[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“تذكار الموتى المؤمنِين”، 2013،
القدّاس الاحتفالي السنويّ،
في رعيّة مار فوقا – غادير، كسروان.
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
عظة القدّاس الإلهيّ،
للمطران أنطوان نبيل العنداري السامي الاحترام،
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
ونحن ننغمس في أمور الدنيا في مصاعبها، في همومها، في تحدّياتها وهذا أمر يمرّ على كلّ من بيننا لكي نعيش كلمة الربّ في وسط العالم، ولكن هل ندع هذه الكلمة تخنقها الهموم والأشواك؟ أم تكون لها الأولوية في حياتنا لكي تؤتي بالثمار الكثيرة كمثل الزارع ثلاثين وستين ومئة؟ فبقدر ما نثمن وزناتنا ونعيش إيماننا وانتماءنا إلى ربنا ونلتزم بهذا الإيمان نكون أغنياء بالله وبالتالي نستحق أن نكون في حضن ابراهيم مثل لعازر الذي عبر إلى ربه.
والحقيقة الثالثة أن الربّ يوم الحساب يجازينا على أعمالنا. نحن ندرك ونفهم بأن الربّ هو رب الرحمة ولكنه أيضا رب العدل، فبِرحمة وعدل، بمحبة وحسب الشريعة ينظر إلينا لكي يرى مسيرتنا ونوعية تأدية شهادة حياتنا. في الأحد الماضي، كان الانجيل يتكلم عن الدينونة العظمى “كنت جائعا فأطعمتموني، عطشانا فسقَيتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني” فنحن بقدر ما نكون في هذه العلاقة مع الربّ نكون في علاقة وطيدة مع يسوع المسيح، نكون من المخلَّصين نكون من أبناء الملكوت، نكون في عيش هذا الإيمان والرجاء من عبور هذه الدنيا إلى دار الحياة الأبدية.
والحقيقة الرابعة هي أن الكنيسة تدعونا في الصلاة لكي تكون هذه الشراكة كاملة في قلب الكنيسة بين كنيسة الأحياء وكنيسة الأموات وبتعبير آخر بين كنيسة المجاهدين على الأرض الذين يعيشون حياتهم ويستعدون إلى العبور إلى الحياة الأبدية والكنيسة الظافرة، أي الأموات الذين سبقونا وظفروا بالملكوت وأصبحوا من عن يمين الربّ يفرحون معه بحسب ما قال لنا صاحب المزامير: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الربّ تذهب”.
فتذكار الموتى أيها الأحبة، هو عيد الرجاء بربنا المخلص الفادي، الرحوم، المحب، الذي يدعونا لكي نعيش دعوة القداسة لكي نكون معه كما يقول لنا الرسول: “نحن الذين اعتمدنا بالمسيح، لبسنا المسيح، فإن متنا معه نحيا معه”. فلنسائل ذواتنا: أين نحن في مسيرتنا مع الله؟ كيف نعيش إيماننا؟ هل نغتني بالله؟ هل نسعى لكي نكون أغنياء بالله قبل كل شيء؟ وما هي صلاتنا من أجل الذين سبقونا؟ نحن نصلي من أجلهم وهم من عليائهم أيضا يصلون من أجلنا ويشفعون بنا. فلنشكر الربّ على نعمه الكثيرة وندعُ لراحة نفوس موتانا ونصلِّ من أجلهم ونستذكرهم، لكي هم أيضا بشفاعتهم من السماء ينظرون إلينا ويذكرون ويتشفعون بنا لدى ربنا.
وهكذا أيها الأحبة تكون الأعياد والتذكارات لموتانا ذكرى رجاء، وذكرى بأننا صائرون إلى ربنا لكي نعي مسؤولية حياتنا ونتجدد في مسيرتنا الإيمانية وانتمائنا إليه تعالى وإلى الكنيسة، لكي نوطد هذه العلاقة مع الربّ ومع إخوتنا. فلتكن نعم الربّ علينا ولنكن جميعا في مسيرة الكنيسة أحياء وأمواتا نغتني بالربّ، لكي نمجد الربّ، آمين.
ملاحظة : دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.
[/column]
[blank h=”20″]
[/blank]