تأمّل روحيّ،

الأب ميشال عبود الكرمليّ،

رايحين صوب الله،

أوَّل ما يتراودُ إلى ذهن الإنسان عندما تواجهه مشكلةٌ معيَّنةٌ هو الأسئلة التالية: لمَ ولدْتُ؟ لمَ حدثَ هذا لي؟ ولمَ الحياة؟

في الحياةِ الإنسانيَّةِ، وفي الفلسفة والأنثروبولوجيا، يُعرَفُ أنَّ الإنسان قد خُلِقَ من التُّراب، يحيا مع التُّراب ويعودُ إليه. أمَّا في الحياةِ المسيحيَّة فالإنسانُ قد خُلِقَ من الله، يحيا مع الله ويرجعُ إليه. وعندما يُدرِكُ الإنسانُ أنَّ بإمكانه أن يحيا مع الله، ويتكلَّمَ معه يَعرفُ قيمة دعوته الإنسانيَّة، إذ لا يُمكن……… لنا أن يتواصل معَ من هم بغيرِ مستواه، فهو حتى وإن ربَّى حيوانًا، إلا أنهما لا يتفاهمان. أمَّا الله فيفهمُ الإنسان لأنَّه قد خلقه، والإنسان لا يستطيعُ أن يفهمَ الله إلا بالروح القدس الذي انسكبَ فيه. لذا نقرأُ في بدايةِ سفر التَّكوين أنَّ الإنسان عندما خُلِقَ، خُلِقَ مِنَ الله الذي نفخَ فيه روحه، لهذا تكونُ روحُ الإنسان خالدةً، يحيا مع الله، والله يُعطي معنىً لحياتِهِ وعندها يمرُّ الإنسانُ بأوقاتٍ روحيَّةٍ لأنَّه يحيا بحسبِ هُدَى الرُّوح القُدُس. ويفهمُ الإنسان أنَّ قلبَهُ سيتوقف عن الخفقان يوماً ما، وسيفتَحُ عينَيْهِ على السَّماء مُدركاً أنَّ مصيرَه هناك. لذا نحيا هنا مع الله، ونعرفُ أنَّنا أبناؤه، أنَّنا أولاد الرجاء ولنا السماء. وإن لم تكنِ السَّماء
في حياتنا فنحنُ أتعس النَّاس بحسب القديس بولس الرسول. ومسيحيَّاً، علينا ألَّا نحيا في عالمِ الخيالِ، ولا في عالمِ المثالِ، بل نحيا وأقدامنا على الأرض وقلوبنا في السَّماء، حيث سنصلُ يوماً ما ونلتقي بمن سبقونا، آمين. 

ملاحظة: دُوِّنَ التأمّل بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp