تأمّل روحيّ،
الأب ميشال عبود الكرمليّ،
الرّوح القدس،
نحن نؤمن بالرّوح القدس، الأقنوم الثالث مِنَ الثالوث الأقدس، وحياتنا المسيحيّة مبنيّة على عمل الرّوح القدس فينا. ويقول القدِّيس بولس الرّسول إنّه لا أحد يستطيع أن يقول إنَّ يسوع المسيح هو ربٌّ إلاّ بإلهامٍ مِنَ الرّوح القدس.
إنّ عَيْشَنا لمسيحيّتنا مبنيّ على الإيمان بأنَّ يسوع هو إلهٌ حقٌّ وإنسانٌ حقّ: يسوع هو الإله الّذي تَجَسَّدَ وصار إنسانًا كي يؤلِّه الإنسان؛ والعلاقة التّي تربِطُنا بالربّ مبنيّة على الصّلاة. وفي هذا الصَّدد، يقول لنا القدِّيس بولس الرّسول إنّنا لا نُجيد الصّلاة، غير أنّ الرّوح القدس هو الّذي يُصلّي فينا بأنَّاةٍ لا تُوصَف. قال يسوع لتلاميذه ألّا يهتّموا في وقت الاضطهاد، لِـمَا سيقولونه في المحاكم، لأنّ روح الربّ أباهم، هو الّذي سيتكلّم فيهم، ويُعطيهم ما يتكلّمون به.
في بدء الخليقة، كان الرّوح القدس يُرفرِف على وجه المياه، وذلك يدفعنا إلى عدم الخوف مِن طلبِ الرّوح القدس في أيّ عملٍ نودّ القيام به. علينا ألّا نخاف مِنَ السير وَفق هَدْيِ الرّوح القدس في كلّ ما نرغب القيام به. كما علينا ألّا نخاف مِن طلب حكمة الرُّوح القدس، في أيّ عملٍ نودّ أن نتعلَّمه. حين نطلب الرّوح القدس قبل القيام بأيّ عملٍ، سنُدرِك أنّه هو الّذي يعمل فينا، وأنّنا نسير وَفقَ إلهاماته. لولا عَمَلُ الرّوح القدس في الكنيسة، لما كنّا نستطيع الكلام عن رسالة في الكنيسة أو عن إعلانٍ لكلمة الله، أو عن أيّ عملِ خير يُقام به باسم الربّ. إنّ الرّوح القدس يعمل فينا، ويدفعنا لتمييز المواهب ويدفعنا إلى تمييزِ عملِ الله فينا ومشيئته في حياتنا.
لذلك، علينا أن نطلب الرّوح القدس، في كلّ يومٍ في حياتنا، قائلين له: “تعال يا روح الربّ، اِهدِ قلوبنا. تعال يا روح الربّ، واعمل فينا. تعال يا روح الربّ، واسكُنْ في قلوبنا”.
ملاحظة: دُوِّنَ التأمّل بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.