[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“الحقّ أقول لكَ: إنَّك اليوم تكون معي في الفردَوس” (لو 43:23)،
رسالة أيلول 2018،
بقلم الأب موريس معوّض ر.ل.م،
خادم رعيّة مار تقلا- المروج،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
تأمّلات وخواطر،
في الكلمة الثانية ليسوع على الصّليب،
إنّه لِصّ اليمين الذي صَحَبَتْهُ الخطيئة حتى الصّليب. مِن لصٍ مُعيَّرٍ إلى مدافعٍ، ومن مُستهزىءٍ إلى رجل صلاةٍ وإيمان.
عجباً كيف وَصل إلى الإيمان؟ كيف آمَن بالربّ، والربُّ في ذروة الألم لا في المجد؟ كيف آمن بالربّ، والربّ في استهزاء النّاس به، وليس في سَعْيهم إليه طلباً لشفاءٍ أو بركة؟ فالربّ يسوع بِحسب قَول النبي “كشاةٍ سيقَ إلى الذبح ولم يفتح فاه” (إش 7:53)، طوال فترة المحاكمة والتعذيب والصّلب، حتى أنه لم يردّ على قيافا رئيس الكهنة إلّا بعد أن استحلفه بالله.لم يردّ على بيلاطس الوالي، فتعجَبَ من صمتِه. تحدّوه قائلين: “إن كنتَ ابن الله، فانزِل عن الصّليب” (مت 40:27)، فلم يَرُدَّ عليهم.
لعلَّ مغفرة الربّ لِصالبيه أثَّرَت في قلب لِصّ اليَمين، لعلَّه تأثَّرَ من وجه يسوع، من ملامِحِهِ، من نظراتِهِ، من حنانِ وعمقِ صوته. لعلَّ نظرة يسوع إليه أذابَت قلبَه، أو لعلَّ هذا اللِّص كان لديه استعدادٌ داخليّ للتّوبة، حتّى استطاع لصّ اليمين أن يحصُلَ على كلّ شيء. أمّا لصّ اليسار فعيَّره وتحدّاه: “إن كنْتَ المسيح، فخلِّص نفسكَ وإيّانا!” (لو 39:23)، فلم يُجِبْه يسوع بشيء، لكنَّه أجاب لِصّ اليمين بعدما سأله أن يذكره في ملكوتِهِ: “اليوم تكون معي في الفردوس” (لو 23: 43).
فيسوع لم يكتفِ بصُحبة لِصّ اليمين على الصّليب، بل جعلها تستمرُّ في الفردوس، فعبارة:” تكون معي” تدلّ على دخول لِصّ اليَمين الملكوت بمعيَّة يسوع: لأنَّه سلّمه قلبَه ومصيره على الصّليب، ولأنَّه تألَّم معه، لذلك سيتمجَّد معه أيضًا. فما أعجبَ هذا اللقاء على الصّليب!.
اعترف لِصّ اليَمين بيسوع ملكاً حين قال: “متى جِئْتَ في ملكوتك”، واعترف به مخلِّصاً قادراً أن ينقله إلى الفردوس، أضِفْ أنَّ لِصّ اليَمين: اعترف بخطاياه الشخصيّة، وباستحقاقه الموت، موبّخًا زميلَه قائلاً: “أوَلا تخاف الله إذ أنتَ تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدلٍ جوزينا” (لو23: 40-41). واعترف بالمسيح الذي صُلب بسبب خطايا غيره، بارًّا، خاليًا من الخطيئة، دافع عنه، إذ لم يُدافع أحدٌ من تلاميذ يسوع 11 أو 72، ولا أحدٌ من الذين شفاهم أو أقام موتاهم أو أخرج منهم شيطاناً. وحده لِصّ اليَمين دافع عنه.
بِمَعزلٍ عن دفاعه عن الربّ، فإنَّ لِصّ اليَمين كان مشغولاً بأبديَّته. فهو لم يُفكّر في ألمِهِ، بل بِمصِيره بعد الموت، لذلك صرخ مسترحِماً ومستغفِراً: “أذكرني في ملكوتك”.
لقد تمتَّع لِصّ اليَمين بشراكة الألم مع الربّ في السّاعات الّتي قضاها بجواره على الصّليب، فقد كانت ساعات خالدة وأسعد ساعات حياته، إذ رأى في ذلك مدعاةً لطُهره وقداستِه، مفتخرًا بأنَّه مع المسيح الّذي صُلب رُغمَ أنَّ الصّليب هو عار.
“فيا يسوع الّذي أُحصِيتَ مع الأثمة وصُلبتَ مع الخطأة، فإنَّه وإن حُسِبَ هذا عارٌ لكَ، فإنِّي أحسبُه نعمةً لي وبركةً، لَيْتني عرفتكَ من قبل يا إلهي. ليتَ كلَّ واحدٍ منّا يصيح مع اللّص: أذكرني يا ربّ في صلاتي وضُعفي وسقوطي”.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]