تأمّل روحيّ،
الأب ميشال عبود الكرمليّ،
وُضِعَ يسوع في القبر وانتهى كلّ شيء،
في يوم الجمعة، انتهى كلّ شيء: مات القائد والمعلّم، التّلاميذ هربوا، الفريسيّون انتصروا، بيلاطس صَلَبَ، قائد المئة شاهد، النّساء وَلوَلْنَ. وُضِعَ يسوع في القبر وانتهى كلّ شيء: تلميذا عمّاوس عادا إلى قريتهما، بطرس وبقيّة التّلاميذ عادوا إلى الصيّد، وتابعوا حياتهم وكأنّ شيئًا لم يكن.
ولكن الجميع لم يدركوا أنّ هناك يوم أحد، يوم قيامة وانتصار، ولمّ شمل التّلاميذ. ظهر المسيح، ولم يتحدَّ لا بيلاطس ولا قيافا ولا قائد المئة. ظهر المسيح للأشخاص الّذين اختبروا الآمه، وعرفوه قبل الآمه. ظهر للأشخاص الّذين سمعوا دقّات قلبه، وقد وصلوا معه إلى أقدام الصّليب مثل يوحنّا ومريم المجدليّة. وظهر المسيح طبعًا لأمّه مريم وإن لم يذكر الانجيل ذلك. ظهر يسوع على تلاميذه الّذين لم يعرفوه، لأنّ آخر مشهد رأوه فيه كان إمّا في بستان الزيتون وإمّا مقبوضًا عليه وإمّا معلّقًا مُهانًا على الصّليب. وهكذا الأمر بالنسبة لنا، فعندما نفقد أحبّاء لنا فالصورة الأخيرة الّتي تبقى مطبوعة في ذاكرتنا عنهم هي صورتهم في هذه الأرض، غير أنّنا علينا دائمًا أن نتذكّر أنّ أحباءنا هم الآن في السّماء مع الرّبّ، ويشاهدون مجد القيامة.
إنّ كلّ انسان يمرّ بفترة من الصعوبات والمشاكل والآلام في حياته ولكن علينا أن نتذكّر دائمًا أنّ بعد يوم الجمعة هناك يوم أحد، وهو يوم الرّبّ الحاضر في حياتنا دائمًا أبدًا. آمين.
ملاحظة: دُوِّنَ التأمّل بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.