مَن يأكل جسَدي ويشرب دَمِي فَله الحياة الأبديّة،

عظة الأب نيقولا حدّاد في دير القدّيس بطرس للروم الكاثوليك – مرمريتا.

“مَن يأكل جسَدي ويشرب دَمِي فَله الحياة الأبديّة، وأنا أقيمُه في اليوم الأخير” (يو 6: 54)

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

مساءٌ مباركٌ إخوتي وأحبّائي،
هذا هو الشَّهر الرابع، الّذي نجتمع فيه مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، كي نذكر أحبّاءَ لنا: آباء وأمّهاتٍ، إخوةً وأخوات، أهلاً وأصدقاء وشهداء، رقدوا على رجاء القيامة. إنّ إيمانَنا ثابتٌ بأنّ كنيسة المسيح، أي جسده السريّ، هي واحدة: كنيسةٌ منتصرةٌ في السّماء، وكنيسةٌ مجاهدةٌ في هذه الأرض. إنّ الكنيسة المجاهدة، تصلّي أوّلاً من أجل حصول أبنائها المؤمِنين الأحياء في هذه الأرض على رحمة الربّ،كما تصلّي مِن أجل راحة نفوس الّذين سبقوها إلى الحياة الثانية طالبةً لهم الرّاحة الأبديّة. إنّ الكنيسة المجاهدة، تُصلّي لأجل الّذين انتقلوا مِن بَيْنِها ومعهم، لأنّ إلههم واحد، إلهُ أحياءٍ لا إله أموات، وهو يسوع المسيح القائم مِن بين الأموات.
وفي هذا الأسبوع، أسبوع حاملات الطِّيب، نسير مع هؤلاء النِّسوة إلى القبر لا لنُحنِّط جسد الربّ، بل لنأخذ مِن طيِبِ يسوع حياةً أبديّة. وكما تقدَّم يوسف الرّامي مِن بيلاطس مُطالبًا بجسد يسوع المصلوب ليَضَعه في قبرٍ جديد، كذلك نتقدَّم، نحن أيضًا، مِن جسد يسوع لا لنأخذه إلى قبرٍ جديدٍ، بل لنَضعه في قلوبنا، في عائلاتنا، وفي عالمنا الـمُظلم، فتستنيرَ حياتُنا، ويستنير العالم كلّه بالربّ، الّذي هو نور العالم الحقيقيّ فيُضيء مسيرة كلّ سائر في الظّلام. إنّ دورَ المسيحيّين هو الشّهادة بحياتهم وسلوكهم على أنّهم أبناء القيامة، كي يكونوا شهودًا للربّ القائم مِنَ الموت. إنّ المؤمِنين يشهدون لقيامة الربّ حين يتناولون جسده قربانًا شهيًّا، خُبزًا نازلاً مِن السّماء، فيُحوّل أجسادهم الفانية إلى أجساد روحانيّة في السّماء. إنّ الربّ يسوع قد انتصر على الموت بقيامته، على هذه القيامة يرتكز كلّ إيماننا المسيحيّ، وعلى هذا الإيمان والرّجاء الثابتَين في الربّ، نُصلّي لأمواتنا طالبين من الربّ أن يتغمَّدهم بمراحمه، فيجعلهم شُركاء له في المجد الأبديّ. آمين.

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp