[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم” (لو12: 34)،
رسالة آذار 2018،
بقلم الأب ابراهيم سعد،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
في بركات هذا الصّوم، يتساءل المؤمنون حول مكان وجودهم الآن، وحول المكان الّذي يتّجهون نحوه في هذه المسيرة. ويعتقد الكثيرون أنّهم في زمن الصّوم ينطلقون من هذه الدُّنيا باتّجاه الملكوت. وهنا يتدخّل الربّ ليقول لنا إنّنا ننطلق في هذه المسيرة من الملكوت باتّجاه هذه الدُّنيا، أي من القيامة باتّجاه الصّوم لأنّه: “حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم”. فإنْ كان كنزك هو قيامة الربّ يسوع، سيكون قلبك هناك حيث يسكن الربّ القائم، وبالتّالي فأنت، في زمن الصّوم، لا تقوم بأيّ جهادٍ كي تصِل إلى قيامة الربّ، بل أنتَ تُعبِّر في هذا الزّمن عن وصولك إلى القيامة.
إخوتي، عندما يكون كنزك هو الربّ القائم، فهذا يعني أنّ الربّ استولى على قلبك، فتتغيَّر نظرتك إلى أمور هذه الدُنيا وكذلك ذهنك ورؤيتك وسلوكك، إذ تُصبح نظرتك منبثقة من نظرة الربّ القائم، وليس من نظرة أوهام كنوز هذا العالم. فتنظر إلى الموت نظرة جديدة، من دون أن تتمكّن من إلغائه، ولا تخاف من هذه الحياة بل تُدرِك معناها، ويكون قلبك موزّعًا على إخوتك البشر، وهذا ما تُعبّر عنه بطلبك الغفران من الآخرين، أي المقدرة على التوبة، ومسامحتهم عن زلّاتهم تجاهك، ممتلكًا الطاقة على الحبّ والعطاء.
إنّ المؤمِن لا يصوم بهدف أن يُغيّر كلّ شيء في حياته، إنّما يصوم لأنّ كلّ شيء في حياته قد تغيّر بالنسبة إليه. أنت لا تصوم كي تحيا حياة روحيّة لا بشريّة، بل أنت تصوم ليحيا آخرٌ حياةً بشريّة، كان لا يزال دونها بسبب حاجته ولتسانده حبًا به لا شفقةً عليه. وهكذا يُصبح الفقير قطعةً من كنز المؤمن، من هَمِّ قلبه.
لذلك، إنّ الصّوم هو مسيرة، هو تعبير لا وسيلة، فإذا صمتُم، تبدأ محطّة رحلتكم من “قيامة الربّ” إلى محطة أخرى تُسمّى أيضًا “قيامة الربّ”. وعلى المؤمن بين هاتين المحطّتين أن يتحلّى بالوعي واليقظة والنضج، ويبحث عن الكنز حيث لا سوسٌ يُفسِدُه…)مت 20:6)، فيتأكّد من أنّه وضَع قلبه في المكان الصّحيح، من دون مضيعة للوقت، وهدر للطاقات من خلال تعلّقه بأوهام هذه الدّنيا. إخوتي، فتّشوا جيّدًا عن كنزكم!
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]