[blank h=”30″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
بالقداس الإلهيّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة،
في كنيسة السيّدة الكبرى – بيت شباب، المتن.
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
عظة القدّاس الإلهيّ،
الخوري سمير شبلي – خادم الرعيّة،
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.
في الأحد الأخير من زمن الصّوم، قَبْل أحد الشَّعانين، وبداية أسبوع الآلام، نسترجِع سريعًا الآحاد الماضية، فَنَجِد أنّ كلّ الآيات والشِّفاءات الّتي تمّت في هذا الزّمن، كانت تُشدِّد على الرَّحمة وغفران الخطايا، أكثر من الشِّفاء الجسديّ: فالمرضى كانوا يطلبون من الربّ الشِّفاء من خطاياهم قبل شِفائهم الجسديّ. إنَّ نصّ الابن الشّاطر أظهر رحمة الله للبشر من خلال مسامحة الأب لابنه الخاطئ بعد عودته.
وهذه الشِّفاءات من الربّ كانت تتمّ تلبية لطلب المريض نفسه كما حدثَ مع الأعمى على سبيل الـمِثال، أو تلبية لطلب الجماعة، كما حَدَثَ مع الـمُخلَّع. وهنا تَظهر أهميّة الجماعة، أي الكنيسة والجماعات الروحيّة وأبناء الرعيّة، في الطّلب من الربّ نعمة الشِّفاء لأحدهم، لأنّه حين تتَّحِد الجماعة في الصّلاة من أجل الحصول على شيءٍ معيَّن، فإنّه لا بُدَّ للربّ من أن يستجيب لها.
يخُبرنا إنجيل اليوم قصّة أعمى أريحا، “برطيما – ابن طيما”، (مر 10: 46- 52)، الّذي كان شحاذًا على قارعة الطريق. لم يكن هذا الأعمى شحاذَ مالٍ أو طعامٍ، بل كان يشحذ الرَّحمة من الربّ، إذ صَرخَ له قائلاً: “يا ابن داود ارحمني”. على الرُّغم من مَرَضِه، طلب هذا الأعمى الرَّحمة أوّلاً من الربّ قبل الشِّفاء الجسديّ بإعادة البَصَر إليه. ولكنْ عندما سأله الربّ: “ماذا تريد أن أصنع لك؟”، كان جواب الأعمى “أن أُبصِر”، لا “أن أرى”، والفرق شاسِعٌ بين البَصر والرؤية. إنَّ عبارة “أن أُبصِر”، تشير إلى رغبة هذا الأعمى في رؤية مجد الله، مجد يسوع المسيح على الأرض.
إنَّ الإنسان الّذي لا يملك البصيرة يكون عاجزًا عن رؤية أعمال الله في حياته. إنَّ الإنسان يستطيع أن يُدرِك أنَّ الله محبّة عندما يرى كيف يحبُّ النّاس بعضهم البعض، ويلمس أنّ الله رحمة وغفران حين يرى النّاس يغفرون لبعضهم البعض الإساءات. إذًا، علينا أن نطلب من الله الرَّحمة في كلّ حين، للأحياء كما للأموات.
حين أصلِّي للأموات، فإنّي لا أطلب الرَّحمة لهم فقط من الربّ، إنّما أطلب الرَّحمة لي أنا أيضًا في الوقت نفسه. إنَّ البشر ينالون الرَّحمة من الربّ في سرّ التوبة، أي حين يُقرِّون بخطاياهم أمام الكاهن في كرسيّ الاعتراف، فنحن جميعًا خطأة، وشحاذون لرحمة الربّ.
لذا إخوتي، علينا أن ننهي مسيرة الصّوم هذه، بشحذ الرَّحمة من الربّ، من خلال سرّ التوبة، فتتجدَّد حياتُنا، فنُكمل مسيرتَنا في هذه الأرض، أبناءً لله، حتّى بعد انتهاء مسيرة الصّوم. هذا هو هدف الصّوم: أن نتجدَّد روحيًّا، وأن نطلب الرَّحمة من الربّ ونحصل عليها من خلال سرّ التوبة. عندما نُخطأ إلى أحدهم عن غير قصدٍ، فإنّنا نتلَهَّف إلى سماع عبارة “أنا سامَحتك” من الّذي أخطأنا في حقِّه، فَكَمْ بالحَريّ عندما نسمعها من الربّ يسوع في كرسيّ الاعتراف؟!
لذا إخوتي، فلنسعَ في أسبوع الشَّعانين هذا، وفي أسبوع الآلام، أن نتقدَّم بإيمان وجرأة، من كرسيّ الاعتراف، للإقرار بخطايانا، فنكون مستعدِّين للِقاء الربّ الأخير حين يحين الوقت، فنردِّد على مِثال لصّ اليمين:”أذكرنا يا ربّ في ملكوتك”. إنّ الربّ لم يتردَّد في القول للِصّ اليمين، “اليوم تكون معي في الفردوس”، على الرُّغم من خطاياه الكثيرة الّتي اقترفها في حياته الأرضيّة. فلنطلب منه الرَّحمة قائلِين له:”أذكرنا يا ربّ متى أتيت في ملكوتك”، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف.
[/column]
[blank h=”20″]
[/blank]