[blank h=”20″]
[/blank]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
بالقداس الإلهيّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة،
في كنيسة مار شربل – أوتاوا، كندا.
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
عظة القدّاس الإلهيّ،
الأب هنري عماد – خادم الرعيّة،
[/column]
[divider type=”1″]
[/divider]
[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
تحتفل رعيّتُنا اليوم، مع الكنيسة الجامعة، بِعِيد دخول أمِّنا العذراء مريم، إلى الهيكل؛ كما تحتفل رعيّتُنا، بنوعٍ خاصّ، بانطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك” فيها.
تهدِف جماعة “أذكرني في ملكوتك”، إلى مرافقة الموتى المؤمِنِين من خلال الصّلاة، من أجل مساعدتهم في الوصول إلى الملكوت السماويّ. إنّ وجود هذه الجماعة هو دليلٌ واضحٌ على يد الله العاملة في الكنيسة، فالسيِّدة جانيت الهبر، ما كانت لتتمكّن وحدها من إنشاء هذه الجماعة لولا رغبة الله في وجودها ولولا دَعم الموتى المؤمِنِين لها. إنَّ إيماننا المسيحيّ، يرتكز على شخص يسوع المسيح، الّذي تألَّم ومات وقُبِر، ثمّ قام من بين الأموات؛ وفي فترة رُقاده في القَبر، نزل إلى الجحيم، أي إلى مثوى الأموات ليُخلِّص النُّفوس الّتي كانت تنتظر خلاصَه، وهذا ما تصوِّره لنا الأيقونة الّتي اتخذّتها جماعة “أذكرني في ملكوتك”، شعارًا لها في مسيرتها الإيمانيّة. هذا ما يوضحه لنا بولس الرَّسول في إحدى رسائله: إنْ مُتنا فمَع الربِّ نموت، وإنْ قُمنا فمَع الربِّ نقوم، وإنْ صَعدنا إلى السّماء، فمَع الربِّ نصعد إلى الملكوت السماويّ.
في صلاتنا اليوم لراحة نفوس أمواتنا، نُشابه المسيح في نزوله إلى مثوى الأموات، إذ إنّنا في صلاتنا في الذبيحة الإلهيّة لأجلهم، نساهم في الإسراع في عمليّة خلاصهم وصعودهم إلى السَماء. إنَّ المسيح يسوع قد عبَّر عن رغبته في تخليص النُّفوس في يوم خميس الأسرار، ونفَّذ وعده لنا في يوم الجمعة العظيم، فتألَّم ومات على الصّليب، ثمّ قام منتصرًا من بين الأموات. في الذبيحة الإلهيّة، يَرمزُ كَسرُ الخبز، أي جسد المسيح ونضحُه بالدَّم ورفعة الكأس، إلى آلام المسيح وموته أي نزوله إلى الجحيم، وقيامته أي صعوده إلى السَّماء. إنَّ أفضل طريقة يمكننا اللّجوء إليها لمساعدة أمواتنا في الخلاص، هي تقديم الذبائح الإلهيّة لأجل راحة نفوسهم. فهل أجمل مِنَ الشِّفاء لإنسانٍ مريض، والحريّة لإنسانٍ مسجون، والنُّور لإنسان يُعاني من عَيشِه في الظلمة؟ إنّ مَن نصلِّي لأجلهم هم أعزّاءَ على قلوبنا، إذ تربطُنا بهم، علاقة قُربى أو صداقة، فَمَن نَذكُرهم في الصّلاة، هُم أجدادُنا وأهلنا، أولادُنا وأحفادنا، أو أصدقاؤنا.
إنّ الكنيسة هي سِلسِلَةٌ من ثلاث حلقات: الكنيسة الممجَّدة، والكنيسة المجاهدة، والكنيسة المتألِّمة. تتألَّف الكنيسةُ الممجَّدة مِن أمواتنا الّذين أنهوا مسيرة خلاصهم، بوصولهم إلى الملكوت السماويّ، وهم يعيشون بصحبة الأبرار والصدِّيقين، مُسبِّحين الله ومُمجِّدين وجهه القدُّوس في كلّ حين. وتتألَّف الكنيسة المجاهدة من المؤمِنِين الّذين لا يزالون في هذه الحياة، ولكنّهم يواجهون صعوباتِ هذه الحياة بإيمانٍ، كي يتمكّنوا من الوصول إلى الملكوت السماويّ، بعد انتقالهم من هذا العالم. أمّا الكنيسة المتألِّمة، فتتألَّف مِن جميع الموتى المؤمِنِين الّذين هم في الجحيم، أي في مثوى الأموات، والّذي يُعرَف أيضًا ب”الـمَطهَر”، فَهُم يتألَّمون لعدَم تمكُّنهم مِن رؤية وجه الربّ بسبب خطاياهم. وهنا يكمن دَورُ الكنيسة المجاهدة في مساعدة الكنيسة المتألِّمة، من خلال الصّلاة كي تتمكَّن هذه الأخيرة من معاينة وجه الربِّ بوصولها إلى الملكوت السماويّ. إذًا، الكنيسة، بكلِّ أقسامها: الكنيسة الممجَّدة والكنيسة المتألِّمة والكنيسة المجاهدة، تشكِّل معًا جسد المسيح السريّ، الّذي رأسُه يسوع المسيح.
[/column]
[blank h=”20″]
[/blank]