محاضرة للأب ألبير عساف المريميّ، 

لقاء تنشئة  في مرافقة المرضى،

معنى الجسد والألم – القسم الثاني،

اعتاد المسيحيون على قراءة اسم عدو الخير منذ الصفحات الأولى للكتاب المقدس، خصوصاً في كتاب سفر أيوب وفي العهد الجديد حيث يظهر بمظهر العدو الذي يحارب ويعاكس عمل الله والروح…
ولكن هل هو شخص أم هو رمز لقوى الدمار والخراب والتفرقة والإفتراء والشرّ…؟
يرى معظم اللاهوتيون أنه ليس شخصاً بل هو هذه القدرة على عمل الشرّ التي تسكن في العالم وفي الإنسان. اما فكرة أنه ملاك ساقط يجرنا على عمل الشرّ فربما تعود بنا وتقودنا الى تيار المانوية.
كما ولا نستطيع أن نُسلم جدلاً بأنه روح متمرد قوي، يقوى على الإنسان… فنقع حينها في القدرية.

إن الإيمان المسيحيّ والكتاب المقدّس أعلنا بوضوح أن الإنسان هو المسؤول عن الخير كما عن الشرّ الذي يفعله.
إذاً كما قلنا سابقاً وكما يرى معظم اللاهوتيون أن الشيطان هو هذه الجاذبية التي فينا والتي تقودنا لاستعمال سيء لحريتنا.
ولكن لماذا يوجد هذا الميل فينا؟ فلا جواب على هكذا سؤال، فنحن أمام سرّ… ما نعرفه أن الشيطان ليس شرحاً للخطيئة الأصلية!
ولماذا لا يتدخل الله؟ بما أنّه الخالق والكلّي الصلاح؟ ولماذا تحمّل مخاطرة خلق الإنسان في حين أنه يستطيع أن يستعمل حريته لعمل الشرّ وافتعال الآلام والبؤس؟
لماذا لا يتدخل الله كما يتدخل الأهل مع أولادهم؟ إذاً هو راضٍ عن عمل الإنسان الشرير ! ويعني أنه مشارك له؟!
الجواب على هذه التساؤلات يبقى عند الله ولكننا نستطيع أن نقدم بعض الخواطر في هذا الشأن :
أولاً : إذا ما قارنا الله مع الأب، فهو بالرغم من علمه باحتمال وقوع المظالم والشرّ، فهو لا يستطيع أن يحجب عن أولاده الحياة.
ثانياً : الله لا يسيّر حياتنا ومستقبلنا، إذ لا يعود لنا أي فضل لأي عملٍ ونجاحٍ، كما ولا تقع علينا المسؤولية بأي إخفاق.
ثالثاً : الله محبّة ولهذا يحب الإنسان ويحترم حريّته حتى النهاية.
إنّ الشرّ “وجودي” أي مرتبط بمجرد وجود الإنسان وهو شرط طبيعي لوجود الإنسانية، لهذا فالإنسان مرتبط بالشرّ بالموت وبالفناء. وهو، أي الإنسان سريع العطب، كائن صيرورة موجه بالحياة نحو التطوّر والتغيّر وهذا ما يعرضه لمخاطر آلام المجهول! لهذا فكلّ مرحلة نمو في حياته مرتبطة بنوع من الوجع والألم والموت والإنسلاخ منذ الولادة ثمّ الإنتقال الى مرحلة الرشد ثم الإنفصال عن البيت الوالدي والمسؤولية الزوجية والعائلية أو الكهنوتية والمكرسة…

Denis Vasse “une vie, sans souffrance, sans la vivante référence à la mort que toute souffrance implique, serait une vie de rêve, irréelle et sans poids ».
هذا يجعلنا نسأل : أن الله الكليّ المحبّة لماذا لم يفعل شيئاً ولم يرد أن يمرّ كل طريق الإنسان بهدوء ومن دون ألم؟
لقد حمل لنا الصليب بحق أن الله معنا، فلقد تبنّى بإبنه حالتنا وشارك طبيعتنا بمحدوديتها الأكثر ظلاماً وألماً… كما يقول Jean Laborrier “عندما أنظُر الله – الإنسان، المتألم في جبل الزيتون والمستمرّ على الصليب، أفهم أنّ الله لم يعد غير مبالٍ بآلامنا، بل قد اتخذها وأصبح بها شريكاً لنا. لهذا فهو من خلال آلامنا يبيّن لنا أنه هنا ليفهمنا ولكي يساعدنا، لهذا لا أعيش آلامي كثورة ضده بل أعيشها معه كرجاء. فأنا مدعو من خلالها أن أكون مشاركاً كلّ المتألمين وحاملاً معه كلّ الآلام”.
أما بحسب Claudel ” لم يأتِ الله ليلغي الألم، ولم يأتِ ليشرحه، بل أتى ليملأه من حضوره”.

بالصليب يُدعى المؤمن الى الكفاح مثل المسيح ضدّ كلّ أشكال الألم والشرّ فيه ومن حوله.
بالصليب اشترى الله – الآب بابنه الإنسان للملكوت، فكان من خلال الآلام والقيامة عبارة حب الله القصوى للإنسان. فبالحبّ خلقه وبالحبّ عينه حمل ألمه وحرّره.
إذاً على المسيحي تقبل الألم دون ان يسعى اليه، ولكن هل يستطيع رفض هذا التقبل؟ وهل يجوز لنا أن نجادل الله عندما نواجه اختبار الألم رافضين متذمرين أو نقبله بطاعة واستسلام؟
نسمع عادةً القول : “نتألم مع المسيح أو من أجل آلام المسيح…”
فإن قصدنا أننا نتألم معه تكفيراً عن خطايانا فنحن نتبنى فكرة عقاب الخطيئة الشخصية بالألم، وهذا ما يطرح مشروعية التساؤل عن ألم الأبرار ويجعل من الله مصدراً للألم!
أما إن قصدنا أننا نساهم مع المسيح في مصلوبيته، ففي ذلك اعتبار أن موت المسيح وحده لم يكن كافياً للخلاص وبآلامنا نحن ندعم هذا الفعل الخلاصي، ما يعني أننا متساوون مع المسيح بألوهيته!
جواباً على كلّ هذا هي كلمة الله الحاسمة : 2 تيموتاوس 1/7-8، يظهر موضوع الألم موضوع انجيلي “كرازي” بحتّ : “فلا تستحي بالشهادة لربنا ولا تستحي بي أنا أسيرُه، بل شاركني بالآلام في سبيل البشارة، وأنت متكل على قدرة الله الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة”.
وفي روما 8/18 : “فإذا كنا نحن أبناء الله فنحن ورثة : ورثة الله وشركاء المسيح في الميراث لأننا إذا شاركناه بآلامه فسنشاركه بالمجد أيضاً”.
أي إننا عندما نبلغ قعر لجة الآلام نسأل يسوع- المتألم الوحيد لمجد الآب – أن يهبنا طاعة كطاعته، وصبراً كصبره، وطول أناة على مثاله لنغفر للذين تسببوا بآلامنا، وكذلك قوة من قوته لنستطيع تحمّل الشدّة والألم.
إذاً الألم ليس فقط قيمة خلاصية بل هو مدخل الى المجد “وأرى أن آلام هذا الزمان لا تعادل المجد الذي سيتجلى فينا (روما 8/18) إن يسوع بموته وقيامته ردّ طبيعتنا الى جمالها الأول، وبالرغم من أنّه لم يتغيّر شيء بالنسبة لنا، فنحن لا زلنا نتعب نمرض نتألم ونموت! هذا لأن الله لم يشأ أن يخلصنا رغماً عنا، بل حرّر طبيعتنا من ارتهان الهلاك وعبودية الخطيئة لكي لا يبقى على عاتقنا سوى أن نعبر خارج “حدودنا” سيراً على أقدامنا نحن، بإرادتنا نحن، وخيارنا الحرّ في قبول هذا الخلاص والولوج الى المجد الأبدي. آمين

• Souffrir  évoque la force de quelqu’un qui est capable de “supporter” une chose désagréable ou pénible.

• Même origine étymologique = suffere  le latin
= où sub indique la position infermine et ferre indique l’action de porter

• La capacité de souffrir entendue comme celle de supporter

 De se trouver sous un poids sans se laisser écraser par lui.

 Il y a donc le supportable et l’in -supportable.

 La souffrance qui fait probleme est celle qui est impossible
« Venez à moi… » 28- 29/-“تعالوا إلي…” متى 11

 Croire à Jésus rend possible l’impossible, comme la foi transporte les montagnes.

 Mars 8/35 « qui veut sauver sa vie la perdre »
Ce n’est pas une invitation à perdre la vie.
Ce n’est pas une invitation à vouloir souffrir.
Mais à ne pas avoir peur de tout cela.

• Psychologiquement l’homme peut tout affronter quand il croit (ce n est pas fou ou fanatique ) c’est-à-dire c’est la simple dignité humaine qui préfère la mort à la servitude.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp