[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
المخاوف الثلاث،
“لا تَخَف، أيُّها القطِيع الصَّغِير، فإنَّه قَد حَسُن لدى أَبيكم أنْ يُعطِيَكم المَلكوت” (لوقا 32:12)،
رسالة تشرين الثاني 2018،
بقلم المطران كيرلس سليم بسترس،
متروپوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك،
[/column]
[column parallax_bg=”disabled” parallax_bg_inertia=”-0.2″ extended=”false” extended_padding=”true” background_color=”” background_image=”” background_repeat=”” background_position=”” background_size=”auto” background_attachment=”” hide_bg_lowres=”false” background_video=”” vertical_padding_top=”0″ vertical_padding_bottom=”0″ more_link=”” more_text=”” left_border=”transparent” class=”” id=”” title=”” title_type=”single” animation=”none” width=”1/1″ last=”true”]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column_1 width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
حياة الإنسان على هذه الأرض بحثٌ دائمٌ عن السعادة. وهذا البحث يقوده الإنسان بقلقٍ وخوف. يخاف الإنسان من ثلاثة أمور: يخاف أوّلاً من الموت. فالحياة التي يعيشها مليئةٌ بالأخطار ومعرَّضةٌ لشتّى الأمراض. والمرض هو دليلٌ على محدوديّة الإنسان وهو بداية الموت. يخاف الإنسان ثانيًا من الهلاك الأبديّ. فالإنسان معرَّضٌ للخطيئة، ويُدرِك في عمق ضميره أنّ الخطيئة يمكن أن تقوده إلى الهلاك الأبديّ. ويخاف ثالثًا من الآخرين الذين يرى فيهم أعداءً يعملون ما بِوسعهم للقضاء عليه، ولا يعرف إلى مَن يلجأ لِيحميَه من أعدائه.
جاء يسوع ليُزيلَ من حياة الإنسان هذا القلق الوجوديّ الذي تُعبِّر عنه تلك المخاوف الثلاث. فالخوف الأوّل، الخوف من الموت، قد أزاله يسوع بقيامته من بين الأموات باكورة للراقدين. فالمسيحيّ، وإن كان يعلم أنّ حياتَه على هذه الأرض ستنتهي بالموت الذي يأتي مثل السارق في ساعةٍ لا يتوقّعها، فهو يؤمِن بأنّ مصيره ليس العدم، بل الحياة مع المسيح، القائم من بين الأموات في الملكوت السماويّ. لذلك يعيش المسيحيّ أوّلاً بالإيمان.
والخوف الثاني، الخوف من الهلاك الأبديّ، الذي هو نتيجة خطاياه، قد أزاله أيضًا السيّد المسيح بالفداء الذي حقّقه على الصّليب، وبه منح مغفرة الخطايا حتى للّذين صلبوه. لذلك يعيش المسيحيّ ثانيًا بالرّجاء.
والخوف الثالث، الخوف من وجود الإنسان في عزلةٍ وافتقاده لِمَن يلجأ إليه، قد أزاله أيضًا السيّد المسيح بإعلانه أنّ لنا في السّماوات أبًا يحبّنا، وهو الذي في النهاية سوف يُدخِلنا ملكوتَه السماويّ. لذلك يعيش المسيحيّ ثالثًا بالمحبة.
يقول لنا السيّد المسيح: “لا تَخَف، أيُّها القطِيع الصّغِير، فإنَّه قَد حَسُن لدى أَبيكم أنْ يُعطِيَكم المَلكوت”. الملكوت هو الله نفسه، وقد أظهره لنا السيّد المسيح بحياته وموته وقيامته. إنّ حياتنا هي مسيرةٌ نحو الملكوت السّماويّ في نهاية حياتنا. لكنّ هذا الملكوت يعيشه المؤمِن منذ هذه الحياة عندما يعيش بالاتّحاد الدائم مع الله من خلال الإيمان والرّجاء والمحبة.
[/column_1]
[blank h=”20″]
[/blank]
[/column]