عظة للأب سليم منّاع،
رعية مار يوحنا المعمدان، كرم سده.
أبانا الذي في السماوات…ولكن هي ليست صلاة بل دستور حياة،
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله واحد، آمين.
من خلال هذا الإنجيل، نجد أنّ يسوع يتكلّم كثيراً عن الصلاة “وكلّ ما تطلبونه بالصّلاة يُعطى لكم” (مر 24:11)، ويقول أيضاً: “لم تطلبوا بعد باسمي أيّ شيء” (يو 24:16). تكلّم كثيراً على الصّلاة قائلاً إنّنا نستطيع الحصول على كلّ ما نريده من خلال الصّلاة، ولكنّ السّؤال الّذي يطرح نفسه، كما أنّنا نفكّر فيه، دائماً ولماذا عندما نصلّي لا نحصل على ما نريد؟ وكأنّ لا أحد يسمع صلاتنا”. في هذه المناسبة اليوم، سَنُصحّح فكرة الصّلاة الّتي أخذناها، منذ القدم، عن أجدادنا وعن الكنيسة بطريقة خاطئة. نحن هنا حتّى يقول لنا لماذا لا نجيد الصّلاة.
عندما تكلّم يسوع المسيح مع تلاميذه عن الصّلاة، فرحوا، لأنّهم بالصّلاة يحصلون على كلّ ما يُريدونه فقالوا له: “يا ربّ، علّمنا أن نصلّي” (لو 1:11) فلم يقل لهم إنّ هناك الكثير من الصّلوات الّتي يُمكنهم أن يُصلّوها كالمزامير، الّتي كانت في ذلك الوقت الصّلاة الأفضل، بل قال لهم: “إذا أردتم أن تُصلّوا فقولوا أبانا الّذي في السّماوات” (لو 2:11). ولكن “الأبانا” ليست صلاةً بل هي دستور حياة مؤلّف من بنود وإذا سقط واحدٌ منها سقطت “الأبانا”. وأكرّر إذا ردّدتُ “الأبانا” ألف مرّة فهي ليست صلاةً بل دستور حياة عليّ أن ألتزم به. وهذا هو ما أعطانا إيّاه الرّبّ.
تبدأ “الأبانا” بأن أعترف بأنّ الله هو أبي السّماويّ وهو البند الأوّل. أبانا وليس أبي أيّ نحن إخوة. والسّؤال البسيط، هنا، “هل نحن نعيش كإخوة أو كأعداء؟” أيّ إذا كان أحدنا يُريد أن يُصلّي “الأبانا” فَلْيبدأ بالجملة الأولى “هل أنا أخ أم عدوّ؟” فإذا كان عدوّاً، لا ضرورة لأن يُكملها.
نتابع “لِيتقدّس اسمك” هل فكّرنا ممن نحن نطلب أن يتقدّس اسم الله؟ كيف يتقدّس اسم الله غير بأعمالي وأقوالي وأفكاري؟ يتقدّس اسم الله من خلالي أنا، من خلال سلوكي. فهل الأعمال الّتي أقوم بها تُمجّد اسم الله وتُقدّسه؟ إذا كانت الأخلاق الحميدة والأقوال الجيّدة والنّوايا الحسنة موجودة لديّ، أتابع “الأبانا” دستور الحياة.
ملاحظة: دُوِّنت العظة بأمانةٍ مِن قِبَلِنا.