كلمة رجاء للأب إدوار حنّا،
خادم رعيّة سيّدة الأرز، هيوستن، تكساس.
“مَن سَمِع كلامي وآمَن بِمَن أرسَلني، فلَه الحياة الأبديّة” (يو 5: 24-29)
الله معكم إخوتي الأحبّاء، خصوصًا جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
في الإصحاح الخامس من إنجيل القدِّيس يوحنّا، يقول الربّ يسوع: “مَن سَمِع كلامي، وآمَن بِمَن أرسَلني، لَهُ الحياة الأبديّة”(يو5: 24). إنّ هذا الكلام مطمئن، هذا الكلام قريبٌ إلى القلب، يدخل إلى أعماق كياننا، إلى أعماق وجودنا، إذ يقول لنا الربّ يسوع: إنّ الحياة الأبديّة هي لكم. لماذ؟ لأنّنا نسمع كلمة الله، ولأنّنا آمَنّا بالّذي أرسَل إلينا يسوعَ المسيح لِخلاصِنا. إذًا، سماع كلمة الله، والإيمان به، هما شرطان واضِحان من الربّ يسوع، كي ننال الحياة الأبديّة. لا بأعمال عظيمة نَعملُها، ولا بأعاجيبَ نقوم بها، بل بِسَماع كلمة الله والإيمان به، ننال الحياة الأبديّة. فالربّ يسوع قام بالعملِ العظيم، لأنّه فَدانا بحياته، عندما قدَّم دَمَه على الصَّليب كي يُخلِّصنا، ولم يطلب منّا شيئًا إلّا أن نسمع كلامه ونؤمن به، كي نرث الحياة الأبديّة.
إخوتي الأحبّاء، ونحن نصلِّي لموتانا، خصوصًا في جماعة “أذكرني في ملكوتك”، نَلتقي مرَّةً في الشَّهر كي نُصلِّي لأمواتنا، أهلنا وإخوتنا وأبناء لنا ورِفاق وأصدقاء ومعارف، على رجاء الحياة الأبديّة، لأنّنا نعلم أنّ هؤلاء الأشخاص قد سمعوا كلمة الله وآمنوا به. وصلاتنا لأمواتنا تُشكِّل كلمة رجاء لنا نحن أيضًا، وهي الاستمرار في سماع كلمة الله. وبالطَّبع، هذا السَّماع سيُولِّد فينا حماسةً كي نقوم بأعمال محبّة مع الآخَرين، وبهذه الطريقة أيضًا يُبنى الرَّجاء في الحياة الأبديّة. وهكذا تُولَد الفضائل الثَّلاث: الإيمان الّذي يُخلَق من السَّماع، ويَخلقُ فينا المحبّة من خلال أعمال المحبّة، وهاتان الفضيلَتان تَخلقان فينا الرَّجاء بأنّ الحياة الأبديّة ستكون لنا.
فطوبى، كُلّ الطوبى لكلِّ عائلة تجلس مع بعضها البعض لقراءة الإنجيل، محاولةً فَهمه.
طوبى لكلِّ شخص يسعى إلى النموُّ روحيًّا، خصوصًا من خلال التأمُّل بكلمة الله والجلوس معها، وأيضًا الجلوس فيها أي أن يسكن الإنسان في قلب كلمة الله، فهناك ينمو الإنسان روحيًّا ويتغذَّى، لأنّه سيسمع كلمة الله في همساتٍ عميقة، فَينمو فيه الإيمان ضدَّ كُلِّ التَّجارب الّتي تعترضه.
طوبى أيضًا لكلِّ إنسانٍ يشهد بإيمانه، بأعمال محبَّة، أكان في العمل أو في المدرسة أو مع الأصدقاء أو الأقارب. إنّه يشهد لكلمة الله لأنَّه سمعها وآمَن بالله، لذلك هو لا يحتفظ بهذه الكلمة له وحده، إنّما يُشارِكها مع الآخَرين.
طوبى لكلِّ جماعةٍ تعيش كلمة الله وترحَمُ بعضها البعض، فتكون هذه الجماعة هي اللقاء، فَينالُ الشَّخص الشِّفاء في قَلبِها؛ وتُصبح هذه الجماعة المسيحيّة “المستشفى الروحيّة” الّتي تشفي من الأوجاع الروحيّة. وتكون هذه الكلمة الّتي نسمعها من الله تتحقَّق من خلال كلمة شفاءٍ بين بعضنا البعض. وهكذا إيماننا لا يكون بالكلام بل بالأعمال. إذًا، ليست أعمالنا هي الّتي تُخلِّصنا إنّما إيماننا بيسوع هو الّـذي يُخلِّصنا، ولكن لا يستطيع الإيمان أن يبقى عقيمًا، إذ عليه أن يتحوَّل إلى محبَّة، فَيخلق فينا الرَّجاء بالحياة الأبديّة، فَنَرِثَ معًا الحياة الأبديّة.
فصلاتنا اليوم، صلاتنا لموتانا هي أن يجدوا الرَّاحة الأبديّة وأن يكونوا وجهًا لوجه مع الله. صلاتنا اليوم، عائلات وشبيبة وأشخاص عاملين وناجحين في حياتهم، هي أن نسمع أكثر كلمة الله، وأن ينمو إيماننا، وأن يتحقَّق رجاؤنا أكثر فأكثر بالحياة الأبديّة. آمين.
ملاحظة: دُوِّن التأمّل بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.