الفِصح والشكّ،

بقلم الأب ابراهيم سعد،

هو عبورنا من الخطأ، من الزلّة، من الموت ومخافة الموت إلى رجاءٍ يصل إلى سيادة الفرح الآتي.

فرحنا يأتي من اليوم الأخير حيث لا ظلمٌ ولا فسادٌ ولا موتٌ لأن القيامة حصلَت فيه وبه وصارت فينا.

أصبح المسيح مركزاً قياميًا، فَلنفرَح!

المسيح القيامة والحياة. الألف فيه والياء فيه.

قد قام المسيح ونحن أحياء فيه. ألا جَدَّد الله قيامه في نفوسنا يوماً بعد يوم لنكون أبناء القيامة، أحرارًا من كل خطيئةٍ ومن كلّ ما يستبدّ في النّفس.

بالرغم من كلِّ ما حصل ما زلنا نمثّل توما في شكّه ولا نمثّله في إيمانه مِن بعد الشكّ.

الشّكّ يصعد من شهواتنا إلينا ويجعلنا في شبه غربةٍ عن الإيمان. لذا لا نُقبل إلى القائم إقبالاً كليّاً.

أن يكون الإنسان مؤمناً هو أن يعتبر الله أمنه.

في الإنسانيّة وفي هذه الدنيا، في حالات الاضطراب، كلّ منّا يفتّش عن أمن. وما دام الإنسان يخشى الموت يصطنع لنفسِه قوّات أمن تحفظه من الموت المداهم فيقع في الوهم.

الموت الكبير هو الموت الرّوحي، موت النفس بالخطيئة في سيئاتها، فتسقط يومًا بعد يوم، لأنّها غرقت في شكّ توما وما انتبهت لإيمانه.

النّفس تحاول تسليم ذاتها للسيّد ولكن العاصفة تهبّ فينا فنغرق.

المسيح قام! وقيمة شكّ توما، أنه ثبّتَ قيامة المسيح، لذلك نحن نتغلّب على الشكوك.

يا له من عجيبٍ معجز، لأن عدم الايمان صار تأكيدًا للإيمان.

الشيء العظيم ليس شكّ توما بل عودته وإيمانه. ولذلك نحن نحيا، ونحن قائمون بالحرية في اليقين وفي الحب. نحن قائمون ونعلم أننا غالبون للخطيئة، للاضطراب، للفساد، للعزلة.

نحن قائمون لأنّ جسد الرب ودمه ينغرسان فينا، وتاليًا بنا في الكون.

فما أظرف عدم تصديق توما إذ أقبل بقلوب المؤمِنين إلى المعرفة واليقين وهتف: ربّي وإلهي!

“لا يندبنّ أحدٌ عن آثامٍ لأنّ الصَفح بالفِصح قد بدا من القبر!

لا يخافنّ أحدٌ من الموت لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا”!

فلنسِرْ في خطاه أناساً قياميين بلا شكّ.

قام المسيح وليس من ميتٍ في القبر! قام المسيح وأنتَ غلبت! قام المسيح والحجر قد دُحرج! لماذا تطلبون الحيّ بين الأموات؟

المسيح قام

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp