لقاء الشبيبة السنويّ 2016، “مسيرتي إيمان ورجاء”

 مدرسة مار يوسف للآباء اللعازريّين – عينطورة- كسروان.

أسئلة حلقات الحوار:

– القيامة أساس إيماننا، أتؤمِن بقيامة الربّ يسوع؟ ما هو الموت في المفهوم المسيحيّ؟
– لِمَ نصلّي من أجل المنتقلينَ عنّا، ونقيم القدّاس الإلهيّ راحةً لنفوسهم؟

خلاصة حلقات الحوار،

أ – إنّي أؤمن بقيامة الربّ يسوع فالإنجيل يؤكِّد لي ذلك، كما أؤمن بقيامة الأموات بدليل ظهور القدِّيسين على المؤمنين الّذين لا يزالون على قيد الحياة. عندما يفقد الإنسان شخصًا عزيزًا بالموت، يطمئنّ عند إيمانه بالحياة الثّانية. إنّ الإنسان معرَّض للموت، لذا نجد أنّ للقيامة من بين الأموات أهميّة كبرى عنده لأنّ الكلّ يسعى إلى الخلود. إنّ قيامة الربّ يسوع تذكِّرنا بعبور المسيح من هذه الحياة وعودته إلى أبيه: إنّ المسيح استطاع بجسده الممجَّد أن يطوف الأرض، وقد تأكَّد توما الرّسول مِن قيامته حين طلب أن يضع إصبعه في جنب المسيح. وإنْ أَردنا الانطلاق من الأرضيّات صوب الروحانيّات: نقول إنّ اليهود قد شهدوا حدوث أمرٍ غريب، فَحُرّاسُ قبر المسيح أكّدوا تلك القيامة لليهود حين قالوا لهم إنّ جسد الربّ قد اختفى من القبر. إنّ اليهود تأكَّدوا من قيامة المسيح، ولكن أرادوا إخفاءها من خلال رشوة الحرّاس. وقد شهد على قيامة المسيح جميع الرّسل إضافةً إلى النسوة اللّواتي ذهبن لتحنيط جسد المسيح، كما اختبر بولس الرّسول قيامة الربّ على طريق دمشق.

إنّ فكرة القيامة تُريح الإنسان غير المتعمِّق في إيمانه، إذ تزرع فيه الرّجاء بحياةٍ ثانية أفضل من هذه. فالقيامة تُعطي معنى للحياة الّتي نعيشها على هذه الأرض، إذ تجعلنا نفهم معناها. إنّ العائلة تنقل إلينا إرث الإيمان، غير أنّ الانسان يكتسب عمقًا في إيمانه من خلال اختباراته وبَحثِه عن شهود ليتأكَّد من صحّة ما يؤمِن به. إنّ إحدى القدِّيسات اكتشفت المسيح وأحبّته وتَبِعَته، ولم تحصل على إرث الإيمان من والدَيها.
ب – إنّ حياتنا على هذه الأرض هي تهيئة لحياتنا في السّماوات. فحياتنا هي كالقطار الّذي لا بدّ له أن يصل في النّهاية إلى هدفه الّذي هو وصول المؤمِنين إلى الحياة الأبديّة. إنّ الإنسان ذو طبيعة بشريّة أرضيّة، ضعيفة أمام الموت، لذا هو يحزن عند فقدان أحد الأحبّاء، وينسى كلّ أساس إيمانه المسيحيّ، إذ إنّه يرى في الموت خسارةً له لا رِبحًا.
على الإنسان أن يستعدّ للموت في كلّ لحظة من حياته. إنّ الموت يشير إلى أنّ المنتقل قد أنهى رسالته الّتي جاء من أجل تحقيقها في هذه الأرض. إنّ كلّ إنسان قد عاش اختبارًا مختلفًا عن الآخر في هذه الحياة.
إنّ القدِّيسة تريزيا تقول:”سعادتي حبُّك، أنا لا أموت أبدًا بل أدخل الحياة”. إنّ القدِّيسين هم شهود لحبّ الله ولرحمته للبشر، ومن شهادات حياتهم نتعلّم أن نُعبِّر عن حبّنا للربّ من خلال قيامنا بأمور صغيرة بحبٍّ كبير. إنّ الموت ليس فقط موتًا جسديًّا، فالموت أنواع: فهو قد يكون موتًا عن عاداتٍ سيئة، أو أمور ماديّة. إنّ المؤمن يختبر الموت والقيامة في حياته، ولا يفكِّر في كيفيّة حدوثهما. حين سُئِل القدِّيس دومِينيك سافيو عن الأمور الّتي سيقوم بها إن أدرَك أنَّ موته قريب، أجاب أنّه يستمرّ باللّعب، أي أنّه يُكْمِل عمله، لأنّه مستعدّ على الدّوام لتلك السّاعة.

ج – إنّ صلاتنا لأمواتنا تُعبِّر عن شراكتنا واتِّحادنا بهم في القداس الإلهيّ. إنّنا وأمواتنا نشكِّل جسد المسيح السريّ. على الإنسان أن
يجاهد في هذه الحياة كي يصِل إلى الملكوت. إنّ أمواتنا غابوا عنّا في الحضور، ليشرقوا في ديار الربّ السماويّ، كالشمس الّذي تشرق بنورها في الصّباح وتغيب عند المساء. التواصل مع الموتى المؤمنين يشكِّل فرصةً لنا كي نتذكَّر أقوالهم وافعالهم في حياتهم الأرضيّة ونتخِّذ منها العِبَر. إنّ جميع البشر متساوون أمام الموت. إنّ الصّلاة هي طريقة للتواصل مع أمواتنا. إنّ الصّلاة هي حضور الله. إنّ النّفوس المنتقلة من هذه الأرض، تفقد قدرتها على تخليص ذاتها، فإنّ الصّلاة لأمواتنا تشكِّل مساعدة لهم ودعمًا للنّفوس كي تتطهّر وتنتقل للتّنعم في ملكوت السماوات.

ملاحظة: دُوِّنت الخلاصة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp