محاضرة للأب ابراهيم سعد،
من المرشدين الروحيّين لجماعتنا الرسوليّة،
تأمّل في في زمن الاستعداد لميلاد الربّ يسوع،
في زمن الاستعداد لعيد ميلاد الربّ، نلاحظ أنّ بعض المسيحيّين يتصرّفون مع بعضهم البعض كمُلحِدين لا كمؤمنين بالله.
إنّ الـمُلحِد هو إنسان يرفض الاعتراف باللّه والإيمان به، ولكنّه يتعامل بمحبّة وباحترام مع الآخرين. إنّ بعض المؤمنين يعترفون بحضور الله في أماكن العبادة فقط، ويتصرّفون خارج الكنيسة بطريقة لا تعكس إيمانهم، ولكنّ تعاملهم مع الآخرين مبنيّ على الاحترام والمحبّة. إنّ هذا الأمر يدفعنا إلى طرح السؤال: ما الفرق بين الـُملحد والمؤمِن، إن كان هذا الأخير يعترف بوجود الله في مكان العبادة فقط، ويتعامل مع الآخرين بكلّ احترام ومحبّة، تمامًا كما يفعل الـمُلحد؟ إنّ الـمُلحد هو إنسان لم يلمس أي تدخّل مِن قِبَل الله، لحلّ الأزمات الّـتي تُعاني منها البشريّة، كالفقر والحرب وسواها من الأمور، على الرغم من تضرّعاته في السّابق للّه، وفي هذا تكمن مشكلته مع فكرة وجود الله.
إنّ عدم تدخّل الله في مآسي البشر، يدفع الـمُلحد إلى طرح السؤال: إن كان الله موجودًا حقًّا، لماذا لا يتدخّل ويُوقف كلّ تلك المآسي؟ إنَّ عدم استجابة الله لتضرّعات البشر، يدفع البعض إلى تصديق فكرة عدم وجوده. في قلب الإنسان الـمُلحد، رغبةٌ عميقةٌ لإصلاح الأمور المعوجَّة في هذه الدّنيا، لأنّه يرفض الظّلم، لذا يطلب المساعدة من الربّ ولكن ما مِن مُجيب له. إنّ عدم تدخّل الله في الإزمات الكبيرة، تُشكِّل صعوبةً أساسيّة أمام المؤمِنين في إقناع الآخرين بحقيقة وجود الله، ممّا يدفع المؤمِنين إلى طرح السؤال حول الطريقة الّـتي يجب اعتمادها لإقناع الآخرين بوجود الله. لا يستطيع المؤمِن اللّجوء إلى الأفكار الفلسفيّة والعقائدية اللاهوتيّة، لإقناع الـمُلحد بحقيقة وجود الله، لأنّ الله هو أساسًا غير موجود في نظر الـمُلحِد، لذا لا نستطيع إقناعه بقولِنا له إنّ الله خلق العالم وهو موجود في السّماء. كما لا يستطيع المؤمِن أن يُثْبِتَ للمُلحد وجود الله من خلال الطبيعة، لأنّها بدَورها أثبتَتْ له عدم وجود الله. إنّ الـمُلحِد يؤمِن بأنّ الكون قد خُلِق نتيجة الانفجار الكونيّ، كما يؤمِن بنظريّة التطوّر الإنسانيّ، وبالتّالي لا وجود لله في حياته.
إنّ الـمُلحِد هو إنسانٌ مثّقفٌ جدًّا، إذ يلجأ إلى العلم لفَهمِ كلّ ما يدور حوله، والمؤمِن الّذي يُلحِد هو إنسان قد تعرَّض لأزمةٍ كبيرةٍ لم يتمكّن مِن لمس حضور الله فيها. قد يبدو الإنسان الـمُلحِد مرتاحًا ظاهريًّا، لكنّه يتعذّب ويتألّم داخليًا: فالـمُلحد يتألّم كثيرًا لأنّه طلب من الله كثيرًا أن يتدخّل ليُلغي الظّلم من العالم ولم يجد جوابًا على طِلباته، لذا أعلن إلحاده واستراح مِن كلّ الواجبات الدّينيّة الّتي يُلزِم المؤمِن نفسه بها تجاه الله، إذ لا جدوى من الصّلاة إلى إلهٍ لا يستجيب إلى صراخ شعبه. إنّ الـمُلحد هو إنسانٌ جائعٌ إلى الله ومتعطِّش إليه، غير أنّ هذا الظمأ لم يُروَ في قلب الإنسان الـمُلحِد.
إنّ مشكلة الإنسان مع فكرة وجود الله، هي مشكلة داخليّة خاصّة بالإنسان. إنّ الإنسان الـمُلحِد يشعر أنّ الله قد تركه وما عاد يهتمّ لأمره. لذا، كي يتمكّن المؤمِن من إقناع الـمُلحِد بوجود الله، عليه أن يُظهر له أنّه ليس متروكًا من إخوته البشر على الرّغم من كلّ نقائصهم. إنّ مَهمَّة المؤمِن تقوم على محاولة ملءِ الفراغ الموجود عند الـمُلحد بسبب رفضِه لله وعدم إيمانه به. إنّ المحبّة الّتي يُظهرها المؤمِن للـمُلحِد، من شأنها أن تطرح سؤالاً مُحيّرًا على الـمُلحدِ، تدفعه للبحث عن سبب كلّ تلك المحبّة الّتي يُظهرها له المؤمِن. يكفي أن يَطرح الـمُلحد هذا السؤال على نفسه، كي يكتشف الحبّ المجانيّ.
إنّ الحلّ إذًا، لا يكون بإقناع الـمُلحِدين بوجود الله من خلال العقائد اللاهوتيّة الفلسفيّة، إنّما من خلال التصرّفات الّتي تعبّر عن محبّة المؤمنين لهم. أمام خيبة الأمل الّتي تعرَّض لها الـمُلحد والّتي لا يزال يُعاني من آثارها في حياته، على المؤمِن أن يسعى إلى خلقِ صدمةٍ إيجابيّة في نفس ذلك الإنسان، تدفعه إلى مراجعة الاستنتاجات السلبيّة الّتي كان قد تَوَصَّلَ إليها في السّابق. إنّ الاستنتاجات الخاطئة عند الـمُلحد حول الله، تتحوّل إلى صنمٍ، وبالتّالي كي يقتنع الـمُلحِد بوجود الله، على المؤمِن أن يسعى إلى تكسير تلك الأصنام عند الـمُلحِد أوّلاً من خلال إظهاره الحبّ المجانيّ لذلك الإنسان الرافض فكرة وجود الله. إنّ حبَّ المؤمِن للمُلحد وتعاطفَه معه هو الجسر الّذي يصل نفس هذا الإنسان بالله. يقول البابا فرنسيس: كي يتمكّن المؤمِن من الدّخول إلى ملكوت الله، عليه أوّلاً أن يحصل على المفتاح، الّذي هو تلبية حاجة الآخر المحتاج والفقير.
إنّ الـمُلحد يتمسَّك بقناعةٍ يرفض التخلّي عنها وهي أنّ لا وجود لله. لذا حين ينجح المؤمِن في كسر تلك القناعة، ذلك الصّنم عند الـمُلحد، من خلال المحبّة الّتي يُظهرها له، عندها سيقوم الـمُلحِد بالبحث عن قناعةٍ جديدةٍ صالحة كي تكون إلهًا له، إذ لا يستطيع الإنسان العيش من دون إله. إنّ الـمُلحد يهرب من الإله الحقيقيّ لأنّه لم يختبر حضوره، وقناعته الّـتي كانت تُشكِّل له إلهًا قد تكسَّرت أمام محبّة المؤمنين الّـتي اختبرها. لذا يجعل الـمُلحد من ذلك المؤمِن الّذي أَظهر له المحبّة المجانيّة، ملجأه الوحيد، فيكتشف من خلاله الإله الحقيقيّ، المنسيّ مِن قِبَل الـمُلحِد، فيؤمن به.
إنَّ أعظم أعجوبة يقوم بها المؤمن حين ينقل الله من العرش السماويّ إلى قلب إنسانٍ رافضٍ له من خلال إظهار المحبّة المجانيّة. هذا ما اختبره كثيرون من الـمُلحِدين ومن غير المؤمنين، فاندفعوا إلى إعلان إيمانهم بالله الّذي اكتشفوه من خلال لطف الآخر ومحبّته لهم، وفي مرحلةٍ لاحقةٍ قرّروا التعرّف إليه استنادًا إلى الدّروس اللاهوتيّة والعقائديّة. إنّ الفرق كبير بين تلبية رغبة الآخر فتتحوّل إلى إلهٍ لهذا الأخير، وبين تلبية حاجة الآخر فيتمكّن هذا الأخير من رؤية الله في أعمالك تجاهه فيعبد الله. إنَّ المطلوب من المؤمِن هو سَعْيِه لتلبية حاجات الآخرين الضروريّة والـمُلِحَّة، لا تلبية رغباتهم.
إنّ بعض القدِّيسن كانوا مُلحِدين لا يعرفون الله، ولكنّهم اختبروا الله وتعرّفوا إليه من خلال أعمال محبّة عبّر بها بعض المؤمنين عن محبّتهم لهؤلاء، فآمنوا باللّه، وأحبّوه حتّى النِّهاية، أي حتّى الموت شهداء حبًّا بالربّ يسوع. إنَّ مُعظم القدِّيسين، على سبيل المثال القدِّيسان نيقولاوس وباسيليوس، لم يُعلّموا الله للمؤمنين من خلال الدّروس اللاهوتيّة والعقائديّة في الجامعات والمدارس، إنّما علّموه للمؤمنين من خلال تصرّفاتهم اللّطيفة والوديعة معهم. إنّ القدِّيس الروسيّ سيرافيم سواروفسكي كان يقول عند رؤية أخيه الإنسان: “يا فرَحي، المسيح قام”، إذ كان يجد في الآخر المسيح حيًّا قائمًا من الموت.
تحتاج الكنيسة، في عالمنا اليوم، إلى تبسيط الإيمان للمؤمنين ليُدركوا حقيقة الإله الّذي يؤمنون به، فيكُّفوا عن التصرّف كـ”باقي الأُمم”. إنّ الوسائل الانفعاليّة الّتي يلجأ إليها بعض المؤمنين في تصرّفاتهم مع الآخرين هي وسائل وثنيّة لا مسيحيّة. إنّ الـمُلحِدين، على سبيل المثال، لا يتردّدون في الاعتذار عن تصرّفاتهم الخاطئة، حين تُعلَن لهم كلمة الحقّ، بل وَيَسْعُون إلى تصحيح أخطائهم، وتصرّفهم هذا يُعبّر عن تواضعهم الفكريّ. إنّ المسيح يظهر للآخرين من خلال كلّ مؤمن متواضعٍ في عيشه وفي تصرّفه مع الآخرين الّذين يُحيطون به. إنّ الإنجيل يقول: إنّ الحجر الّذي رذله البناؤون صار حجرًا للزاوية. إنّ الإنسان لا يمكنه التغاضي عن كلمة الحقّ، يسوع المسيح، حجر الزاوية: لأنّه إمّا أن يقع الحجر عليه فيُقتَل، وإمّا أن يقف عاجزًا عن متابعة مسيرته بسبب هذا الحجر، وبالتّالي لا يوجد حلٌّ آخر أمامه سوى مواجهته. إنّ المؤمِن المتواضع هو إنسانٌ قد واجه كلمة الله وقَبِلَ بها في حياته، ولم يسمح لها بأن تسحقه، أو أن تعرقل له مسيرته. إنّ المؤمِن المتواضع في تصرّفاته يعكس للآخرين تواضع المسيح وحبّه ولطفه وخدمته للبشر، وبالتّالي لا يستطيع الإنسان الّذي يُشاهد مثلَ هذا التواضع إلّا وأن يعترف بالله ويؤمن به، فإنّنا نؤمِن بفعل الرّوح القدس في قلوب البشر. يخبرون عن فتاة، لم تتجاوز التسع سنوات من عمرها، أتت مع والدتها لحضور محاضرة يلقيها أحد الآباء المشهود لهم بتجذّرهم الإيمانيّ. عند انتهاء تلك المحاضرة، سألت الفتاة والدتها إن كان كلام هذا الكاهن قد تمكّن من إقناع أحد الـمُلحِدين ورَدِّه إلى الإيمان والتعرّف على حبّ الله، فكان جواب الوالدة إيجابيًا. عندها استنتجت الفتاة أنَّ هذا الكاهن يحظى برضى الله لأنّه نجح في مساعدة الآخرين على حبّ الله من خلال كلامه، وقرّرَتْ التشبّه به كي تُرضي الله على مثاله.
إذًا، لا يتمّ تعريف الآخرين إلى الله من خلال دروس لاهوتيّة عقائدية صعبة الفهم، إنمّا من خلال أمور بسيطة يقوم بها المؤمِن مع الآخرين تُعبّر عن حبّ الله لهم ولطفه. ويُخبرنا الإنجيل أنّ يسوع قد لبّى حاجة أعمى للنّظر، وحين فتح هذا الأخير عينيه تمكّن من رؤية المسيح. إذًا، لا يستطيع الإنسان أن يرى المسيح إلّا من خلال تلبية المؤمِن لحاجات الآخرين.
على الكنيسة أن تعيش بساطة الإنجيل، وأن تعيد شرح الإنجيل للمؤمِنين ببساطة، فيتمكّنوا من عيش إيمانهم ببساطة ومن دون تزلّف. وبالتّالي، لا يجب التكلّم عن القدِّيسين وكأنّهم أشخاص خارقون للطبيعة، بل على الكلام أن يعكس واقع القدِّيسين الحقيقيّ: فالقدِّيسون هم بشر ضُعفاء نجحوا في التغلّب على ذلك الضُعف البشريّ بفضل حبّهم ليسوع. إنَّ مشكلة المؤمِن تكمن في أنّه يضع هالة عظيمة على رأس القدِّيس، كأنّ القدِّيس هو مخلوق خارقٌ للطبيعة لا كسائر البشر. نعم إخوتي، تحتفل الكنيسة بأعياد قدِّيسين غير معروفين مِن قِبَل المؤمنين لأنّهم لم يقوموا بأعمال خارقة.
إنّ المؤمنين يُحبّون الخوارق، لذا يلجؤون إلى القدِّيسين الّذين ارتبطت قداستهم بالأعاجيب، غير أنّ قدِّيسين آخرين غير معروفين، عاشوا حياة متواضعة خفيّة، جاعلين من الفقراء أسيادًا لهم، فانهمكوا في خدمتهم وتلبية احتياجاتهم. إنّ الفكرة السائدة عند المؤمنين عن الله هو أنّه إله جبّارٌ، وبالتّالي كلّ حاشيته من ملائكة وقدِّيسين هم أيضًا جبابرة. إنّ الله يرفض هذه الفكرة المغلوطة عنه عند المؤمِنين، لذا قرّر أن يُرسِل ابنه ليتجسّد بين البشر ويصبح إنسانًا مثلهم، ولكنّ البشر رفضوا القبول بالله إلهًا متجسدًا ضعيفًا، لذا أعادوه إلى سمائه ليتمكّنوا من الاستمرار بالتمسُّك بفكرة أن الله جبارٌ وبعيدٌ عن البشر، أي أنّه لا يمكن لله أن يكون مثل البشر، وكذلك لا يستطيع المؤمِنون أن يكونوا مثل الله.
في رعايتها للمؤمِنين، على الكنيسة أن تُصغيَ إلى معاناة شعبها وتسعى إلى تحمّل مسؤوليّتها تجاه أبنائها فتساعدهم على تخطّي صعوباتهم المعيشيّة، كما عليها أن تنقل إلى المؤمِنين سِيَر حياة القدِّيسين الّذين تألّموا، لا من ذهنيّة أنَّ الله هو سبب أوجاعهم، بل من ذهنيّة أنّه مهما أصابهم من الآلام عليهم أن يتحمَّلوها بفرح كما تحمَّل المسيح آلامه، فتتحوّل تلك الآلام إلى سبب لِقداستهم. إنّ المؤمنين المتألِّمين يلجؤون إلى الصّلاة والتضرّع إلى الله من أجل شفائهم، وحين لا ينالون الشِّفاء يبتعدون عن الله.
المسيح لم يتجسّد من أجل شعبٍ دون آخر، بل تجسَّد من أجل كلّ البشر من دون استثناء، وبالتّالي فإنّ الجميع مشمولون بخلاص الربّ للبشر. إخوتي، إنّ خلاص المؤمِنين لا يكون بانتمائهم إلى الكنيسة، إنّما يكون بقبولهم يسوع المسيح، ربّ الكنيسة. في نصّ تجارب يسوع في البريّة، نجد أنَّ يسوع لم يقبل بتحويل الحجارة إلى خبز، مع العلم أنّه لو فعل ذلك لكان قَبِل به اليهود، لأنّهم كانوا ينتظرون مسيحًا جبّارًا يقوم بالأعاجيب. إنّ اليهود لم يقبلوا بالمسيح، لأنّه وجدوا في بقائه على الصّليب، علامة ضُعفٍ إذ كانوا ينتظرون منه أن يُخلِّص نفسه من الصّليب وينزل إليهم، ليقبلوه في وسطهم زعيمًا أرضيًّا ومَلِكًا عليهم. إنّ المسيح لم يتجسَّد على هذه الأرض، كي يكون على مثال البشر، خاطئًا، بل تجسَّد ليجعل من البشر على مثاله، آلهةً. إنّ الإنجيل يقول لنا: إنّ اليهود يطلبون الآيات، واليونانيين يطلبون حكمةً، أمّا المؤمنون فإنّهم يجدون في الصّليب قوّة الله وعظمته.
لنُصلِّ إخوتي، كي نتمكّن من رؤية المسيح في كلّ محتاجٍ، ونتأهّب لمساعدته. إنّ المحتاج هو المسيح المولود في يومنا هذا، وهو يحتاج إلى تلبية حاجاته. إنّ المسيح يسوع قد وُلِد مرّةً في التّاريخ، ولذا إن ذهبنا اليوم إلى الأراضي المقدَّسة، فلن نجد أي مولود إلهيّ، لنقدِّم له السّجود والهدايا. إنّ المولود الإلهيّ، يسوع المسيح في أيّامنا هذه، لم يعد موجودًا في بيت لحم وحسب، إنّما هو موجود في كلّ بقاع الأرض. إنّ “بيت لحم” هي كلمة عبريّة، تعني بيت الخبز. إذًا، كي نتمكّن من رؤية المولود الإلهيّ، علينا أن نذهب إلى كلّ مَن يحتاج إلى الخبز الأرضيّ، ونُعطيه من خبزنا، فيُولَد المسيح في قلوبنا، ونتمكّن من رؤيته في بيت لحم. آمين.
ملاحظة: دُوِّنت المحاضرة بأمانةٍ مِنْ قِبَلِنا.