عظة للأب أنطونيوس بيطار،

رعية القدّيس ديمتريوس/ كنيسة القدّيس باسيليوس-الزوق.

“وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله…” ( لو2:9)،

.باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين

يُقال في الإنجيل: “وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله…” (لو 2:9)، فما هو ملكوت الله سوى الحياة الأبديّة؟ وماهي الحياة الأبديّة ؟. بحسب إنجيل يوحنا: “أن يعرفوك أنت وابنك الوحيد، تلك هي الحياة الأبديّة” (يو 3:17). نحن نرقد على رجاء الحياة الأبديّة، وإذا نحن لم نتعرّف بربنّا في هذه الحياة فلن نعرف المعنى الحقيقي للحياة الأبديّة. إنجيل اليوم يخبرنا كيف أرسل الربّ تلاميذه ليكرزوا بالملكوت، فأنتم اليوم تلاميذ الربّ، ولكلّ منّكم اُعطيت النعمة، وكلّكم مدعوّون للبشارة بالملكوت وبالحياة الأبديّة.

منذ أربع سنوات بدأت الصلاة من أجل الراقدين على رجاء الحياة الأبديّة في هذه الرعية.”اذكرني متى أتيتَ في ملكوتك” نقولها كلّ أحد قبل المناولة، وكلّ يوم قبل الخلود إلى النوم من دون أن ندرك إذا كان الصباح سوف يشرق، ومن دون أن نعلم لمن نوجّهها، فإنّنا نوجّهها للربّ الذي هو الآب والابن والرّوح القدس. إننا نصلّي للراقدين، ولكن يجب أن نعلم لمن نوجّه صلاتنا، فإننا نوجّهها لله الحيّ، الذي قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحقّ والحياة”(يو 6:14)، “اذكرني في ملكوتك”، إن لم نوجّه صلاتنا للربّ، واكتفينا بذكر موتانا، فلن نستفيد من هذه الصلاة. فرسالتنا نحن الأحياء أن نصليَ لكي يرحمهم ربّنا، يتحنّن عليهم، ويعطينا القوّة، لكي نكمل هذه البشارة التي هي البشارة بربّنا وليس بالموت، بشارة بالحياة، وليس باليأس، بشارة تؤكد القيامة. فنحن الآن نعيشها إذا آمنّا بالله الحيّ. فالأموات موجودون منذ بدء الحياة بسبب بعد الإنسان عن ربّنا، والموت دخل إلى الطبيعة البشرية بالخطيئة. لذلك يكون مباركًا ذكرى موتانا، عندما لا ننسى الله والتعزية التي تأتينا من ربّنا الذي غلب الموت، إذ علّمنا أننا باتّحادنا به نتغلّب على الموت ولا نخاف منه، “أين شوكتك يا موت” ونصبح مفعمين برجاء القيامة الذي يأتي فقط من الله.
فنحن مدعوون اليوم وكلّ يوم للتعرّف إلى ربّنا مثل ما هو وليس مثل ما نحن نريده، مثل ماهو علّمنا وأخبرنا عن نفسه، ليس مثلما نحن نتصوّره ونريده أن يكون. فهو إله رحمة، محبة وتواضع

 

ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp