[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
“تَجلٍّ وانتقال “،
رسالة آب 2018،
بقلم الخوري عمانوئيل الراعي،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
يقول القدِّيس مرقس عن حَدَثِ التَّجلي: “وبعد ستَّة أيّام (مر2:9). هذا التفصيل مهمّ جدًّا، لأنَّنا لسنا في معرض الكلام عن الزمان وتَتابُعِ الأحداث، ولكنّنا في قراءةٍ فِصحيّة للحَدَث. يومُ تجلّي الربّ على الجبل هو اليوم السابع: هو اكتمال الأيّام واكتمال الخلق. ومـِحوَر لوحة التّجلي هو شخص يسوع المسيح، إليه يصبو العهد القديم كلّه بوجه موسى (التوراة) وإيليّا (الأنبياء). أمام لوحة التجلّي، نتأمّل بثنائيّة الموت والقيامة، المجد والهوان، التجلّي وليل الخيانة والنّكران والألم والوحدة. بِتْنا نعرف أنَّ الربّ يتكلّم من خلال ثنائيات: يومَ نختبر فرح التّجلي، فليَفهم قلبنا أنّه يُهيّئنا للصّليب؛ وفي يوم الصّليب والموت، فليَبقَ قلبُنا يتذكّر أيّام النّور والنّعمة. فالصّليب والموت لا يَنالان من يسوع الحيّ. وما من شيءٍ يستطيع أن يمسّ فيه الحياة، لأنّه هو الحياة وربّ الحياة. إنّه سيّد الحياة والموت. إنّه المنتصِر على الموت بالقيامة. فلا نيأس ولا نَخَفْ. فيسوع المتجلّي يجعل الحياة البشريّة تتجلّى. ونحن المعمَّدين، نحمل فينا بذور المجد الآتي، فنُظهر هذا التجلّي في حياتنا. وللمتشائمِين السّاخرين الهازئين بإيماننا هذا والقائلين:”أينَ هي بِرَبِّكم بذور المجد والتجلّي وسط هذا العالم البشعِ بحقاراته وظُلمِه؟”، لا جواب سوى أنّه كما أنَّ التجلّي كان كامِنًا في بَشاعة الصّليب، في قلب ذلك الـمُعذَّب الإلهيّ الخافق بالمحبّة، هكذا التجلّي يكمن في قلوب المعذَّبين والمؤمنِين، وقلوب المؤمنِين العاطِفين على المعذَّبين. فكثافة الحقد المظلِمة، تُقابِلُها كثافة المحبّة النيِّرة، وهي المنتصِرة حتمًا.
ويأتي عيد انتقال أمّنا مريم العذراء، والدة الإله، بالنّفس والجسد إلى ملكوت الله السّماويّ ليُذكِّرنا بأنّنا رُحَلّ، ينبغي لنا أن نسير باتِّجاه مُعيّنٍ يسمو بنا إلى ما فوق الأرض. وليذكِّرنا بأنَّ لا معنى للوجود، ولا اكتمال للحياة، ولا ارتواء للقلوب، إلّا في حضرة الآب والابن والرّوح القدس. وليذكِّرنا بأنَّ الله سيكافِئ مَن يعيشون له وللقريب، بالمحبّة والاستقامة، مكافأةً “لَم تَرَها عينٌ ولَم تَسمَع بها أُذنٌ، ولَم تخطُر ببالِ بشرٍ” (1كور 2: 9). وما انتقال مريم إلّا تذكير بأنْ لا طريق إلى السّماء إلّا الطريق الّتي سَلَكَتْها، بَعدَ ابنها يسوع. ونحنُ إنْ سِرنا على هذه الطريق مِثلَها نَصِل….
فيا مريم، سيِّدة الانتقال! فَهّمينا أنَّ الحياة الحاضرة سفينةٌ ننتقلُ بها من الأرض إلى السّماء! فَهّمِينا أنّ الوجود غايته اللّقاء بالله. واجعلينا بِكِ نقتدي في اتِّحادِكِ بالله وخضوعِكِ لوصاياه. اجعلينا نقتدي بجوعِكِ وتَعَطُّشِكِ إلى القوت السّماويّ، حتّى إذا ما سِرنا في خُطاكِ بالطاعة لمشيئة الله ندخل مِثلَكِ الأبواب السماويّة، بأجسادٍ ممجدّةٍ، فَلنَسعَد معكِ ومع مَن سَبَقَنا إلى هناك مِن أحبّةٍ لنا، نَذكُرُهم ويَذكُرُوننا بالصّلاة في حضرةِ الآبِ والابنِ والرّوح القدس.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]