تأمّل روحيّ،
الأب ميشال عبود الكرمليّ،
لأننا أبناء الرّجاء،
نحن نتحدثُ عن الموت، في حين أنّنا لم نختبرْه بعد لأننا ما زلْنا على قيد الحياة. إلا أننا مرْرنا باختبارِ الموت من خلال أشخاصٍ فارقونا. والتساؤلُ الأول الذي يخطر في بالنا عندما يرحلُ
شخصٌ ما عنَّا، هو عن مكان ذهابه.
كثيراً ما يُطلب منا التصالحُ مع الموت، وهو مفهومٌ خاطئ، فما يجبُ أن نتصالحَ معه حقاً هو قبولُ الموت. وكلُّ علم الفلسفة والمنطق والانتروبولجيا يرى أنه لا يمكن أن يكون الإنسان من تراب و فقط وإلا لما تمكَّن من الوصول إلى هذا التطور الهائل، لذا لا بدَّ أن تكون هناك حياةٌ بعد الموت. ومسيحيَّاً، أُعطيَت لنا معرفةُ هذه الحياة في سفر رؤيا يوحنا، إذ يذكر أنَّها أرضٌ جديدةٌ، وسماءٌ جديدةٌ بلا دموعٍ أو حزنٍ: “يمسح كلَّ دمعةٍ من عيونهم”.
والسماء تعلِّمنا كيفيةَ العيش على الأرض، وبهذا نفهمُ ما الذي يدفعنا للتشبُّث بالأرض والتَّهيؤ للسَّماء، والرسولُ بولس يطلب منَّا أن نتَّجه بأنظارنا دوماً نحو السماء حيث يجلسُ المسيح عن يمين الآب. كما يقولُ لنا الكتاب المقدَّس: “افرحوا لأنَّ أسماءكم مكتوبةٌ في السماء” مما يدفعُنا إن دقَّ الموت أبوابنا آخذاً أحد أحبَّائنا أن نُبقي قلوبنا متَّجهةً إلى فوق. وهنا يبرزُ دورُنا نحن كشبيبة “اذكرني في ملكوتك” في أن نتعمَّقَ في هذه الفكرة ونحياها وبالتالي ننقلها إلى غيرنا وإلا تقوقعنا على ذواتنا، لأنَّنا أبناءَ الرجاء والحياة وبالتالي نملكُ خارطة السماء التي هي “الإنجيل”.
ملاحظة: دُوِّنَ التأمّل بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.