[blank h=”20″]

[/blank]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

“خذوا كلوا هذا هو جسَدي، خذوا اشربوا هذا هو دَمي” (مت 26:26-28)،

رسالة حزيران 2018،
بقلم الأب جوزف عبد الساتر،

[/column]

[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

مَن أكَل جسَدي وشرِب دَمي، فلَه الحياة الأبديّة ولن يرى الموت أبدًا. حيال هذه الحقيقة الدامغة من الربّ، لم يَعُد للموت سلطان علينا، “فأين غلبتك يا موت، وأين شوكتكِ أيتها الجحيم” (1كور 55:15). إنَّ يسوع المسيح، الأقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة، والإله الذي لبِس جسَدنا وتَشبّه بنا في كلّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، وإذ وُجِد في الهيئة كإنسانٍ، وضَع نفسَه وأطاعَ حتى الموت، موتَ الصّليب، فوطِئَ الموت بالموت ليَهب الحياة للّذين قي القبور، لذلك رفعه الله أيضًا، كما جاء في رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل فيليبي. فلَم يَعُد القبر، بعد قيامة الربّ، سوى قاعة تتّسع أجسادنا الترابيّة، لنُبعَث منها بأجسادنا الروحانيّة. ويقول الآباء القدِّيسون: إنّ هذا العالَم هو بمثابة الرّحم الذي سيَلِدنا إلى العالَم الجديد إلى الدهر الجديد.

لذلك فالله الذي أحبّنا، أشرَكنا أيضًا في حياته، وكما شاركَنا بشريّتنا ومات، هكذا شاء فَجعَلنا نشترك في حياته فأقامنا معه. من هنا، لم تَعُد لعبة الموت نهاية ألعاب حياتنا الزائلة، بل بداية الحياة الباقية والخالدة، فأضحى النَفق، (مَعْبَرْتا) بالسريانيّة، الذي لا بدّ من المرور به، لِنَلِج الحياة الحقيقيّة. وأكثر من ذلك، فالله الذي أحبّنا حتى الغاية لم يكتفِ بموته على الصّليب، لا بل راح إلى أبعد مِن ذلك، إلى أبعد من الصّليب، إلى ما بعد القيامة؛ فهو الذي لم يُكسَر له عظمٌ على الصَّليب، شاء أن يُكسَر في الذبيحة الالهيّة، عند رفع الكأس: (آبا دْقُوشتا هُو بْرُخْ دِبْحُو…)، لنَعِيَ حبّه لنا ونقرأ علامات هذا الحبّ. فإلهٌ أحبّنا هكذا، لا يريد موت أبنائه، ولأنَّ الموت، نتيجة خطيئة آدم الأوّل، هو حتميّة لا مفرّ منها، جعلَها الله بموت ابنه، يسوع المسيح، آدم الثاني، رحلة زمنيّة تنتهي باستقباله لنا في البيت الوالدي بِحلّةٍ جديدةٍ، حلّة آدم الأوّل قبل الخطيئة، لنستقرّ في راحته وبمَعيّته إلى الأبد.

فيا أحبّتي المؤمنِين بالربّ، المزوّدِين بجسَد المسيح ودَمه، والمتغذِّين بكلمته، أُعلن لكم، بِفَمٍ ملآن وإيمانٍ راسخ مقرون بالرجاء، لبلوغ غاية المحبّة وملء قامة المسيح، بأنّ الّذين سبقونا بلغوا الغاية، وانتقلوا ن وَضع التّأرجُح والانتظار إلى حالة الثَّبات والاستقرار، الّتي نطمح لبلوغها، نحن النائحِين والباكين في هذا الوادي، وادي الدّموع، الّذين نرجو أن نحظى حظوَهم، فنكون من الفرحِين المغبوطين بالشراكة مع الأَبرار والصّديقِين، صُحبة أمّنا العذراء مريم، ملكة الأرض والسّماء، وبرفقة جميع القدّيسِين.

[/column_1]

[blank h=”20″]

[/blank]

[/column]

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp