[blank h=”30″]

[/blank]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

“تذكار الموتى المؤمنِين”، 2014،

القدّاس الاحتفالي السنويّ،
في رعيّة مار فوقا – غادير، كسروان.

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

عظة القدّاس الإلهيّ،

للخوري جوزف سلوم،

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين

مجموعة حقائق تدور حول حقيقة الموت والحياة الثانية. دعوني أقرأ وإياكم هذا النصّ على نور الإيمان، قراءة تنظر فيها مجدّداً الى معضلة الموت؛ العدو الأول للإنسان. ما نستخلّصه من هذه الحقائق هو التالي: الحقيقة الأولى: الموت للجميع. مات الغني ودُفن، وأيضاً الفقير لعازر مات على باب الغني… إذاً يموت الغني والفقير، الكبير والصغير، المثقف وغير المثقف، الرجل والمرأة، السياسي وغير السياسي. هذه الحقيقة تطال جميع الشعوب في كلّ البلدان، فالموت حصادٌ لكّل البشر.

الحقيقة الثانية :نتعلم منها أن المسيح هو الوحيد الذي أعطانا لغزَ الموت، وأعطانا الحلّ بقيامته. فالموت لغزٌ كبير بمنطق البشر غير المسيحيين. إنما، بمنطق المسيحيين غدا سرّاً مقدّساً. إذاً المسيح قام وأوْجد له الحلّ. هذه هي الحقيقة الكبيرة التي يصعب شرحها والتعمقّ فيها إنما هي الحقيقة التي تساعدنا على تقبّل الواقع الذي لا نفهمه دائماً إنما نقبل به على ضوء إيماننا.

أما البعد الأكبر في هذا الإنجيل فهو مصير الأموات. ألعازر لم يصعد الى السماء لأنه فقير والغني لم ينزل الى جهنّم لأنه غني. في هذا الإنجيل شرطان للصعود الى السماء، الشرط أو المفتاح الأول هو الإيمان “حضن إبراهيم”، ألعازر صعد الى حضن إبراهيم لأنه كان رجل إيمان. إذن، فما هو مصيري بعد هذه الحياة؟ إذا كان عندي إيمان والتزام ونمو بمعرفة المسيح واختبار حقيقة حبِّي مع الربّ، عندها يكون مصيري السماء. والغنّي لم يصعد الى السماء، لأنه كان على بابه فقير بحاجة اليه ولم يمدّ له يد العون؛ لم يبْنِ جسر محبة مع أخيه الإنسان، الحبُّ هو الذي يعطي كلّ المعنى للأشياء، وأقول إذا غاب الحبُّ، غاب الله، لهذا يجب أن يكون فعل الحبِّ موجوداً دائماً، وإذا لم تكن فيّ المحبة فهذا يعني أن الله  غير موجود فيّ. إذاً، المفتاح الثاني للصعود الى السماء هو محبة الناس بدون تمييز على الرغم من الإساءة من الأخرين بالرغم من كل الجراح في كل الظروف. يجب أن أعمل بمزيد من المحبة لكي يكون مصيري مع الأبرار والقدّيسين.

هناك نقطتان أوّد التوقف عندهما في هذا الإنجيل، إذا قال الغني لإبراهيم، أسألك يا أبتي ان ترسل ألعازر الى بيت أبي فإن لي خمسة إخوة ليشهد لهم كي لا يأتوا الى مكان العذاب هذا. المقصود بالخمسة إخوة  كلّ البشرية، فمسؤوليتنا إذاً هي أن نذهبَ اليهم،  أن نخبرَهم حقيقة الإيمان وحقيقة المحبة، أن نبشّرهم بالإنجيل ونحمّل إليهم السلام. علينا ألاّ نتقوقعَ داخل بيوتنا ونفكّر فقط بأنفسنا، علينا ان نبشّر الآخرين ونخبرهم عن هذه الحقيقة الأساسية، حقيقة الحياة الثانية بعد الموت. فقال له إبراهيم: “عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا لهم”  فقال: “لا يا أبتي  إبراهيم ولكن إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون”.

ما رأيكم، هلّ يتغير الأشخاص ويتوبون إذا قام واحدٌ من الأموات؟ ليس المطلوب من الأموات أن يقوموا من القبور، لأنّ في كثير من احتفالاتنا، صرنا نشبه الأموات القائمين من القبور. يكفي أن تعيشوا عيد “هالوين”، هذه البدعة الشيطانية حتى تكونوا كالقائمين من القبور. لقد وجّه قداسة البابا رسالة واضحة بهذا الشأن الى شبابنا وصبايانا متمنياً  عليهم ألاّ ينسوا جذورنا وأصولنا.

هذه الصرعة أتتْ إلينا من أميركا حيث كانوا يؤمنون بالأرواح، فيَلبسون في هذا العيد أوجه شيطانية. علينا ان نتبّنى حضارتنا المسيحية وأن نعمّد الأعياد الوثنية وطالما فعلنا ذلك. فعيد الشمس في 25 كانون الأول أصبح عيد الميلاد وأعياد كثيرة أخرى عمّدناها لتُصبح أعياداً مسيحية، واليوم نبتعد عن أعيادنا ونعيش الأعياد الوثنية. أدعوكم ان تفكروا مجدداً لنعمل جميعا” كي نكون شهوداً نبشّر بهذه الحقيقة  في اقطار العالم الخمس ونضع حولنا مناخاً مسيحياً جديداً. أوّد هنا أيضاً ان ألفُت انتباهكم الى الظاهرة  الخطيرة جداً، التي تكلّمتْ عنها وسائل الإعلام مؤخراً وهي المخدرات الرقمية، مشكلة جديدة تطال عائلاتنا لأسباب تافهة وسخيفة، فالشباب يريدون أن يسمعوا موسيقى، أن يختبروا وأن يجرّبوا هذه الصرعة. على الأهل أن يكونوا قريبين من أولادهم، أن يأخذوا الوقت في الحوار معهم لكي يستطيعوا تخطّي مثل هذه الأوقات.

         في الختام وبالعودة الى أهلنا وأحبائنا الذين غابوا عنا، أريدكم ان تفكّروا بهم بأفعال ثلاثة :  الفعل الأول، نتذكّرهم. يقول لنا الإنجيل، أنّ تلميذَيْ عماوس كانا على الطريق يتذكران يسوع بأقواله وأعماله، يجب ان نتذكّر دائماً أمواتنا: ماذا كانوا يفعلون؟  أين كانوا يجلسون؟ لا تعطّلوا ذاكرتكم، فقصّتنا معهم لا تنتهي عند باب القبر.

الفعل الثاني، أن نعترف بحقيقة حضور الربّ وقيامته،  ونثق أنهم بسلام مع الرب ونحبّهم ونشتاق إليهم.

اما الفعل الثالث فهو أن ننتظر اللقاء بهم، ننتظر مجيء يسوع الثاني ونحن نعمل على حياتنا لكي نموت بحالة القداسة، ننتظر كما ترقّب القدّيسين والأبرار. إذاً نتذكرهم، نعترف بحقيقة الحياة الثانية وننتظر اللقاء بهم. نعمل لنكون حاضرين للصعود الى السماء من خلال المفتاحيّن اللذين تكلّمنا عنهما: الإيمان والمحبة. لنأخذ دقيقة صمت نتذكر فيها أحبائنا، نعترف بحقيقة قيامتهم وننتظر اللقاء بهم. آمين.

ملاحظة : دُوّنت العظة من قبلنا بتصرّف.

[/column]

[blank h=”20″]

[/blank]

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp