الحياة لا تنتهي عند الموت،

عظة للخوري جوزيف عويس – كنيسة القدّيسة مورا – بيادر رشعين.

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

أبتِ الجليل،
إخوتي الأحبّاء،

بدايةً، أرحّب بجماعة “اُذكرني في ملكوتك”، الّتي قدِمت إلينا من منطقتَي جونية وبيروت، لتشاركنا في القدّاس الّذي نحييه كلّ سنة، في مثل هذا اليوم، احتفالاً بانضمام رعيّتنا للجماعة، مقدّمين الذبيحة الإلهيّة من أجل كلّ الموتى المدفونين بجوار كنيسة القدّيسة مورا، ومن أجل موتانا جميعًا نحن الحاضرين اليوم.

تربطنا بهذه الجماعة علاقة موّدة وصداقة: فرعيّتنا كانت الخامسة في الانضمام إلى جماعة “اُذكرني في ملكوتك”، وكان ذلك سنة 2008. إنّ هذه الجماعة تسعى إلى إقامة الصّلوات وتقديم القرابين من أجل راحة نفوس الموتى الراقدين، وبذلك تهدف إلى أن يُدرك المؤمنون من جديد بأنّ الحياة لا تنتهي عند الموت، وأن تُظهر لهم نور القيامة الحقيقيّة، الّذي هو يسوع المسيح. وفي الكنيسة المارونيّة، نرتّل، في أسبوع الموتى وأحد المرفع، بما معناه أن ليس في الأكوان قبرٌ مفتوح، يفوح منه عطر الريحان إلاّ القبر الحيّ، أي قبر يسوع المسيح، الّذي قد أصبح البشر على شبه صورته ومجده. إنّ المسيح كفيلٌ بأن يمنح الملكوت، لكلّ شخص ينتقل من هذه الدّنيا، ويرقد على رجاء إيمانه بالرّبّ يسوع، ونعبّر عن ذلك أيضًا في صلوات الجنّاز فنعترف بإيماننا بيسوع المسيح القائم من الموت والمنتصر عليه، وبقوّة الصّليب الرّب الّتي تشكِّل لنا جسر العبور نحو الحياة الأبديّة.

إنّنا نحتفل بهذا التذكار للموتى، بمناسبة عيد القدِّيسة الشهيدة مورا، الّتي بذلت حياتها حبًّا بالمسيح يسوع. وفي سنة 2008، تزامن عيد القديسة مورا الشهيدة مع انضمام رعيتنا لهذه الجماعة، فأضفت هذه القدِّيسة بُعدًا لاهوتيًّا لها، وهي أنّ الشهادة للمسيح تشكِّل جسر عبور نحو القيامة. ومن هذه القدِّيسة نتعلّم ألّا نخاف من تسليم ذواتنا للرّب، وأن نسعى لنكون شهودًا حقيقيّن له في هذا العالم. إنّ كلّ إنسانٍ في العالم، سوف يشاهد وجه الرّبّ، بعد الموت، فيُدرِك حينها كل إنسانٍ أنّ يسوع هو مخلّصه من الموت، وأنّه لولاه، لما حصل على الملكوت.

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp