- "أسألك يا أبتِ أن تُرسِله إلى بَيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوةٍ، فليُنذِرهم..." (لو 19:16-31)
الأب مارون صدقة ر.م.م.
“كونوا قدِّيسِين، لأنِّي أنا قُدّوس” (1 بط 1: 16)، “وقد عَلِمتُم أنَّكم لم تُفتَدوا بِالفاني من الفِضَّة أو الذَّهب من سَيرتِكم الباطلة… بل بِدَم كريمٍ، دَم الحَمل الّذي لا عَيْب فيه ولا دَنس، دَم المسيح” (1 بط1: 18). تُقيم الكَنِيسةُ المقدَّسةُ في كلِّ يومٍ مِن السَّنة تَذكارًا لقدِّيس: ويبقى عددٌ لا يُحصى مِن القدِّيسِين بِدون تَذكارٍ خاصٍّ بهم. لذلك أقامَت الكنيسة الكاثوليكيّة عيدًا لِجميع القدّيسّين في الأوّل من شهر تشرين الثاني من كلّ عام...للمزيد
الأب دومينيك نصر المريميّ،
مَهما كُنّا أُمناءَ على الوَزناتِ القَليلةِ الـمُعطاة لَنا بِمجّانيّةٍ فالرّبّ يُكافِئُنا بِالكثير. في هذا الزّمن الـمُبارَك، زمنِ الصّليب الّذي هو آخرُ الأزمنةِ في السَّنةِ اللِّيتورجيّةِ وهو أيضًا زَمنُ الانتظار، أي السَّهر والجِهاد في السَّير حتّى الوصولِ إلى الاتّحادِ بالرّبّ في الملكوت، نَتأمّلُ في إنجيلِ الوَكيلِ الأمينِ والعذارى الحكيمات والوَزنات وإعلانِ يسوع الـمَلك. في البِداية، يُعلِّمنا نَصُّ الوَكيلِ الأمين أنَّ كلَّ إنسانٍ مَدعوٌّ إلى أنْ يُساهِمَ في تَحقيقِ عَمَل الخلاص...للمزيد
الأب عبود عبود الكرمليّ،
“إنِّي أَتَيتُ لأَخدُم لا لأُخدَم” (متى 20: 28). يَبدو ثَقِيلاً وصَعباً ما قالَه الربُّ يسوع، إنّ مَن أرادَ أنْ يَتبَعَهُ، فعَلَيه أنْ يَخدُمَ لا أنْ يُخدَم. وَلَكِنَّه يَهون ويسهُلُ، لأنَّه هو الَّذي قال وهو الَّذي يُقدِّم في الوقتِ نفسِه المساعدةَ اللَّازمةَ لإتمامِ ما قالَه. يقصد يسوع بـ “أَتيتُ لِأَخدُم”؟ أنّه سيَحمِلُ كلَّ ما هو مُزعِجٌ وَسيَخدِمُني. وَعِندما تَشرَعُ أنتَ في تطبيق سِيرَتِي وتَعاليمي، سَوفَ يَكثُر الـمُعارِضُون ويَكثُر واضِعو العَراقيل، ويَكثُر السَّاعونَ في تَحوِيلِكَ عن عَزمِكَ...للمزيد
بقلم المونسنيور أنطوان مخائيل،
يُعلِّمنا عيدُ انتقالِ السيِّدة أو نِياح السيِّدة أنَّ حياةَ مريمَ العذراء هي حياةٌ مكتوبةٌ كُلِيًّا في حياة المسيح. فَفيها تَجلّى، بِشَكلٍ مُسبَقٍ، ما حقّقَه الربُّ لنا بِقيامتِه من بين الأموات: الاِنتصارُ على الخطيئة وعلى الموت. في مريمَ الـمُنتقِلة، يتحقّقُ تَصميمُ الله على البَشر، وتَظهرُ قِيمةُ الإنسانِ وكرامَتِه. في مريمَ القائمةِ مع المسيح، نَجِد علامةً مَلموسةً للرَّجاء الممنوحِ لنا وَلِلبَشريّة بِأسرِها، لِأنّها تُوضِح لنا غايةَ مسيرتِنا الأرضيّة، وتُغذّي إيمانَنا بِقيامتِنا...للمزيد
بقلم الأب حنّا اسكندر،
“رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا”. (لوقا 4/18) هذه رسالة سيّدنا يسوع المسيح. وبالمعنى نفسه رسالة مار بولس: فالمسيح أرسله إلى الأمم، لِيَفْتَــحَ عُيُونَــهُم فَيَعُودُوا مِنَ الظَّـلامِ إِلى النُّور، ومِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلى الله، فَيَنَالُوا، بِإِيْمَانِهِم بِـي، مَغْفِــرَةَ الـخَطَايَـا ومِيرَاثـًا مَـعَ الـمُقَدَّسِين. كذلك نَذكر مِن رسالة القدّيس شربل على سبيل المثال...للمزيد
بقلم سيادة المطران يوسف سويف،
بعد القيامة، وَعَد يسوع تلاميذه بِأن يُرسِل لهم البَرقليط، وفي تمام الخمسِين حلّ الرّوح القدس على التلاميذ في العُليّة، فكُسِرَ حاجز الخوف وانطلقوا يكرِزون بالإنجيل. حلول الرّوح القُدس على التلاميذ هو تحقيقٌ لِوَعْد المسيح بأنّه لنْ يتَركهم يتامى، بل سيُرسِل لهم المعزّي، ليَكون معهم ويُساندهم في رسالتِهم. لقد اختبَرَت الكنيسة عَبْر تاريخها الرّوح القدس الذي يَمنح القوّة والشّجاعة فَقاد تلاميذ المسيح ليَشهدوا له في كلّ مكانٍ …للمزيد
بقلم الخوري جوزف سلوم،
دُحرج ذاك الحَجَر الكبير عن باب القبر، وصار الحَجَر حَجَر الزّاوية الذي شيَّد الرّبّ عليه كنيستَه . وارتدَت البيعة الأكفان والمنديل والنّور رداءً اشتهاه القدّيسون وهؤلاء اللّابِسون الحُلَل البيضاء وقد غسلوها وبيّضوها بِدم الحمل. وجُرْح الجَنب أظهر الفَيض من الحبّ الإلهيّ وقنوات النّعم والبركات، وصارَ الرّحمَ لِتولدَ منه عروسُهُ البيعة. والقبر الفارغ صار فاهًا مفتوحًا يُعلِن أنّ المسيح قام وأنّه حيّ، فلا نضلّ الطّريق ونبحث عنه بين الأموات…للمزيد
بقلم الأب فادي اسكندر،
تكلّم الله مع الإنسان الأوّل، آدم، وأحبَّه، وكرَّمه، وميَّزه عن كلّ المخلوقات بأنّه على صورته ومثاله، ولم يَسكت الله بعد خطيئة الإنسان، بل استمرّ بالحديث والتواصل مع الإنسان واختار كثيرِين لِيوصلوا كلامه في وصاياه ومحبّته ونِعمته ورحمته لِلعالم، ولكنْ هل كان كلام الله يُفهم ويُعمَل به؟ منذ البداية أوضَح الله أنّه يريد لِلإنسان الكرامة والحياة والسعادة والفرح، وأمّا الكرامة فلأنّه على صورة الله ومثاله، وأمّا الحياة فلأنّه أتى إليها بِنعمة الله…للمزيد
بقلم الأباتي سمعان أبو عبدو،
حانَ الوَقتُ وَاقتَرَبَ مَلَكوتُ الله، وبالتّالي لم يَعُد الارتداد يَعني العَودة إلى الوراء، وإنّما القيام بِقفزةٍ إلى الأمام والدّخول إلى الملكوت، والتّمسُّك بالخلاص الّذي أتى إلى البشريّة بِشكلٍ مجّانيٍّ، من خلال مُبادرة الله الحرّة والمـُطلَقة. عندما نَجتاز “بريّة” زَمن الصّوم، فإنّنا نَتطلّع نحو القيامة التي هي انْتصارُ يسوع النِهائيّ والأخير على الشّرير والخطيئة والموت. السّير بِكلّ حزمٍ على دَرب يسوع، الدّرب المؤدِّية إلى الحياة، والنّظر إلى يسوع، وإلى ما صنَع...للمزيد
بقلم الخوري لويس سعد،
ماذا لو لم يمرّ سامريٌّ مِن تلك الطريق التي يَدعوها القدِّيس إيرونيموس “طريق الدِّماء” أو “الطّريق الحمراء” لِكثرة الضّحايا التي سَقطَت عليها، وما أكثر طُرقات الدّم في عالمِنا اليوم ويا لِضخامة عدد ضحاياها! كأنّ الله يَبحث دائماً عن سامِريٍّ لِيَطلب منه أو منّي أنْ أعبُر من تلك الطّريق. ولكن، مَن قد يكون قَريبي كالفرّيسيّ؟ ما أكثر مَعاني كلمة “قريب” بالنسبة لنا! ولكن، عندما نجدُه هل سنَعرف، ونَقبَل، ونؤمن بأنّه ذاك القريب الذي تكلّم…للمزيد
بقلم الخوري كامل كامل،
كلُّ شيءٍ مِن العَدم: هذا مَبدأ الخَلق. كلُّ شيءٍ مِن “اللّاشيء”. قَبْل الخَلق “ما كان” في أي مكانٍ وبعد الخلق أصبح موجودًا. الخالق هو الربّ والمخلوق، هو كلّ ما في الوجود. لكنّ الخَلق لا يَقتصر على العالم وما يحويه، ولا على الإنسان وما يملكه من روحٍ وفكرٍ وأحلامٍ، بل الخَلق في الرّحمة والتعزية والمحبّة والإنسانيّة… خلَق الربّ النّور من الظلمة “لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ نُور!” لِتَستنير النّفوس وتَعرف مجد الله في المسيح. فالخَلق هو…للمزيد