[blank h=”20″]

[/blank]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

“تذكار الموتى المؤمنِين”، 2012،

القدّاس الاحتفالي السنويّ،
في رعيّة مار فوقا – غادير، كسروان.

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

عظة القدّاس الإلهيّ،

للمطران أنطوان نبيل العنداري السامي الاحترام،

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

في هذا المساء المبارك، نلتقي يا إخوتي في هذه الرعية المؤمنة مع جماعة “اذكرني في ملكوتك”، في الموعد السنوي لـ “تذكار الموتى” للصلاة لأجل راحة أنفس موتانا.
 
الموت هو عبورٌ إلى الحياة السَّماوية، إلى حياةٍ لا تنتهي، إلى لقاءٍ مع الرب لا ينتهي، وهو ولادةٌ ككلِّ ولادة تأتي بعد مخاضٍ وألم ووجع. نحن نخرجُ من أرحام أمهاتنا ونبكي حين ننفصل عنهنَّ ونحن في عبورنا إلى الرب نبكي لأننا نفصل عن هذه الحياة ولكن نصل إلى حياة نكون فيها مع الرب.
 
إيماننا إذاً يتجدّد بالمسيح القائم من بين الأموات والذي قال لنا: “إذا ما ارتفعتُ جذبتُ إليَّ كل أحد”. فهو أمين في وروده وعبوره كما سمعنا في الرسالة “لأننا سنكون معه كل حين” ويقول بولس الرسول: “إنْ متنا معهُ فسنحيا معه”. فمفهومنا للموت إذاً لم يعد نهايةً وحزناً وأسى، إنما هو فرح وعبور إلى المجد بلغة الإيمان وليس بمنطق البشر، لأنَّ البشر يتألمون ويحزنون، ونحن بشر ولكنَّ حزننا يؤول إلى الفرح والمجد.
 
والاتحاد مع يسوع هو هذه السعادة عينها التي يعدنا بها: “أنا هو القيامة والحياة، من يؤمن بي وإن مات، فسيحيا”. لذلك على طريق الملكوت نحن نبني ملكوت الله في داخلنا، نبنيه يوماً بعد يوم، ونُوَطِّدُ هذه العلاقة مع الرب لكي نكون بكليتنا للمسيح، لا ننفصل عنه كما يقول بولس الرسول: “من يفصلني عن محبة يسوع المسيح؟ أشدَّةٌ أم ضيقٌ أم عُريٌ أم سيفٌ أم اضطهاد؟” وهذا الاتحاد نعبِّر عنه في سر القربان في الافخارستيا – القداس، وهذا ما نردده حين نرتل نشيد الشكر: “قد أكلتُ جسدك، قدِ اتَّخذتك يا ابن الله زاداً لي في السفر”، الرَّبُّ هو زادنا، هو الزَّاد الذي يجعلُنا معهُ. لذلك في هذه الصَّلاة، في هذا التَّذكار، في هذا القدَّاس، نجدِّد إيماننا، نصلّي من أجل موتانا ونجدد هذا الرجاء الذي فينا، بأنَّنا صائرون إلى حياةٍ أبدية، نعيش في هذا التَّوق والانتظار بسهرٍ، بيقظةٍ، باستعدادٍ، وبمسؤولية. لأنَّنا حين نتَّكل على كلمة الرب ونعملُ بموجبها فإننا نكون مؤيَّدين لنكونَ في النَّعيم الأبدي: “من يسمع كلمتي ويؤمن بمن أرسلني، ينال حياة أبدية”.  
 
وأمواتنا الأعزاء الذين سبقونا إلى دار الخلود، عاشوا هذه الحياة؛ آمنوا بكلمة الرب. فنحنُ نذكرهم اليوم، وهم أيضاً من عليائهم يشفعون بنا، وهذه هي الشراكة بين الكنيسة المجاهدة والكنيسة الظافرة، أي بين الأحياء والأموات. نتَّحدُ بيسوع المسيح، نعبر إلى سعادةٍ أبديَّة، نتناولُ سرَّ القربان لكي نكون في شراكةٍ مستمرة مع ربنا ومع إخوتنا. فلنجدِّد هذا الإيمان، ولنصلِّ من أجل راحةِ موتانا، طالبينَ بشكلٍ خاص للذين يعبرون بعد رُقادهم إلى الحياة الأبدية مع الأنفس المطهريّة، لكي نكون دوماً في صحبةِ الرب، وفي حالة تسبيحٍ وتمجيد دائم له. ألا شدَّدَنا الله في مسيرتنا لكي نكونَ في مسيرةِ أبناء النور، لنتَّحدَ بالنور الأزلي يسوع المسيح، آمين.
 
ملاحظة : دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.

[/column]

[blank h=”20″]

[/blank]

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp