[blank h=”20″]

[/blank]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،

بالقداس الإلهيّ لأجل الراقدين على رجاء القيامة،
في رعيّة مار يوسف – لارنكا ، قبرص.

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

عظة القدّاس الإلهيّ،

الأب عقل أبو نادر – خادم الرعيّة،

[/column]

[divider type=”1″]

[/divider]

[column width=”1/1″ last=”true” title=”” title_type=”single” animation=”none” implicit=”true”]

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين.

بِاسْم راعي الأبرشيّة، أرحِّب بجماعة “أذكرني في ملكوتك”، الحاضرة معنا اليوم، بعد مرور سنةٍ من التحضير لاستقبالها في ما بيننا. تقوم رسالة هذه الجماعة على الصّلاة للموتى المؤمِنِين، وهذا نابعٌ من إيماننا المسيحيّ: فَكنيسة الأرض تساعد كنيسة السّماء من خلال الصّلاة، وكنيسة السّماء تتشفَّع لأهل الأرض من خلال الصّلاة أيضًا، وهذه هي طريقة التواصل الوحيدة بين الكَنيستَين. إنَّ الربّ لا ينسى أيّ عملِ محبَّةٍ نقوم به، نحن الأرضِيّين، تجاه إخوتِنا الصِّغار مهما كان بسيطًا، فَكَم بالحريّ صلاتَنا لإخوتنا المنتقلِين للحياة السّماويّة! نسأل الله أن يكون مصيرنا، بعد انتقالِنا من هذه الأرض، على مِثال مصير الّذي سبقونا إلى الملكوت، فننال الرّاحة الأبديّة والسَّعادة الّتي لا تزول، مُتَشَفِّعين لإخوتنا في الكنيسة الأرضيّة.

في الرِّسالة التّي تُلِيَت على مسامِعنا اليوم، يُخبرنا بولس الرَّسول عن إيمان أبينا ابراهيم، ذاك الرَّجل الطاعن في السِّن، الّذي وَعَده الله بإعطائه ابنًا مِن صُلبه. وبعد تحقيقه هذا الوعد لابراهيم، اختبره الله طالبًا منه تقديم وَحيدِه ذبيحةً لله، ففعل، لعِلمه أنّ هذه العطيّة كانت من الله، وأنَّها له ستعود. أمّا اليوم، فللأسف، إنّنا نخاف على أبنائنا مِن المخاطر الّتي قد تواجههم، مُتناسِين أنّ الله هو الّذي يحميهم ويهتمّ بهم؛ فمحبّة الله لأبنائنا، تفوق بأضعاف محبَّتنا لهم.

إنَّ الربَّ يسوع يطلب منّا، نحن المؤمِنِين، أن يكون إيماننا به على قدر حبَّة الخردل، لنتمكَّن من نَقل الجبال، فالله لا يطلب منّا إلّا القليل من الإيمان به كي يُعطينا النِّعمة والقدرة للقيام بالأعاجيب، غير أنّ مشكلة الإنسان تكمن في تمسُّكه في الأرضيّات، رافضًا تقديم أيّ شيء منها للربّ، بدليل أنّنا نغضب عندما يلمس الآخَرون ما نعتبره من ممتلكاتنا كالهواتف، أو الملابس، أو السيَّارات أو أيّ شيءٍ آخَر يخصُّنا. ولكن هذا لا يعني أن نضع كلّ ممتلكاتنا في خِدمة الآخَرين، إذ يحقّ للإنسان الاحتفاظ ببعض الممتلكات الخاصّة في سبيل تأمين حياةٍ لائقة به وبعائلته.

إنّ الحالة الّتي وَصل إليها كلّ واحدٍ منّا في هذه الحياة، هي ثمرةُ سِلسِلةِ الاختبارات الّتي عاشها في حياته، وبالتّالي على كلّ مؤمِن أن يتأمَّل في تلك الاختبارات ليتمكَّن من رؤية الله فيها، ونموِّه في مسيرته الإيمانيّة، من خلال تقييمه لمصدر نجاحه فيها أو فشلِه.

كذلك، في الإنجيل الّذي تُلِيَ على مسامِعنا اليوم، يُخبرنا القدِّيس لوقا عن زكريّا، الّذي كان طاعنًا في السِّن، وعن امرأته العاقر أليصابات، وقد رزقهما الله ابنًا بعد طول انتظار، استجابةً لصلاة زكرّيا. كان زكريّا وأليصابات، يعيشان في مجتمعٍ ينظر إلى المرأة العاقر على أنّها عارٌ. ونحن اليوم لا نزال محافِظين على تلك النَّظرة للمرأة الّتي لم تنجب أطفالاً، فنُشفِق عليها، ونتهامس في شأنها سرًّا.

إنّ الله قد أعطى هذا الزّوج، طِفلاً ليس كسائر الأطفال بل طِفلاً مميَّزًا في كونه لا يشرب الكحول، وأنّه سيكون مُهيِّئ الطريق لمسيح الربّ. لم يشرب يوحنّا المعمدان الكحول، لذا لم يكن لديه صعوبة في الاستيقاظ باكرًا لتسبيح الله وتمجيده؛ أمّا اليوم، فإنّنا لا نثابر على حضور القدَّاسات يوم الأحد، بسبب إفراطِنا في السَّهر مساء السَّبت، وعدم قُدرَتنا على الاستيقاظ في اليوم التَّالي نتيجة شُربنا للكحول. كان مهمَّة يوحنّا المعمدان تقوم على إعداد الطريق للربّ، وردِّ النّاس إلى الطريق الصَّحيح من خلال سلوكه الصّالح، فالله أعطى خريطة الطريق ليوحنّا لإيصال كلمة الله للآخَرين.

إنَّ منطق الله مختلفٌ عن منطق البشر: فالله قد اختار زكريّا وأليصابات العجوزَين وأعطاهما ولدًا، فكان مُهيِّئ الطريق للربّ المسيح. إنّ منطق البشر مبنيّ على تمسُّك هؤلاء بالأمور الأرضيّة وعدم تخلِّيهم عنها؛ أمّا منطق الله فَمَبنيّ على محبّة الله للبشر. إنّ الله إلهٌ يسمع صلواتنا الّتي نوجِّهها له، ولكن إنْ لم يستجِب لطِلباتِنا فهذا يعني أنَّ ما يطلبه غير مفيدٍ لخلاصِنا، وبالتّالي عدم استجابة الله لطِلباتنا لا يجب أن تدفعنا إلى إيقاف صلاتنا، بل إلى المثابرة عليها، إذ إنّ الله يعرِف ما يُفيدنا أكثر منّا. إنَّ منطق الله، هو منطقٌ مبنيّ على المحبّة غير المحدودة لا بزمان ولا بمكانٍ ولا بأحداثٍ، فمحبّته لنا هي محبّة أزليّة أبديّة. إنّ منطق الله المبنيّ على المحبّة، يدعو النّاس إلى إعادة التفكير في منطقهم البشريّ، لأنّه إن لم يكن منطق البشر مُطابقًا لمنطق المحبَّة، فإنّ كلّ الصَّلوات والأصوام والأعمال التَّقوية الّـتي يقوم بها البشر، لن تكون نافعةً لهم. إنّ منطق الله مبنيٌّ على قبول الآخَر، والإعداد لمجيء الله.

إنَّ الله قد أتى إلى أرضنا منذ ما يُقارِب ألفَي سنة، وهو يأتي إلينا في كلّ يوم، ولكن علينا الانتباه لحضوره من خلال السَّعي لالتقاط “ذبذبات المحبّة”، أي من خلال السَّعي كي يكون تفكيرنا مطابقًا لفِكر المسيح وتعاليمه. نسأل الله النِّعمة كي نتمكَّن مِن تَلَمُّسِ حضوره في حياتنا من خلال اختباراتنا الحياتيّة اليوميّة، فننظر إلى الّذين يعيشون في مجتمعِنا على أنّهم قّدِّيسون. آمين.

ملاحظة: دُوِّنت العظة مِن قِبَلِنا بتصرُّف.

[/column]

[blank h=”20″]

[/blank]

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp