[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
بالقداس الإلهيّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة،
في كنيسة مار الياس الحيّ – العقيبة، كسروان.
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
كلمة للخوري فاروق زغيب – خادم الرعيّة،
الله معكم إخوتي الأحبّاء،
في هذا الأحد المبارك، نجتمع مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، لنرفع الصّلاة معًا من أجل راحة نفوس أمواتنا الأحبّاء. إنّ هذه الذبيحة الإلهيّة تدفعنا إلى الوقوف أمام ذواتنا، فنكتشف أنّ لحياتنا على هذه الأرض نهاية، وأنّنا سنؤدِّي حسابًا عنها في اليوم الأخير. كما تدفعنا هذه الذبيحة الإلهيّة أيضًا إلى التفكير في حياة الرّوح التي لا تنتهي بموتنا الجسديّ، بل تستمِّر في الحياة الثّانية ما بعد الموت. إنّ ما يزرعه الإنسان في حياته الأرضيّة، إيّاه يحصد في الحياة الثّانية: فإن كان يعيش مع الربّ ووِفق تعاليمه، فإنّه لا بدَّ له أن يكون معه في الحياة الثّانية أيضًا، أي في الملكوت. إنّنا نرفع ذبيحتنا اليوم، إذًا، من أجل أعزّاء غادرونا إلى الحياة الثّانية، أحبّاء عِشنا معهم حلاوة هذه الحياة ومُرَّها؛ وعلى الرّغم من مغادرتهم لهذه الحياة الفانيّة، لا يزالون أحياءَ في قلوبنا ونشتاق إليهم باستمرار، ونتذكّر على الدّوام ما اختبرناه معهم حين كانوا لا يزالون أحياء في هذه الأرض.
إنّ ما يُفرِح قلب الربّ هو أن يجتمع أهل الأرض بأهل السّماء برابط المحبّة، وما صلاتنا إلّا فعل محبَّةٍ نُقدِّمه لله، إله المحبّة، من أجل إخوتنا المنتقلين مِن بيننا. إنّ المحبّة الّتي نعبِّر عنها للآخرين، تعبِّر عن اختبارنا العميق لمحبّة الله ورغبتنا لمشاركة الآخرين تلك المحبّة. إنّ هذه المحبّة تجعلهم يختبرون أوّلا قيمتهم الإنسانيّة في نظر مَن يُعبِّر عن تلك المحبّة، كما ستدفعهم لاختبار محبّة الله لهم. إنّ الإنسان الّذي يعيش مع الربّ في هذه الأرض، سيعيش معه أيضًا في الحياة الثانية، أي في الملكوت.
في ذبيحتنا الإلهيّة مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، ثلاثة رموز مهمّة:
أوّلاً: السجلّ، عند مدخل الكنيسة يوجد سجلّ”أذكرني في ملكوتك”، وفيه سيتمّ تدوين جميع أسماء أمواتنا المؤمِنين الّذين نرغب في الصّلاة لأجلهم. إنّ ذِكر موتانا في الذبيحة الإلهيّة ما هو إلّا تعبير عن محبّتنا الكبيرة لهم، وما تدوين أسمائهم في السجلّ إلّا تعبيرٌ عن رغبتنا في ان تكون أسماؤهم مدوّنة في سجلّ الحياة، أي محفورة في سِفر الملكوت. إنّ الذبيحة الإلهيّة في الأحد الأوّل من كلّ شهر، ستكون مخصّصة لذكر أمواتنا الأعزّاء، وسنقوم بتقديم هذا السجلّ مع القرابين.
ثانيًا: القربان، إنّ القربان الّذي نقدِّمه مع القرابين، ويتمّ توزيعه في نهاية الذبيحة الإلهيّة مِن أجل راحة أنفس موتانا، ما هو إلّا تعبيرٌ عن مدى محبّتنا لهم. ففي مجتمعنا، نتقاسم الطّعام على الموائد مع الآخرين مُعلِنين أنّه أصبح بيننا وبينهم “خبزٌ ومَلحٌ”، وما هذا إلّا تعبير عن عمق المودّة الّتي تجمعنا بمَن تشاركنا معهم المائدة. إنّ المحبّة تكون بين عدّة أطراف، ولذا فإنّنا نتكلَّم عن مستويَين في المحبّة: أوّلاً على مستوى العلاقة العموديّة، أي المحبّة التّي تجمع بين الإنسان والله؛ وثانيًا على مستوى العلاقة الأفقيّة، أي تلك العلاقة الّتي تجمع الإنسان بإخوته البشر، والّتي تُتَرجم بوجود “خبز ومَلح” بين النّاس، للدلالة على المحبّة الّتي تربطهم بعضهم لبعض.
على الكنيسة المجاهدة على هذه الأرض، أن تفعِّل هذه المحبّة الأخوية بين البشر وتشدِّدها، إذ لديها ملء الثّقة بالربّ يسوع مؤسِّسها، الّذي يدعوها إلى عيش المحبّة على هذه الأرض مع الآخرين لتتمكّن من الوصول إلى الملكوت.
ثالثًا: أيقونة قيامة الربّ يسوع، إنّ القيامة هي مرتكز إيماننا المسيحيّ، فالمسيح تجسَّد في أرضنا، ومنحنا الخلاص، وأعاد إلينا الحياة الأبديّة الّتي خسرناها بخطيئتنا. إنّ الربّ يسوع أعطانا ملءَ الحياة، وبالتّالي أصبحنا أبناءَ الحياة لا أبناء الموت.
إذًا، إنّنا مجتمعون اليوم برابط المحبّة، والتّي تُتَرجم بصلاتنا لأجل إخوتِنا المنتقلين مِن بيننا، طالبين من الربّ أن يَقبل صلاتنا لأجلهم النّابعة من محبّتِنا لهم، وأن ويمنحَهم الرّاحة الأبديّة الّتي يَنشِدونها.
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
عظة القداس الإلهيّ ،
الشماس توفيق الدكاش،
[/column]
[blank h=”30″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
[/column]
[blank h=”30″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“سلامي أُعطيكم، لا كما يُعطيه العالم أنا أعطيكم ” (يو14: 27)
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.
إخوتي الأحبّاء، أحدٌ مبارك،
ها هو الأحد الثّالث في زمن العنصرة، بعد أحد العنصرة وأحد الثّالوث. في هذا الأحد، تَقَرأ الكنيسة على مسامِعنا هذا الإنجيل الّذي يطلب فيه الربّ منّا، نحن تلاميذه، أن نُعبِّر عن محبّتنا له عبر حِفظ وصاياه قائلاً لنا:”إنْ أحبّني أَحدٌ، حفِظَ كلامي” (يو 23:14). يُكلِّم الربّ يسوع تلاميذه انطلاقًا مِن لغة الحبّ، لغة الحبيب مع حبيبته. إنّ لغة الحبّ تُكسِّر كلّ الحواجز بين البشر، وتجعلهم في حالة سلامٍ بين بعضهم البعض. إنّ عالمنا اليوم يفتقد للسّلام: فالنّاس يبحثون عن السّلام، غير أنّ البعض منهم يعتقد أنّ سلامهم يكمن في اقتنائهم للأرضيّات، أو في ادِّخارهم للأموال أو في أمورٍ أخرى فانية. إنّ كلّ تلك الأمور مهمَّة في حياتنا البشريّة، غير أنّها لا تستطيع أن تمنحنا السّلام الحقيقيّ لأنّ مَنبَعه هو الربّ يسوع السّاكن في قلوبنا، والحاضر معنا مِن خلال جسده ودمِه في القربان.
إنّ هذا النّص الإنجيليّ يُلقي الضَّوء على ثلاثة أمور مهمّة في حياة الإنسان، تساعده على التقدُّم في مسيرة القداسة. إنّ الإنسان يملك ملء الحريّة لكي يختار الربّ أو يرفضه في مسيرة حياته على هذه الأرض. إنّ اختبار المؤمِن مع المسيح، لا يمكنه أن يصِل إلى الآخرين مِن خلال الوَعظ بل مِن خلال اختبارهم الشَّخصيّ للربّ يسوع.
بحسب هذا الإنجيل، لا يستطيع المؤمِن الوصول إلى القداسة إن لم يكن أوّلاً، سائرًا في وَصايا الله. في هذا النّص الإنجيليّ، يقول لنا الربّ: “إذا أحبّني أَحدٌ، حفِظَ كلامي، فأحبّه أبي، ونأتي إليه ونجعل لنا عندَهُ مُقامًا” (يو 14: 23). وهنا نطرح السؤال على ذواتِنا، نحن الّذين نتناوَل جسد الربّ ودَمه في كلّ ذبيحةٍ إلهيّة: هل نَعي حقيقةً معنى وجود الربّ في حياتنا حين يدخل إلى قلوبنا تحت شكل القربان الأقدس؟ إنّ جماعة “أذكرني في ملكوتك”، تضمّ أشخاصًا كرّسوا حياتهم لنشر رسالة الصّلاة من أجل الّذين انتقلوا مِن بيننا إلى الحياة الثانية. لا يوجد إنسانٌ على هذا الأرض، لم يفقد عزيزًا بالموت. إنَّ أحبّاءنا الرّاقدين على رجاء القيامة، قد حَفِظوا وصايا الله في حياتهم الأرضيّة وعَمِلوا بها. هذا هو التحدّي الكبير الذي يواجهه المؤمِنون في حياتهم، أن يحقِّقوا انسجامًا بين مسألة حِفظهم للوصايا وبَين تطبيقهم لها في حياتهم اليوميّة.
في هذا الزّمن، زمن البارقليط، أي زمن الرّوح القدس، يشدِّد هذا النّص الإنجيليّ على دور الرّوح القدس الّذي يأتي لمعونة المؤمِنين في وقت الشِّدة، فيشدِّدهم ويذكِّرهم بأنّ الله حاضرٌ معهم، وبالتّالي عليهم عدم السّماح للخوف بأن يتملّك في قلوبهم. إنّ الربّ قال للمؤمِنين به، في الكتاب المقدَّس: “لا تخافوا” ثلاث مائة وخمسًا وسِتّين مرّة، إضافةً إلى قولِه لهم إنّهم “هياكل الرّوح القدس” أي أنّ الرّوح القدس يسكن في قلوبهم، وبالتّالي لا مبرِّر للخوف مِن صعوبات هذه الحياة الّتي تواجههم. إنّ الرّوح القدس يسكن فينا ويساعدنا على عيش وصايا الله في حياتنا وأهمَّها المحبّة، فالربّ يوصينا بمحبّة بعضنا البعض كما هو أحبّنا.
[/column]
[blank h=”20″]
[/blank]
[blank h=”30″]
[/blank]