الجملة التي قالَها لصُّ اليمين على الصليب،

الأب أنطوان الزاعوق – رعية مار مارون – بيادر رشعين.

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.

أحبائي، في مثلِ هذا اليوم منذ ستِّ سنواتٍ، انطلقْنا في رعيتِنا من كنيسة القدّيسة مورا- المدافن، باسم جماعة “اذكرني في ملكوتك”، العبارة التي قالَها لصُّ اليمين على الصليب ليسوعَ المسيح،
بعدما أحسَّ بأنّه هو يُصلَبُ عن حقٍّ، أمّا يسوع المسيح، فبأيِّ جريمةٍ يُصلبُ؟ ثمّ قال للصِّ الثاني، نحن الاثنين ننالُ العقابَ لأجل معاصِينا وأخطائنا، أمّا هذا الانسان فما هي جريمته ليُصْلبَ، والتفتَ إلى يسوع قائلاً: “اذكرني يا ربّ متى أتيْتَ في ملكوتك”.
إنّ هذه العبارة يجبُ أن تكونَ لسانَ حالِنا في حياتِنا، لأنّنا مدعوُّون الى الفرحِ السماوي مع يسوعَ المسيح، لذا يجبُ أن نفكِّرَ دائماً ونقولَ ليسوع المسيح: “اذكرني في ملكوتك”.
إنّ مَن يتوقُ الى الالتقاءِ مع يسوع المسيح في الملكوت الذي أعَدَّه لنا، عليه أن يكون مستعِدّاً. فإنّ ما سمعناه في انجيل العذارى العشر اللواتي ذهبْنَ الى العرس، خمسٌ مستعدّات، وخمسٌ لم يكنّ مستعدَّات، فالمستعدّات دخلْنَ، وهذا يعني أنه عند انتقالِنا الى الحياةِ الأخرى مع يسوع، يجب أن نكون مستعدّين كي لا نصِلَ متأخرين ونقرعَ الباب، فيقولَ لنا : الحقَّ أقولُ: إنني لا أعرفكنَّ.
إن هذا الاستعدّاد مهمٌّ جداً في حياتِنا لكي نستطيعَ أن نصِلَ الى اللحظة التي قال فيها اللّص: “اذكرني يا ربّ متى أتيْتَ في ملكوتك”، وعندها نكون قد عرفنا المسيح على حقيقتِه وسِرْنا معه وندِمْنا على كلِّ ما فعلناه في حياتنا.
إنّ انطلاقتَنا في هذه الجماعةِ لم تكن صدفةً، انطلقْنا منذ ستِّ سنواتٍ ولم نزَلْ مستمرّين، ومن لم يستطعْ حتى اليوم معرفة سرِّ هذه الجماعة، نقول له: لقاؤنا شهري نقيمُ قدَّاساً على نيةِ موتى الكنيسة في العالم، ونذكُرُ أمواتَنا خلال هذا الشهر، اولئِك الذين غادَرونا، ودائماً نحتفلُ بهذا القدَّاس لكي يبقى هناك تواصلٌ وعلاقةٌ بيننا وبينهم.

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp