علينا أن نعلم مدى محبّة يسوع لنا،

الشماس شربل ضو – قدّاس إلهي في مديغورييه.

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد آمين .

كم من الصّعب أن تعرفوا أنّ شخصاً يُسيء إليكم أو يخونكم، فكيف تُعاملونه؟ وماذا تفعلون كي تمنعوه من ارتكاب أيّ خيانة؟ فالربّ يسوع وصل مع يهوذا إلى أبعد الحدود وأعطاه كلّ ما لديه على الرّغم من أنّه كان يعلم أنّه سيُسلّمه. فلماذا لم يذلّه أو لم يطلب من تلاميذه أن يمنعوه من تسليمه أو لم يقمْ بأيّ عمل يمنعه من ذلك، بل طلب منه أن يفعل ما يُريده؟ لأنّه وجد أن لا جدوى من ذلك، لأنّه نبّهَ تلاميذه أكثر من مرّة وعلّمهم وجعلهم يفهمون واهتمّ بهم ولكنّ ذلك لم يُغيّر شيئاً، ونحن، كم من مرّة نكون غير أمينين مع الربّ يسوع؟
من هنا، علينا أن نعلم مدى محبّة يسوع لنا وغيرته على كلّ واحدٍ منّا. لو علم يهوذا فعلاً أنّ الربّ يسوع كان سيغفر له لَما كان انتحر. علينا أن نُدرك نعمة الغفران الموجودة في كرسيّ الاعتراف والّتي يُعطينا إيّاها الربّ في كلّ لحظة، فنتوب عن خطايانا.

وعلى مثال يوحنا الحبيب، فليعطِ كلّ واحدٍ منّا قلبه للربّ يسوع المسيح، ويميل الى صدره ويتكلم معه. كما كان التلاميذ ومنهم بطرس، يأتون الى الرسول يوحنا ليتعلموا منه حقيقة الحبّ الموجودة في قلبه.

كذلك، تحدّينا مشقات صعود جبل كريزيفاك، ووصلنا بفرح الى الصليب حيث الأمان والسلام، فلنحتمل الصّعوبات في حياتنا بفرحٍ، ولا نغضب بعد اليوم ولا نحزن من أيّ شيءٍ، لأننا نحمل السلام في قلبنا.

هذا هو الزاد لنا جميعًا، إذ أخذنا من مديغورييه الفرح والسلام. لنعود الى عائلاتنا حاملين النعمة وهذه البركة المريمية. فَلْيُبارككم الله ولتحفظوا دومًا هذه النعمة. آمين.

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp