كلمة للأب فرنسيس جرماني،

خادم رعيّة مار مارون – الحدت، بعبدا.

جماعةٌ وُلِدَت من الألم،

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين

الله معكم،
بدايةً، نشكرُ الله الّذي يجمعُنا نحن البشر، ويدعونا للتَّناول مِن ذبيحة الحبّ، إذ تجعلنا نسْتَشِفُّ منها قوّةً، وتجعلنا أصحاب قضيَّة هي: أن نكون علامةَ تَعزيةٍ للآخرين في مجتمعنا.

إخوتي، اسمحوا لي أن أشكر باسمي وباسم جميع الحاضرين، المونسنيور رافايل طرابلسي الّذي يُشرِّف رعيّتنا للمرّة الأولى بزيارته المبارِكة تعبيرًا عن مدى محبّته لرّعيتنا. إنّ المونسنيور رافايل هو النائب العام لأبرشيّة الكلدان في بيروت، قاضٍ في المحكمة الروحيّة، ومقرّه الأساسيّ هو في مطرانيّة الكِلدان في الحازمية، أي في منطقةٍ مجاورةٍ لنا، لذا يمكن لكلِّ من يرغب من بيننا الاسترشاد أو طلب النّصيحة ألّا يتردّد في ذلك، فالمونسنيور عبّر عن استعداده لتقديم المعونة لكلّ مؤمنٍ.

كما نشكره على تقديمه لنا هذه القراءة المعمَّقة لكلمة الله، الّتي أدخلتنا في أجواء الرّجاء والقيامة مع الربّ يسوع، وقَوَّت إيماننا، نحن أبناء الرّجاء، فازدَدْنا تمَسُّكًا بشعار القيامة والانبعاث مع المسيح، على الرّغم من كلّ الصُّعوبات الّتي تواجهنا في هذه الحياة. من هنا، فإنّ كلمة الله الّتي نتأمّل بها، ونسمعها من الآباء الّذين يشكِّلون “صوت الله في قلب هذا العالم”، تولِّد في قلوبنا وفكرِنا وحياتنا تعزيةً كُبرى.

ونشكر أيضًا مع المونسنيور رافايل طرابلسي، كلّ الآباء الحاضرين: الأب شربل بو عبّود الأنطونيّ، والأب جوزف رفوّل الّذي أظهر رغبةً لمعاونة الأب طوني عيد في الاستماع إلى اعترافات المؤمنين، كما أنّه لا يسعنا إلّا أن نشكر سيِّدةً وأُمًّا روحيّةً مُناضِلة، هي السيِّدة جانيت الهبر، الّتي حملت الهَمّ الرّسولي، حين حَمَلَتْ في صلاتها، كلّ شخصٍ قد انتقل من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى، ودفعتنا بالتّالي إلى الاحتذاء بها، فحمَلناهم بِدَورِنا في صلواتنا وقداديسنا اليوميّة. استطاعت هذه السيِّدة، بإرادة الله وقوَّته، وبمساندة بعض المؤمنين مِن حولِها، أن تُؤسِّس جماعةً، فوُلِدَت من قلب الوَجَع، والأَلم والموت، جماعة “أذكرني في ملكوتك”.

تمكّنت هذه الجماعة مِن الشَّهادة أمام القلوب الموجوعة والحزينة بأنّ المسيح لا يزال موجودًا، والتذكير بقول المسيح للمؤمنين إنّ مَن آمن به، فلن يموت أبدًا. لقد اتَّخذ قدِّيسون كُثُرٌ كلامَ يسوعَ شعارًا لهم، فاعتبروا أنّ هذه الحياة فانية وزائلة، وأنّ الموت هو مجرَّد انتقال وعبور من هذه الحياة إلى الحياة الأخرى، ففسَّروا الموت قائلين إنّه كما ينتقل الإنسان من مكانٍ إلى آخر في هذا العالم، كذلك ينتقل الإنسان من هذا العالم الماديّ الزائل إلى عالم الحياة، ويَعبُر مِن الظلمة إلى النور الأبديّ.

نريد إذًا، أن نشكر السيِّدة جانيت الهبر على تحمُّلها لهذه المسؤوليّة، كما نودّ أن نشكر معها كلّ المؤمنين الّذين يُقدِّمون لها الدّعم والمساندة في نشر هذه الرسالة. كما نشكر كلّ جماعات “أذكرني في ملكوتك”، ابتداءً من الجماعة الموجودة في رعيّتنا، ومن ثمّ الجماعات الموجودة في المدن المجاورة لنا، كما نشكر كافة الجماعات الموجودة على الأراضي اللبنانيّة وفي بلاد الانتشار أيضًا. إنّ هذه الجماعات تمجِّد الربّ بحضورها، وتشهد أنّ المسيح قام، حقًّا قام من بين الأموات، وأنّها شاهدةٌ على ذلك، من خلال أعضائها.

إخوتي، لا بدّ لنا أن نشكر في الختام، الجوقة الّتي خدمت هذا القدّاس، بكلّ عطاءٍ منها، استجابةً لطلبنا في أن تشاركنا في هذا الاحتفال، كما فَعلَت أيضًا في قدّاس مار مارون. كما نشكر أبناء هذه الرعيّة، الحاضرين والغائبين، طالبين من الله أن نلتقي بهم لا في الأحزان وحسب، بل في الأفراح أيضًا. وإن التقينا في الأحزان، نتسلَّح بإيماننا المسيحيّ لاجتياز كلِّ ألمٍ وحزنٍ بفرح القيامة. والآن، سنشاهد فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا يُلخِّص رسالة “أذكرني في ملكوتك”.

ملاحظة: دُوِّنت الكلمة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp