[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“الحقّ أقول لكَ: إنَّك اليوم تكون معي في الفردَوس” (لو 43:23)،
الجزء الثاني،
رسالة تشرين الأول 2018،
بقلم الأب موريس معوّض ر.ل.م،
خادم رعيّة مار تقلا- المروج،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
تأمّلات وخواطر،
في الكلمة الثانية ليسوع على الصّليب، الجزء الثاني،
تَكشِف لحظة الموت عن اختلافٍ ما بين لِصّ اليمين ولِصّ الشمال: فَلِصُّ الشمال كان يجدِّف على الربّ وما كان يخاف الله، ولا يهتمّ بمصيره الأبديّ، وكان همُّه أن يتخلَّص من الصَّلب والصَّليب، ليعود للتمتّع بهذا العالم، لذا استحقَّ توبيخ لِصّ اليمين. فهوَ بدلاً مِن أن يتوب عن خطاياه، كان يرتكب خطايا جديدة رغم وجوده بالقرب من الربّ. فساعة الموت هذه لم تذكّره بالتوبة ولا حتّى بقربه من الربّ، كما أنّه لم يتأثّر بمغفرة الربّ لصالبيه، ولا حتى بالغيْرة من الوعد بالملكوت للصّ اليمين بدخوله الفردوس، ولا بعوامل الطبيعة التي تغيّرت في تلك اللّحظات: الأرض ماجت والصخور تشقّقت والظّلمة سادت الكون. كلّ هذه الأمور ما استطاعت أن تذكِّره بالتوبة. فقد كان ذاك اللِّص منشغلاً عن أبديَّته حتَّى في ساعة الموت. إنّه لَدرسٌ قاسٍ لكلّ مَن يؤجِّل توبته، ظنًّا منه أنّه سيتوب في آخر أيَّامه، عِلمًا أنّه لا يعرف لها موعدًا، فَحَال هذا كحالِ مَن لا يتجاوب مع النّعمة في قلبه ساعة الموت.
لم يتخلَّ يسوع وهو على الصَّليب عن لصّ اليمين التّائب ولم يتمهّل عليه، بل استجاب صلاته بشكلٍ أسرع من المتوقَّع. لِصّ اليمين لم يفقد الرّجاء في آخر ساعاته، ولا حتى فقدَ الرجاء في مراحم الله. وجواب يسوع: “اليوم تكون معي” جاء تأكيدًا على رجاء لصّ اليمين، كأنّه يقول له: فكما أنتَ معي في الألم، ستكون معي في الفردوس. وقوله للربّ: “أذكرني متى جئْتَ في ملكوتِكَ”، دفع بالربّ إلى التصحيح، لذا جاء جوابه: اليوم تكون معي في الفردوس؛ “إنَّ مملكتي ليست من هذا العالم” (يو 36:18). ولعلّ هذا الموعد جعل اللّص ينتظر الموت بفرحٍ ليكون مع المسيح، فيَصير الموت في هذه الحال لذة، “أين شوكتك يا موت؟” (1كور 55:15). فالموت مرعبٌ للأشرار ومُفرِحٌ للّذين يرقدون على رجاء الربّ.
أمّا المغفرة الّتي نالها لصّ اليمين، وفَتْحُ باب الفردوس له فَهُما عملٌ إلهيّ، وهذا دليل على ألوهيّة الربّ وعلى سلطانه:”اليوم تكون معي في الفردوس”. فالمسيح باشر عمله كديّانٍ عادلٍ من على صليبه، واستطاع أن يفتح باب الفردوس الـمُغلَق من بعد خطيئة آدم. وما فَتْحُ بابِ الفردوس سوى دليلٍ على الكلفة: سفكُ دمِه على الصّليب. أليس هو مَن فتح الباب للعذارى الحكيمات وأغلقه في وجه الجاهلات؟ فالباب يفتَحُه الربّ فقط للّذين فتحوا له قلوبهم حتى في آخر لحظات حياتهم.
وجودنا مع الربّ أجمل من الفردوس وما فيه، إنَّ النّعيم الحقيقيّ أن نوجد معه:”آتي وآخذكم إليّ، فحيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا (يو 14: 3). هذا هو أملنا الّذي نسعى إليه ونتمنّاه: أن نكون في معيّةِ الربّ.
إنّه الوعد الّذي أفرح قلب لصّ اليمين فنَسِيَ آلامه على الصَّليب. إنَّها لحظات سعادةٍ وطمأنينةٍ. فيسوع انشغل بالإصغاء إلى لصّ اليمين والتحدّث معه وطمأنَتِهِ، ونَسِيَ المسامير، وإكليل الشّوك والجراح والآلام: “فالمحبّة لا تطلُب لنفسها” (1 كور 13: 5)، بل تطلُب ما هو للآخرين. فالربّ أراد أن يقول لنا: إنَّه حتّى ولو كُنّا على الصّليب فبإمكاننا خدمة الآخرين. بالإضافة إلى عمل الفداء العظيم من أجل العالم أجمع، وبالإضافة إلى غفرانه للصّالبين، اهتمّ الربّ بلِصّ اليمين كفردٍ، فالله لا ينسى الفرد وسط الجماعة. إنَّه الاهتمام بالخروف الضّال.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]