[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“نحن والقيامة”،
رسالة نيسان 2018،
بقلم الخوري يوسف خوري،
خادم رعيّة سيّدة الخلاص- مرجبا،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
القيامةُ وليدةُ الصّليب! القيامة حوّلت صليبَ العارِ إلى صليبِ الظفرِ والانتصارِ، لا بل قدَّسَتْه حتّى مَنَحَتْهُ رمزيّةَ القائمِ من الموتِ.
إن أنتَ وقفتَ أمام صليبٍ بدون مصلوبٍ، فأنتَ واقفٌ أمام المسيحِ المظفّرِ والغالبِ الموتِ، أنتَ أمام الابنِ الجالسِ عن يمينِ الآبِ، أنتَ في حضرةِ الثالوثِ الأقدس.
نعم، هذه هي القيامةُ بحقيقتِها، تنقُلُكَ من واقعِ الجسدِ إلى واقعِ الرّوحِ، لا بل تُقدِّسُ الجسدَ لتُحوّلَه وتَعبُرَ به من الزمنيّة إلى الأبديّة، في آنيةِ موتٍ وقيامةٍ بقوّة الصّلاةِ والصَّومِ والصَّدقةِ، بفعل آلامِ الطّاعةِ والمجّانيّةِ والتّواضعِ وبالتزامِ الصَّمتِ والصّبرِ والانتظارِ؛ مَن لَم يَهبْهُ الله هذه الميزات الكيانيّة العظيمة في حياتِه لا يعرفُ شيئًا عن قوَّةِ المسيحِ وثقتِه ومعنى انتصارِه، بل لا يعرفُ المسيح. في هذا النّطاقِ الشَّخصيّ الكيانيّ فقط، يوجدُ المسيح، أَوّلَ ما يوجَد. ومَن يختبر حالات الصّمودِ، عدمِ الهرب، المجابهة، الصّبر والرّجاء كلّ يوم، في وجهِ التّجارب، في وجهِ الإغراء، في وجهِ الضّعف، بل في وجهِ السّقوط، يعرف مغزى وجودِ المسيحِ في النّفسِ وبالتّالي يعرف المسيحَ القائمَ من الموتِ.
فطوبى لكَ، يا مَن أنعَمَ عليكَ المسيحُ بصليبِ الإيمانِ بالقيامةِ! بصليبِ الإيمان عرفْتَ أنّه ابنُ اللهِ، أنّه شُعاعُ مجدِهِ وصورةُ جوهرهِ، وهو يقول لكَ: يكفيكَ أنّي أُعنى بكَ أنتَ مَن عَرَفْتَ جيّدًا نعمَتي وقوَّتي، وقيامتي.
أنا أُعطيكَ القوّةَ، أنا أُعطيكَ الروح القدس المحيي والـمُعزّي، أنا أُعطيكَ الثّقةَ بالنّفس، أنا أُعطيكَ الفرحَ، أنا أُعطيكَ نِعمةَ الاكتفاءِ بي، أنا أُعطيكَ دِفئي وحُضوري، أنا مَن تَجِدُني في حياةِ القدّيسين. نعم، فالإيمان الكامل الّذي عرفَهُ بطرس وبولس ذاتهما وعاشاه وشَهِدا له بهذا الشكل الرائع تحقّق، لأنِّي أنا كُنتُ معَهما، لأنّي أنا أَعنْتُهما على حمل ِهذا الصَّليب. وأنا ذاتي أَحُضّكَ الآن على الجِهادِ في سبيلِ الإيمانِ الّذي سُلِّمَ إلى القدّيسين مرّةً واحدة، أنا الّذي أَحرُسُكَ وأُرافِقُكَ وأَتَوَسّطُ لكَ وأَغفرُ وأَمحو خطاياكَ وأُعطيكَ الآن هذه الحياة الشّقيّة، تَذَوّقًا مُسبَقًا للحياةِ الأبديَّةِ ذاتِها، الّتي أَعيشُها مع الله وعن يمينِ اللهِ، أنا مَن تَجِدُني في قلبِ أبسطِ إنسانٍ مؤمِنٍ أُمِّيٍّ، في هذا العالم، أنا يسوعُ المسيحُ الحيُّ المنتصِرُ القائمُ من الموتِ، أُعطيكَ هذه كلّها، ومكافأتُكَ في حملِ صليبِ القيامةِ مع حَملِ صُلبانِ الحياة، هي فقط أنا، أنا، وهذا يكفي.
المسيحُ قام حقًّا قام.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]