كلمة رجاء للأب عبّود عبّود الكرملي.
من المرافقين الروحيّين لجماعتنا الرسوليّة،
“وأمّا ذلك اليوم أو تلك السّاعة فما من أحدٍ يَعلمها… فاحذروا واسهروا…” (مر 13: 32-37)
إخوتي وأخواتي في جماعة “أذكرني في ملكوتك”، والّذين يسمعوننا أينما كُنتم، في لبنان وفي بلاد الانتشار، أُحيِّيكم بكلمة رجاء ومحبَّة.
سنتأمَّل معًا في كلمة الإنجيل الحقيقيّة:”اِسهَروا وصلُّوا لأنَّكم لا تَعلمون….”، ثمّ يتابع الربّ يسوع كلامه ويقول: “أمّا ذلك اليوم وتلك السَّاعة، فمَا مِن أحدٍ يعلَمها، لا الملائكة في السَّماء ولا الابن إلّا الآب”(مرقس 13: 32-37). في هذه المراحل الّتي يمرُّ بها كُلُّ إنسان، عليه أن يكون متيَقِّظًا بالسَّهر والصّلاة، على أعماله، وعلى أعمال الخَير الّتي على كُلِّ واحدٍ منّا أن يقوم بها في أيّة لحظةٍ من حياته. لأنّ الإنسان لا يَعرِف، في أيّة مرحلةٍ تنتهي حياته الأرضيّة، أكانَ في سِنّ الطُّفولة أم في سِنّ المراهقة، أم في سِنّ النُّضوج، أم في سِنّ الشَّيخوخة، ليَنتَقل إلى أبيه السّماويّ كي يجلس عن يمينه مَع مَن سبقوه، مع الملائكة والقدِّيسِين.
إخوتي وأخواتي، نحن كمسيحيِّين، علينا ألّا نحزن كبقيّة النَّاس الّذين لا رَجاءَ لهم، لأنّنا في المسيح نِلنا الرَّجاء، وبالـمَعموديّة مُتنا عن إنسانِنا القديم، ولَبِسنا الإنسانَ الجديد أي المسيح القائم من الموت والـمُنتَصِر عليه. هذا الأمر يُعزِّينا في هذا الوقت الّذي نعيشه في وَطَنِنا، وفي العالم كُلِّه نتيجة وباء الكورونا، الّذي يُخيفنا ويدعونا إلى القلق ويُبعِدُنا عن بعضنا البعض وعن المشاركة في كنائسنا، أكانَ بالصَّلوات أم في القُدَّاس. ولكنَّ التزامَنا بحياتِنا المسيحيّة وبجماعة “أذكرني في ملكوتك” وبَقيّة الجماعات، وعَيْشَنا الصَّوم الّذي هو فرصة للتَّفكير في جوهر الحياة المسيحيّة، أي المحبَّة والتأمُّل بكلمة الربّ، يدلُّ على إيماننا الرَّاسخ في المسيح وبأُمِّه مريم العذراء ومار يوسف، في هذه السَّنة الّتي أعلنها البابا سَنة مار يوسف. وكَم مِن العِبر نـستطيع أن نأخذ من مار يوسف لِحياتنا إذ إنَّه الصُّورة الحيّة ليسوع المسيح في قَلْبِ عيالِنا ومجتمعِنا، حتّى نشهد للقيامة. آمين.
ملاحظة: دُوِّن التأمّل بأمانةٍ من قِبَلنا.