائي لأملأها قمحاً ومالاً وذهباً، وآخر يقول لله: أنا غاضبٌ منك، لقد صلّيْتُ كثيراً لكنّك لم تستجب صلاتي لذلك لم أعد أرغب في الصّلاة. إذاً، هذان التّياران موجودان، اليوم، في الكنيسة ولكن هناك التّيّار الأصيل والرّائع، أمام الرّبّ يسوع المسيح، يقول دائماً: “أشكرك، يا ربّ، على كلّ ما وهبتني من نِعَم، صليباً كانت أو فرحاً، قوّةً ومجداً أو ضعفاً وهواناً لأنّي أنا ابنك وأنتَ ولدتني”. فلذلك أنتم روعة يسوع، بكم تنتصر السّماء على الأرض، فتحوّلون أرضكم إلى سماء، لأنّ الرّبّ قال لنا إنّ هذه الأرض، اليوم، يملكها إبليس، لماذا؟
ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.