عظة للأباتي سمعان أبو عبدو،

كنيسة الصعود – الضبية.

هل ينفع الحزن الدائم؟،

إخوتي الأحبّاء،
جماعة “اُذكرني في ملكوتك”،
ها نحن نجتمع اليوم لنحتفل بذكرى السّنوات الخمس لانطلاقة جماعة “اُذكرني في ملكوتك” في هذه الرعيّة، رافعين الذبيحة الإلهيّة إلى الله من أجل راحة نفوس موتانا المؤمنين، وبخاصّة من أجل الأنفس المطهريّة، والأنفس المتروكة. انطلقت هذه الجماعة في رعيّتنا في 18/1/2012، بنعمةٍ إلهيّة، فكان اللّقاء بين الإخوة المؤمنين، ومع الربّ الحاضر معنا في كلّ زمان ومكان وبخاصّة في سرّ الافخارستيّا. إنّ الجماعة تحتفل معنا في الثلاثاء الثالث من كلّ شهر بالذبيحة الإلهيّة من أجل الإخوة الراقدين على رجاء القيامة.

إنّ جماعة “اُذكرني في ملكوتك” تشبه حبّة القمح الّتي تموت في الأرض لتُعطِي ثمارًا كثيرة: فهذه الجماعة انطلقت في لبنان منذ إحدى عشرة سنة، وها هي اليوم، منتشرة في رعايا عديدة في لبنان والمهجر، وقريبًا جدًّا ستنطلق في استراليا. إنّ ميزة هذه الجماعة تكمن في سَعي المؤمنين المنتمين إليها لعيش الرّجاء المسيحيّ في قلب هذا العالم، وبخاصّة عند انتقال الأحبّاء إلى البيت الوالديّ أي إلى الملكوت، ولا تكمن ميزتها في عدد المنتمين إليها، فالإيمان غير مرتبطٍ بعدد المنتسبين للجماعة.

إنّ هذه الجماعة تدفعنا إلى طرح السؤال على ذواتنا حول منفعة الاستمرار في عيش الألم والحزن إثر فقدان الأحبّة وانتقالهم إلى السمّاء. إنّ الكآبة والحسرة إثر موت عزيز، هو أمر طبيعيّ وَحَقٌّ لكلّ إنسان، ولكنْ ليس على المؤمن بالمسيح، الاستمرار في عيش هذا الألم والحزن، لأنّ إيمانه بالربّ يرتكز على رجائه بقيامة الموتى على مثال يسوع المسيح القائم من الموت. إنّ دور المؤمن يكمن في مساعدة المشرفين على الموت على الانتقال بسلامٍ إلى البيت الوالديّ في السّماء، متذكِّرًا أنّ دوره آتٍ للانتقال من هذه الفانية إلى البيت الوالديّ السماويّ، آجلاً أم عاجلاً.
إنّ الله يدعونا إلى السير على طريق الرّجاء بالقيامة، في عيشنا لسرّ الموت، وبالتّالي لا يجب أن نذرف الدّموع لفراق أحبّاء كمَن لا رجاء لهم. إنّ هذه الدّموع يجب أن تُذرَف والفرح الدّاخليّ يملأ قلب المؤمن لعِلمِه أنّ أمواته قد سبقوه لملاقاة الله وجهًا لوجه. على المؤمن أن يُحوِّل اشتياقه لأحبّائه الّذين غادوا هذه الفانية، إلى تقدمة الصّلاة لأجلهم، لأنّه بعد العبور من هذه الفانية، لا يعود شيء ينفع الموتى إلاّ الصّلاة وبخاصّة الذبيحة الإلهيّة. كما يمكن للمؤمِن أن يقدّم أعمال رحمة مِن أجل أمواته، وأعمال الرّحمة لا تقتصر على الأمور الماديّة وحسب، بل تتعدّاها لتشمل الأمور المعنويّة كالابتسامة والنظرة واللّمسة الّتـي يقدِّمها المؤمِن للآخر، أو حتّى الزيارة. إنّ عالمنا اليوم، قد تحوَّل إلى عالمٍ ماديّ، وبالتّالي فإنّه غير قادر على فَهمِ معنى الرّحمة الّتي يعيشها الإنسان تجاه أخيه الإنسان، ولذا يتوجّب على المسيحيّ أن يكون رسولاً “للرّحمة”، الّـتي هي يسوع المسيح. إنّ جماعة “اُذكرني في ملكوتك”- هذه الجماعة الرسوليّة المسكونيّة – تسعى إلى أن تكون رسولة للرّحمة في قلب عالمنا اليوم.

إنّ الكنيسة جمعاء، في كلّ سنة، تجتمع لتصلّي من أجل وِحدة المسيحييّن، في الأسبوع الممتدّ ما بين الثامن عشر والخامس والعشرين من شهر كانون الثاني، ويبدأ هذا الأسبوع بتذكار قيام كرسيّ مار بطرس في روما، وينتهي بتذكار ارتداد مار بولس إلى الإيمان بيسوع المسيح. إنّ بطرس وبولس يشكِّلان عامودَي الكنيسة الجامعة، كما يمثِّلان الجماعة الرسوليّة مجتمعةً. إنّ الانقسام بين المسيحييّن وعدم وجود شراكة فيما بينهم، دفع الكنيسة جمعاء، منذ حوالي مئة سنة، إلى إعلان الحاجة إلى مِثلِ هذا الاسبوع، وإلى ضرورة الصّلاة من أجل الوحدة. إنّ الوحدة لا يمكن أن تتمّ إلّا عبر تواضع المسيحيّين وانفتاحهم على نِعَم الله، والصّلاة وحدها هي الكفيلة بإيصال المسيحيّين إلى هذا الهدف.

قبل مغادرته هذا العالم إلى الآب، صلّى يسوع إلى أبيه قائلاً: “ليكونوا واحدًا كما أنا والآب واحد”، وبالتّالي فإنّه صلّى لأجل كنيسته الّتي كان يشعر أنّها ستصل إلى هذه المرحلة من الانقسام والشرذمة. إنّ الوحدة الّتي تصبو إليها الكنيسة تجد صورةً مصغّرة عنها في المجتمع عبر العائلة البيتيّة، فالوحدة تتجسّد بين الأب والأمّ أوّلاً، ثمّ بين الأهل والأولاد، وبين الأولاد فيما بينهم، وأخيرًا بين العائلة الصغيرة والعائلة الكبرى. إخوتي، إنّنا نحن الحاضرين هنا اليوم، نشكِّل عائلةً واحدةً، إذ نتحدّ بالصّلاة إلى الله من خلال الإفخارستّيا، لنشكر الربّ على كلّ ما أعطانا إيّاه مِن نِعَم، تساعدنا على النّمو بالإيمان. إنّ هدف جماعة “اُذكرني في ملكوتك”، هو مساعدة المؤمنين على النّمو في الإيمان والصّلاة وذلك من خلال التنشئة الّتي تقيمها في مركزها الأساسيّ في زوق مكايل، وتقوم بنشرها على كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

إنّ عدد الرّعايا الّتي انتشرت فيها رسالة “اُذكرني في ملكوتك”، في ازدياد متواصل: فهي أصبحت متواجدة في عدّة بلدان في أفريقيا، وأميركا الشماليّة والجنوبيّة، وكذلك في أوروبا، وفي الشرق الأوسط أيضًا، وقريبًا جدًّا في استراليا. إنّ هذا العدد الكبير، لا شكّ هو مصدر فرحٍ تعيشه الجماعة، غير أنّ فرحها الأكبر يكمن في أن تكون أسماء أعضائها مكتوبة في السّماء في اليوم الأخير، على مثال قول يسوع لتلاميذه لدى عودتهم من الأماكن الّـتي بشّروا فيها، بعدم الفرح فقط لأنّ الشياطين تُطيعهم، بل بالحريّ الفرح لأنّ أسماءهم مكتوبةٌ في السّماء. هذا ما تقوم به جماعة “اُذكرني في ملكوتك”، إذ تصلّي من أجل الموتى، مُسَجِّلةً أسماءهم في سِجِّل الجماعة، راجيةً من الله أن تكون أسماؤهم قد كُتبت فعلاً في الملكوت.

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

“إنجيل الابن الضّال” (لو 11: 15-32)

عظة القدّاس الإلهيّ للخوري جوزف سلوم،
“كلّ نَصّ إنجيليّ يرمز إلينا. وبالتّالي هنا إنّ الأخ الأكبر يرمز إلينا، وعلينا بالتَّالي اتِّخاذ القرار الـمُناسِب: هل نبقى في الخارج أم نَدخل إلى البيت للمشاركة في فَرحة عودة أخينا؟ إذا قررتم الدُّخول …”

للمزيد...
علّمني أن أصلّي

محاضرة للخوري جوزف سلوم،
“الصّلاة هي أن أرفعَ نَفْسي إلى الله، أي أن ألتَمِسَ وَجهه. يقول لنا الله: “أُطلبوا وَجهي”. هذه هي الصّلاة: أن أطلبَ وَجه الله: “وَجهَكَ يا ربُّ ألتمس”، إذًا، الصّلاة هي الاكتفاء بالنَّظر إلى وجه الله …”

للمزيد...
“إنّ كلّ ما طلبتُم من الآب باسْمي يُعطيكم” (يو 16: 23)

محاضرة للأب ابراهيم سعد،
“خلاصةً، علينا أن نطَلب حاجاتنا من الله لا رَغباتِنا، فالحاجة تختلف عن الرَّغبة. إنّ الله يُلبيِّ لكَ حاجاتِك الحقيقيّة. لذا في الختام، أدعوكم إلى أن تطلبوا ملكوتَ الله وبرَّه وكلّ باقي الأمور تُزاد لكم …”

للمزيد...
“مَن أراد أَن يَتبعني، فليُنكِر نَفسه…” (مر 34:8)

تأمّل للأب دومينيك العلم المريميّ،
“لا تخافوا إنْ كُنتُم مظلومِين، لأنَّكم تشاركون الله في مواجهته للظَّلم. وإذا كُنتم تُعانون مِن الصُّلبان الجسديّة، فأنتم تشاركون الله في آلامِه. وإذا كُنتُم فقراء، فأنتم أيضًا تشارِكون الله …”

للمزيد...
صلاة البدء

صلاة البدء مع الأب دومينيك العلم المريميّ،
” أيّها المسيحُ ربُّنا ومخلِّصُنا، عُربُونُ الحَياةِ الأَبَدِيَّة، ودَواءُ عَدَمِ الـمَوتِ، بآياتِكَ وتعاليمِكَ، نهَجتَ لنا طريقَ الحياة، وأظهرتَ لنا طريق الخلاص، وعلّمتَنا: أطلبوا تجِدوا، إقرعوا يُفتَح لكم! …”

للمزيد...
Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp