الصّليب علامة حبّ الآب والابن للبشريّة جمعاء، الصّليب بداية عهد جديد،

بقلم الخوري الياس مظلوم، خادم رعيّتي مار عبدا ومار ميخائيل – بكفيا،

الصّليب هو علامة حبّ الله الآب لنا: آبٌ تألّم من أجلنا، بذل ابنه الوحيد حبّاً بنا. يَدخل حَدث الصّليب والموت والقيامة في إطار تصميم الله الخلاصيّ، وكذروة رحمة الله الآب ومحبّته للبشر. بالصّليب فَتِحَ الله الآب عهدًا جديدًا مع البشريّة الخاطئة، ورفعها من حالة العبوديّة إلى البنوّة الكاملة المشتراة بدم يسوع المسيح.

الصّليب هو علامة حبّ الله الابن لنا: يشكّل الحدث الفصحيّ بالنسبة ليسوع شهادة على حرّيّته الكاملة، وعلى خياره الحرّ والواعي، وعلى أمانته لمخطّط الله الخلاصيّ، وعلى حبّه اللامتناهي للبشر ليفتديهم ويحرّرهم ويعيد إليهم منزلة الأبناء الكاملة. بالصّليب تبنّى يسوع مشروع أبيه حتى النهاية حبًّا بالبشريّة، هو الذي قال: “ما مِن حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه” (يو 15: 13)، عبارة قالها وطبّقها حبًّا بنا، ولأجل خلاصنا. وبعد موته وقيامته سلّمنا الروح القدس “خذوا الروح القدس” الذي يُحيينا ويقدّسنا.

حوّل يسوع مفهوم الصّليب من لعنة وعار إلى بركة، من نهاية إلى راية خلاص أبديّ، من علامةٍ للكراهيّة إلى علامةٍ للحبّ المجّانيّ اللامتناهي، من عقمٍ إلى نبعٍ للحياة يفيض من جنبه على الصّليب، كلّ ذلك لكي نتعلّم منطق التضحية والخدمة وبذل الذات، ونضعه حيّز التنفيذ في حياتنا اليوميّة.

وفي زمن الصّليب، أتوجّه إليكم:

  • لا تنسوا أحبّائي أنّ علامة الصّليب التي نكرّمها في كنائسنا، ونضعها فوق أبوابنا وفي سياراتنا وعلى صدورنا، هي لتذكّرنا أنّنا أبناء مَلك سماويّ أحبّنا حتى النهاية، ولم يبخل على العالم بابنه الوحيد حبًّا بنا… فلا تجعلوا الصّليب موضة بل تأمّلوا بمعانيه الخلاصيّة.
  • لا تنسوا أيّها الآباء والأمّهات أنّ الصّليب يعلّمكم حسّ التضحية ومعنى أن تكرّسوا حياتكم في سبيل أولادكم، لكي ينموا على مثال يسوع بالقامة والحكمة والنّعمة أمام الله والناس… علّموهم أنّ قيمتهم هي في كونهم أبناء لله، ولا تسمحوا لهم أن يكبروا واهمين أنّ الحياة هي اللّهو واللّذة والمادّة. وختاماً ذكّروهم أن يقدّموا مصاعبهم ومشاكلهم للربّ ويعتبروها مشاركة، على سبيل سمعان القيرواني، في حمل الصّليب مع الربّ يسوع.
  •  
  • لا تنسوا أحبّائي أن تكونوا حاضرين، على مثال يوحنّا الحبيب، إلى جانب كلّ إنسان فقد أباً أو أمًّا أو أخاً أو أختاً أو صديقاً… صلّوا لأجلهم وكونوا حاضرين معهم دون الإكثار في الكلام والشرح.
  •  
  • لا تنسوا أن تبقوا في شركة صلاة مع كنيسة السماء، طالبين من الربّ أن يكافئ موتاكم على حياتهم الصالحة وأن يغفر خطاياهم، وأن يعطيكم النّعمة بأن تعيشوا كأبناء لله بالقول والعمل، مردّدين كلّ يوم قبل نومكم: أذكرنا يا ربّ متى أتيتَ في ملكوتك. آمين
Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp