نحن المسيحيّين “شهود الرّجاء”،
عظة الخوري يوحنا داوود – كنيسة سيّدة العناية – البوشريّة.
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.
ليس وليدُ الصدفةِ أن يتزامنَ الخميس الأوّل من هذا الشهر، الّذي نحتفلُ به مع جماعة “أذكرني في ملكوتك”، بالصّلاةِ من أجل الراقدين، مع بدايةِ السنةِ الطقسيّةِ في كنيستنا الملكيّة. فالكنيسةُ تريدُ تذكيرَ المؤمنين، من خلال هذا الانجيل الّذي اختارته في هذه المناسبة، بأنّه حيث يتواجدُ الرّبّ، تُفتَح أبوابُ الرّجاء، كما تذكّرنا بوعدِه لنا بالقيامة حتّى مِن مثوى الأموات، وتحثُّنا من جديد إلى تثبيتِ رجائنا بمَن هو “القيامة”. إذًا، مع أمِّنا الكنيسة، نبدأ هذه السنة الطقسيّة الجديدة ذاكرين الموتى، ممتلئين من الرّجاء الّذي هو يسوع المسيح.
إنّ الإنسان الّذي فقد عزيزًا، يصبح حزينًا إذ لا يعود للحياةِ معنى بالنسبة له. والكنيسة، اليوم، تدفعنا إلى رؤية الحياة من خلال يسوع المسيح، وتذّكرنا أنّ الرّبّ قد مسحَنا بروحِه القدّوس، لذا يجب على منكسِري القلوبِ أن يتحلّوا بالرجاء بقيامةِ الموتى، كما قام المسيح من الموت منتصِرًا. إنّنا، نحن المسيحيّين “شهود الرّجاء”، فمع المسيح القائم من الموت، لم يعد للموتِ من وجودٍ بالنسبة لنا. إنّ حياتَنا نحن المسيحيّين تبدأ من جرنِ المعموديّة، وتنتهي حين نلتقي بالرّبّ وجهًا لوجه في الملكوت، حيث لا حزنٌ ولا بكاءٌ، ولا موت. فالموت لم يعد سببًا لحزنِنا إنّما صارَ سبيلاً إلى الحياة. نحن نصبحُ شهودًا للرّجاء عندما نتمكّن من مرافقةِ أحدِ المحزونين، ونسعى إلى مساعدتِه على عيشِ الحياة برجاءِ القيامة بيسوع المسيح. إنّ جماعةِ “أذكرني في ملكوتك”، هي جماعةٌ ممسوحةٌ من الرّوح القدس، ومعها نتابع قدّاسَنا اليوم مُعلنينَ إيماننا بالرّبّ يسوع المسيح.
ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.