- "أسألك يا أبتِ أن تُرسِله إلى بَيت أبي، فإنّ لي خَمسة إخوةٍ، فليُنذِرهم..." (لو 19:16-31)
بقلم الأب انطوان الندَّاف ق.ب،
بتَجسُّد الكلمة ابنِ الله أَدرَكَ الإنسان أبعادًا كانَتْ مُبهَمة بالنّسبة إليه: قَبْل التجسُّد كان الإنسان أعمى عن الحقيقة والحياة، بَعد التَّجسُّد صار خليقةً جديدةً وأُعيدَ لِعينَيه نورُهما ولِنَفسِه المعرفةُ والحريّةُ وصارتْ له الأبديّة كما صار لحياته معنًى وصار قادرًا أيضًا أنْ يموت ليَحيا. أَصبحَ بإمكانِه أنْ يصيرَ إلهًا منذُ قَبِلَ الإلهُ أن يتنازلَ ليَصيرَ إنسانًا ويُقاسِمَ الإنسان حياتَه منذُ الولادة حتّى الموت ما خلا الخطيئة مُعتِقًا إيَّاه مِن عبوديّة الموت…للمزيد
بقلم المطران أنطوان بو نجم،
الكلمةُ المتكرّرة في الفصل 6 من إنجيل متّى هي “لا تهتَمّوا” وهل من المعقولِ ألّا نخافَ ولا نهتمَّ ولا نقلقَ؟؟ حياتُنا كلُّها همومٌ وقلقٌ، ونشعُرُ بأنّنا مكبّلون بشؤونِ الحياةِ، بالمأكلِ والـمَشْرب والملبَسِ، بالمدارسِ والمسكنِ والصحّة… بخاصّةٍ في هذه الظّروفِ الّتي نعيشُها. أيُعقَلُ ألَّا نهتمّ بأمورِ معيشتِنا الأساسيّةِ!؟يعطينا يسوعُ مَثلَ العصافيرِ والزَّنابقِ، فالعصافيرُ لا تَزرعُ ولا تحصُدُ ولا تخزِنُ في الأهراءِ، والآبُ السّماويُّ يَقوتُها…للمزيد
بقلم الخوري جان يمين،
تتمَحوَر أناجيلُ زمنِ الصَّليب حول التواضع والمحبَّة والسَّهر بانتظار مجيء الربّ يسوع، ومكافأته لِمَن يخدمونه من خلال خدمتِهم لإخوته الصِّغار، الّذين ينتظرون محبَّتَنا. فتظهر لنا محبّة يسوع الكاملة الشامِلة لكلِّ جائعٍ وعطشانٍ وغريبٍ وعريانٍ ومريضٍ وسَجينٍ كقدوة لحياتنا في تعاطينا مع إخوتنا في الإنسانيّة. كما يُعلِّمُنا الربُّ يسوع التواضع بقولِه: “كبيركم فليكن خادمًا” (مرقس 10: 43)، ثُمَّ يدعونا لنكون أُمناء وحُكماء…للمزيد
بقلم الأخت روز أبي عاد،
قَبْلَ رؤيا يوحنّا، كان الربّ قد طَلب من النبيّ حزقيال أن يَفتح فمه ويتناول الكتاب الذي يقدّمه له (حزقيال 2: 8-3: 3)، وبِدَورِه يقول إرميا النبيّ “حينَ كانَت كَلِماتُكَ تَبلُغُ إِلَيَّ كُنتُ أَلتَهِمُها…” (إرميا 15: 16). يكمن سرّ هذا الكتاب المقدّس في كونه حلوًا ومرًّا في آنٍ؛ فالحلاوة ترمز إلى الغلبة على التجارب والمشقّات واللامبالاة، والمرارة هي المعاناة والجهاد الروحيّ في مواجهة التحدّيات الكبرى من أجل الثبات في الأمانة لإنجيل التطويبات…للمزيد
بقلم الخوري نبيل مونس،
ما أعظمَكَ يا إلهنا، ربّنا يسوع المسيح، وما أعظمَ كلمتَكَ، منها نَستقي ينابيعَ الحياة وفيها نجدُ الحقَّ والنّورَ. كيف لَنا أنْ نَفهم سِرَّ الحبِّ والحياة الذي غمَر سِرَّ تجسُّدِكَ من العذراء مريم؟ فالرّوح القدس الذي حلَّ على القدّيسة مريم أمِّكَ، هو الذي يَهدِينا ويروي عطشَ أرواحِنا، وهو نفسُه الرّوح البارقليط، المعلِّم، الذي قادَنا إلى كلمتكَ الإنجيليّة التي يكمُن فيها خلاصٌ للبشريَّة جمعاء، ومحبةٌ لكلِّ فردٍ وإنسانٍ. ما أجمل أنْ تَتفتّح أعينُنا…للمزيد
بقلم الخوري أدي أبي يونس،
“يا بُنَيَّ، أَعطِني قَلبَكَ”، بهذه الكلمات من سِفر الأمثال يتوجّه الربّ إلى كلّ واحدٍ منّا، ولكن ما معنى طلب الربّ هذا، وإلى ماذا يرمز القلب في الكتاب المقدّس؟ يَختصر القلب الإنسان بكلِّيّته ، فلا يرتبط بالعاطفة فحسب ، بل يتعدّى البُعد العاطفي ليَشمل أبعاد الإنسان كافّة. ومِن كلّ ما يرمز اليه القلب، يهمّنا بشكلٍ خاص أنّه مركز القرار، فهو قد يميل إلى الشرّ أو إلى الخير (أم 7 : 25). لذلك حين يطلب الربّ أنْ نعطيه قلوبنا…للمزيد
بقلم الخوري جوزف سلوم،
يَهبُنا الربّ نعمةً عظيمةً، في جذور وبدايات الانتماء لِنَهج المسيح، حين نلبَس المسيح في المعموديّة، ألا وهي التَّتلمُذ له، أو الاقتداء به والتشبُّه بأقواله وأعماله، فيَكون فينا فِكر وأعمال المسيح. هذا التماثل له يَضعنا على طريقه، طريق الاتِّباع لِمَن هو “الطريق والحقّ والحياة” (يو6:14)؛ هذا التماثل يجعلنا معه بِقُربه، في علاقة حيويّة معه، إذ هو يجلس ويُعلِّمنا؛ ونحن كَمَريم والتّلاميذ نسمَع ونَعمل؛ هذا التماثل يحملنا لِنَنظر…للمزيد
بقلم الأب برنار باسط،
منذ فجر التاريخ والإنسان يَبحث عن مَنزلٍ يَجِد فيه الرّاحة والأمان، مَنزلٍ يَحميه من الزّمن الذي سيَنتهي مع الجَسد الواهي الذي سيَفنى. ولكِن، أين يَجِد ذلك الـمَنزل الذي يَحيا فيه الفرح والسّلام الأبديَّين؟ مَنزل الأحلام تتوق إليه البشريّة مدى العصور وعلى امتداد الأجيال. مِن حياة البداوة والقبائل الرُّحَّل، فحياةِ المَنزل والحَضَر، إلى حياة القرية، فالمملكة، فالإمبراطوريّة، مكانٌ بعد الآخر، يعيش فيه الإنسان، وفي اعتقاده أنّه سيَجِد الطمأنينة…للمزيد
بقلم الأب ابراهيم سعد،
نَهتِفُ دائمًا: “المسيحُ قام”. كيفَ نُعيِّدُ القيامةَ إذا لَم نَعبُر الصّليبَ حيثُ الألم يتحوَّلُ إلى تَعزية؟ إنْ كُنّا نلمسُ وراء الألم تَعزيةً، فلَن نَيأس بل سنَرجو وراء كُلِّ ألمٍ، وراء كُلِّ وَجَعٍ، تعزيةَ “الإيمان والرَّجاء والمحبّة، وأعظمُهنَّ المحبّة”. أعظمهنَّ المحبّة لأنّها وَحدها تَغلِبُ الموت، وتَطرَحُ كُلَّ خوفٍ مِنه خارجًا. فبَعد قيامة الربّ، يُصبِح يومُ موتِكَ هو يومُ مولِدِكَ للحياة الأبديّة الّتي سَكبَها الجَنْبُ الـمَطعون للمَصلوب. فإنَّ الّذين يَظهرُ لهم…للمزيد
بقلم الخوري نايف الزيناتي،
فقال لهم يسوع: أَعْطوهم أنتم أنْ يأكُلوا…طَلَب الربّ يسوع من تلاميذه أنْ يَعطوا الشعبَ الجائع الذي كان يَتبعه طعامًا. هذا الشعب الذي ما انفكّ يَتبع يسوع حتى وَصل إلى مكانٍ قفرٍ في وقتٍ متأخّرٍ من الليل. إنّ هذا الشعب في مأزقٍ رغم محاولته السَّير وراء يسوع. التلاميذ لاحظوا حاجة الشعب ولكنّهم طَلبوا من الربّ أنْ يَصرفهم ليَشتروا طعاماً. لم يروا أنفسهم مسؤولِين عن الشعب في حين أنّ الربّ…للمزيد
بقلم الأب حنّا اسكندر،
إنَّ الله في الكتاب المقدّس أخَذَ صورة العريس لِيُعبِّر عن حُبّه لِشَعبِه، العروس، والمسيح أكمَل هذه الصورة، فهو العريس، والعروس هي كنيسته، أيْ المؤمِنون به. في عُرس قانا الجليل، ليْس هناك ذِكرٌ لِلعريس، لذلك تَنظر مريم إلى المسيح، العريس الفِعليّ، الذي يحبّ الكنيسة، عروسَه، وهو يجمع الأرض بالسّماء في اجتماعه بِعروسه، أيْ البشرية، التي تغرّبَت عن بيتها الإلهيّ بِسبب خطيئتِها. وفي قَول العذراء مريم...للمزيد
بقلم الأب روبير معماري الأنطوني،
نيش في حياتنا ثلا وِلاداتٍ مُتتالية ومُتكامِلة:الولادةُ الأولى هي الولادةُ الطبيعيَّةُ بحيثُ نَعبرُ مِن رحِمِ أمِّنا البيولوجيَّة إلى كنفِ الحياةِ، وتبدأُ مسيرتُنا التي هي مزيجٌ من الخبراتِ الإيجابيَّةِ والسلبيَّة، الـمُفرِحة والـمُحزِنة، ونخوضُ خلالَها معاركَ رابحةً وغيرَها خاسرةً، ونواجهُ مواقفَ تتأرجَحُ بين الأملِ في حينٍ والخيبةِ في حينٍ آخَر. إنَّها طبيعةُ الحياة والإنسان الذي ينمو يومًا بعدَ يومٍ، وبطريقةٍ تصاعُديَّةٍ فنشهدُ في حياتِنا عبورًا منَ الطفولةِ...للمزيد