فلنتحلّ بإيمان مرتا!،

الشماس شربل ضو – قدّاس لأجل الراقدين على رجاء القيامة في مديغورييه.

باسم الآب والابن والروح القدس الإله واحد، آمين.

عندما نكون بين النّاس، نسمع عبارة يُردّدونها دائماً “مَن الّذي مات وعاد لِيُخبرنا عن المكان الّذي ذهب إليه”.
في هذا الإنجيل، نرى أنّ مرتا الّتي كانت تهتمّ بأمور كثيرة قد تغيّرت وركضت نحو الربّ يسوع قائلةً إنّها تؤمن بأنّه هو القيامة والحقيقة. مرتا الّتي لم تكن تعرف شيئاً، أصبحت تعرف كلّ شيء. في حين بقيت مريم في البيت تبكي من أجل أخيها، فنرى، هنا، كيف تغيّر إيمان مرتا. إذًا، فلنتحلّ بإيمان مرتا!
عندما كان يسوع حيّاً، صنع عجيبةً حتّى يُثبت لنا بأنّه إله وإنسان في الوقت نفسه، ويقول لنا إنّه هو القيامة والحقّ والحياة. فالموت هو البعد عن الله أكثر ممّا هو أن نُدفن في الأرض. عندما أبتعد عن الله، تموت حياتي كما تذبل الوردة وتموت إذا قطفناها.
القدّيس شربل لما زارته يومًا ابنة أخيه في المحبسة، فَلم يدعها تراه كما لم يدع أمّه تراه. قالت له إنّه يملك قطعة أرض في الجبل وقد باعوها وأنّه من حقّه أن يقبض ثمنها، فأجابها بأنّه مات منذ زمن بعيد، ولم يعد يعيش على هذه الأرض، تخيّلوا أنّ مار شربل يعيش في المحبسة ولا يأبه لشيء على هذه الأرض، إنّما هو سكران في حبّ الله.
والكثير من القدّيسين كانوا يضعون جمجمةً أمام أعينهم كي يُدركوا بأن الموت هو العبور الى الأبدية. كما إنّ القدّيس أنطونيوس عندما رأى والده أمامه ميتًا ومدحه، وإذ لم يلق جوابًا منه، أيقظه ذلك ودفعه إلى أن يفكر في ذاته… وحين سمع الإنجيل ترك كلّ شيء وتبع الربّ يسوع.
كذلك، إخوتي، صلّوا لأجل المرضى الذين يحتضرون، عندما تعلمون أنّ هناك شخصاً يُحتضر، أعلِموا الكاهن كي يمشحه وصلّوا من أجله. فالمشحة لا تعني بأنّ المريض سيموت بل هي مسحة الزّيت الّتي تجعله يقوم من جديد. طلبي إليكم كي تصلّوا معي دومًا لأجل المرضى المنازعين.
ليبارككم الله وليرحم جميع أمواتكم وليرفعهم، خلال هذه الذّبيحة الإلهيّة، إلى الملكوت السّماويّ.آمين

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp