محاضرة للأب ابراهيم سعد، 

من المرشدين الروحيّين لجماعتنا الرسوليّة، 

عيد العنصرة،

يحظى عيد العنصرة في الكنيسة بأهميّة كبرى، كسائر الأعياد الكنسيّة، إذ إنّه يدخل ضمن سلسلة الأحداث الخلاصيّة. إنَّ عمل الله الخلاصيّ الّذي لم ينتهِ بموت المسيح وقيامته، بل استمرّ حتّى العنصرة. أمّا شعبيًّا، فقد أصبح هذا العيد في طيّ النِّسيان تقريبًا إذ إنّه لا يترافق مع احتفالات يُعبَّر فيها عن معنى العيد الروحيّ بمباهج أرضيّة، كتحضير المأكولات الخاصّة أو زِينَة معيّنة. كاد هذا العيد أن يَغيب عن ذاكرة المؤمنين لو لم يُصادف وقوعه يومَ أحدٍ.

ينبثق عيد العنصرة مِن قولِ الربّ لِرُسُلِه يوم صعوده إلى السّماء، إنّه سيُرسِل إليهم الرّوح القدس ليُذكِّرهم بكلّ ما قاله لهم وعلّمهم إيّاه، ولِيُرشِدهم إلى الحقّ كلّه. بعد عيد الفِصح، يعيش المؤمنون مرحلةً مِنَ الاسترخاء الروحيّ، لذا يأتي هذا العيد، ليُذكِّرنا باستمرارِ عملِ الله الخلاصيّ مِن خلال حلول الروح القدس على الرّسل: فالرّوح القدس مَنَحَ الرّسل القوّة والاندفاع لإعلان البشرى السّارة للخلق أجمع، وبَعَثَ في نفوسهم الحياة إذ إنّه الرُّوح الـمُحيي. بعد حلول الرّوح القدس على الرّسل في العليّة، نال بطرس الجرأة، فألقى خُطْبَتَه الأولى أمام الشَّعب، فارتدَّ مِنهم الكثيرون إلى المسيحيّة. بعد حلول الرّوح القدس، فَهِم بطرس أنّ اسمه يعني “الصّخر”، وأدرَك أنّه يستطيع القيام بأعمال أعظم مِن تِلك الّتي قام بها يسوع، متى تَجَاوبَ مع عملِ الرّوح. في العنصرة، تحرّر بطرس مِن خوفه مِنَ الصّليب، تحرّر مِن الخوف الّذي شعر به يوم الجمعة العظيمة، حين أنكر معلِّمَه أمام جارية. إنّ ما حدث مع بطرس مِن إنكارٍ للمسيح، وحصوله بعد ذلك على الجرأة لإعلان إيمانه، إثر حلول الرّوح القدس عليه في العنصرة، يُشكِّل أمثولةً لنا نتعلّم منها ونُدرِك مِن خلالها نتائج ومفاعيل الرّوح القدس في حياتنا. إنَّ الرّوح ينزع كلّ خوفٍ مِن قلب الإنسان، فلا يعود بعد الآن أيَّ وجود للخوف مِن إنسان، أو مِن موتٍ أو مِن عُزلةٍ. على المؤمِن السّعي إلى إظهار المسيح في تبشيره، لا إلى إظهار نفسه مِن خلال التبشير بكلمة الله، إذ كما يقول يوحنّا الرّسول: على المسيح أن ينموَ وعلى المؤمن أن يَصغُر. إنّ الإنسان، بطبيعته، يسعى إلى الظّهور، ولذا سيكون من الصَّعب عليه أن يسعى إلى إظهار المسيح فقط في عمله الرّسولي، غير أنَّ ذلك لن يكون مستحيلاً إن قَبِل الإنسان الرّوح القدس، وأصبح بالتّالي سُكنى الرّوح. إنّ الله يستريح في القدِّيسين وهو يجد فيهم راحته، أمّا المؤمنون الّذين لا يجتهدون للوصول إلى القداسة، فإنّ الربّ الّذي يسكن فيهم أيضًا، سيكون في قلقٍ لا على ذاته، إنّما على مصير تلك النّفوس الّتي لا تسعى للقداسة.

بعد حلول الرّوح القدس على الرّسل في العنصرة، أصبح كلام الرّسل التبشيريّ مفهومًا مِن كلّ الأمم على رغم وجود تعدّدٍ في اللّغات المحكيّة. إنّ التكلّم بالأَلْسُنِ الّذي يُشير إليه الكتاب المقدَّس حين يروي حدث العنصرة، لا يعني بالضّرورة أنّ الرّسل قد تكلّموا لغاتٍ متعدِّدة، كالعبريّة أو اليونانيّة وغيرها مِن اللّغات، إنّما يعني أنّ عِظة بطرس الّتي ألقاها بعد حلول الرّوح القدس عليه، قد وصَلَتْ إلى كافة أقطار المسكونة. أعطى الرّوحُ القدس بطرسَ قوّةً جعلَتْه يُلغي مِن حياته كلّ “الكلمات الشيطانيّة”، أي كلّ تلك الكلمات المبنيّة على الخوف. إنّ الرّوح القدس يزرع في النّفوس الحماس، فيُشجِّعُ الإنسانَ على القيام بثورةٍ على الأمور الّتي لا يرضاها لله. إنّ الثورة الّتي يزرعها الرّوح في الإنسان تتميَّز بالحكمة، فالثورة هي مشروعٌ ونَهجٌ يلتزم بهما الإنسان، وهي تعتمد على شجاعة الإنسان وتَحَرُّرِه مِن أي مَصلحةٍ. إنّ الإنسان الشُّجاع الثَّائر يدفَع ثمنَ الثّورة الّتي أطلَقها، أمّا الآخرون فينالون نتائج تلك الثّورة. هذا ما حدث تمامًا مع الرّسل: لقد مات جميع الرّسل إمّا شهداء، وإمّا تعرَّضوا للنّفي بسبب إعلانهم لكلمة الله، ولكنَّ عذاباتِهم أفاضت نِعَمًا على البشر، إذ قَبِل الكثيرون كلمةَ الله، فاعتمدوا وأصبحوا أبناءً لله.

إذًا، يقوم مفهوم العنصرة على “نَفْضِ الإنسان الغُبار عن ذاته”، كي يتمكّن هذا الأخير مِن قول كلمة الحقّ بكلّ محبّة وجرأة، قاتلاً الشيطان في حياته، الّذي يرتدي صُورًا عديدة كالكسَل والاسترخاء. إنّ قولَ الحقّ يُعرِّض صاحبه إلى الوحدة والعُزلة، فيتقلَّص عدد أصدقائه بسبب تمسُّك الكثيرين مِنهم بالباطل. على المؤمِن أن ينقل إلى الآخرين كلمةَ الحقّ بكلّ محبّةٍ وبتواضع كي يتمكّن الآخرون مِنَ القبول بها. لا يستطيع البشر قبول كلمة الحقّ إذا وَصَلتْ إليهم ممزوجة بالكبرياء والتعجرف. إنّ التواضع هو الّذي يبني الجسور مع الآخرين، أمّا الكبرياء فيهدِمها. إذًا، إنّ إيصال كلمة الحقّ إلى الآخرين متعلِّقٌ بالطريقة الّـتي يعتمدها المؤمِن في تبشيره.

عرَّف الربّ يسوع تلاميذَه بالرّوح القدس قائلاً فيه إنّه الرّوح الـمُعزّي. إنّ الإنسان الّذي ينطق بكلمة الحقّ، يتعرَّض للاضطهاد وللعزلة، ولذا هو يحتاج إلى الرّوح القدس كي يُعزِّيه كي لا يُحبَط أو ييأس. إنّ التّعزية البشريّة لا تُفيد الإنسان إلّا إذا صَدَرت مِن إنسانٍ مؤمِنٍ، حاملٍ أيضًا لواء كلمة الحقّ ويبشِّر بها. إنّ “حاملي كلمة الحقّ” يسندون بعضهم البعض إذ يتشاركون في الاضطهادات والانتقادات الّتي يُعانون منها. إنّ الفرق شاسعٌ بين الّذي ينال أجرًا ليتكلّم وينتقد الآخرين، وبين الّذي يدفع ثمن قولِه كلمة الحقّ. إنّ الرّوح القدس يدفع بالإنسان إلى قولِ كلمة الحقّ، غير أن قولَ الحقّ سيُعرِّض الإنسان للاضطهاد مِنَ الآخرين ولذا على المؤمِن ألّا ييأس أو يُحبَط، متى رأى أنّه سيكون مُحاربًا مِن أقرب المقرَّبين ومن آخرين لم يكن يتوّقع رَفْضَهم لكلمة الله، والرّسل هم خير دليل على ذلك. إنّ الرّسل قد تعرَّضوا للمحاربة أوّلاً من أبناء بيئتهم أي مِنَ اليهود قَبل أن تتمّ محاربتُهم مِنَ الرّومان والوثنيّين. إنّ بولس، أيضًا قد تعرَّض للمحاربة مِن الإخوة نتيجة قولِه لكلمة الحقّ، غير أنّ بولس لم يتراجع نتيجة ذلك بل ازداد شجاعةً في إعلان البشارة فقال في إحدى رسائله، إنّ التبشير هو فَرْضٌ عليه، وأنّ لا خيار له سوى التبشير بكلمة الله على الرّغم مِن كلّ شيء. لقد تحوّلَ خوفُ الرّسل في العليّة بعد موت المسيح، إلى شجاعة بعد حلول الرّوح القدس عليهم وما خُطاب بطرس أمام الجموع، سوى دليل على قدرة الرّوح الفاعلة في الرّسل. إنّ كلمة الله لا تصل إلى البشر بفعلِ ظهورٍ إلهيّ، أو وحيٍ سماويّ، إنّما تصل إليهم عبر كلمات إنسانٍ خاطئ. إنّ الرّسولَيْن بطرس وبولس لا يتميَّزان مِن سائر البشر بشيء إلّا في كَونِهما قد تحرّرا مِن كلّ خوفٍ يعتريهما، بفضل يسوع الّذي قَبلا به سيِّدًا على حياتهما، فمنحهما الشجاعة والقوّة لإعلان كلمته.

إنّ العالم لم يتغيّر ولن يتغيّر ما بين الأمس واليوم: فهو أي العالم سيبقى في حربٍ ضدّ كلِّ مَن يُعلِن كلمة الحقّ وينشرها بين البشر، لأنّه فَضَّل الباطل على الحقّ. وما حَدَثَ مع المسيح هو خيرُ دليلٍ على ذلك: فالمسيح قد قُتِل صَلبًا لأنّه بشَّر بكلمة الحقّ، وبالتّالي فإنّ مصير تلاميذ يسوع المسيح في عالمنا اليوم، سيكون مُشابهًا لمصير معلِّمهم في القديم. على المؤمِن الّذي ينقل كلمة الحقّ للآخرين أن يكون كـ”الجثّة الهامِدة”، فلا يتأثّر لا بالمدح ولا بالذَّم. إنّ الذَّم الّذي يناله حاملُ الكلمة يؤدي به إلى الإحباط أمّا المدح فإلى الغرور، وفي الحالتيْن لن تتمكّن كلمة الحقّ مِن متابعة مسيرتها صوب الآخرين، وهذا ما يُريده الشِّرير. إنّ المسؤوليّة متساوية ما بين الّذي يسمع كلمة الله، وبين الّذي يُعلِّمها، إذ على الاثنين أن ينقلا كلمة الحقّ كلٌّ بحسب الموهبة الّتي أعطاه إيّاها الله: التّعليم، الابتسامة، الخدمة، محبّة الآخرين، ضبط اللِّسان وصفاء النّظرة إلى الآخرين. إنّ الرّوح يُحرِّر المؤمِن مِن شُعورِه بالدُونيّة، حين يعتقد أنّ مسؤوليّة نَقلِ الكلمة تقع فقط على عاتق الكهنة والإكليروس، دُونَه. إنّ المسيح هو الأوّل، ونحن جميعًا متساوون في الواجبات والحقوق، وبالتّالي فالجميع مسؤولٌ عن سماع الكلمة وعن نَقلِها للآخرين. إنّ الله لا يطلب مِنَ المؤمنين سوى أن يكونوا شهودًا له في هذا العالم، فيعترفوا بالمسيح الّذي صُلِب على الصّليب مِن أجلهم، مسيحًا وربًّا.

إنّ الفرق بسيطٌ جدًّا ما بين الوقاحة والجرأة، فالجرأة تبقى جرأةً متى اقترنت بالتواضع، ولكنّ الجُرأة تتحوَّل إلى وقاحة متى اقترنت بالكبرياء، وبالتّالي فإنّ الإنسان هو الّذي يُقرِّر إن كان يريد التحلّي بالجرأة أم بالوقاحة. إنّ المؤمِن الّذي يتسلَّح بالكبرياء في إعلان كلام الحقّ، فإنّما هو يساوم على كلمة الحقّ ويحوِّلها إلى كلامٍ باطل، أمّا متى تجرَّأ على قول الحقّ بكلّ تواضعٍ، فإنّه بهذا الفعل، يكون قد نجح في إيصال كلمة الله إلى الآخرين. إنّ المؤمِن هو المسؤول الأوَّل عن إبادة كلمة الحقّ، فبقدر ما يكون إناءً حاضرًا لاستقبال كلمة الحقّ تنمو كلمة الله فيه وتُثمر في الآخرين؛ وبقدر ما يكون المؤمِن وعاءً رافضًا لكلمة الحقّ بكبريائه تموت كلمة الله فيه مِن دون أن تُعطي ثمارًا. إذًا، على المؤمِن الّذي يريد أن ينقل كلمة الحقّ إلى الآخرين، أن ينقلها بكلّ تواضعٍ مِن دُونِ أن يُعطيَ لنفسه صلاحيّة إدانة الآخرين على تصرّفاتهم، إذ لمجرّد إدانته الآخرين، ماتت كلمة الله في قلوبهم مِن دونِ أن تصل إلى هدفها، وَمِن دُونَ أن تُثمِر فيهم. إذًا، قد تكون تصرّفات المؤمِن إحدى الأسباب الّتي تمنع كلمة الله، كلمة الحقّ، مِنَ الوصول إلى الآخرين، ولذا نَصح بولس ابنه في الإيمان “طيموتاوس” بالمحافظة على التّعليم الّذي ناله مِنَ الأقدَمين، بتصرّفاته الحسنة. إنّ العنصرة لا تُشير إلى انتهاء مواسم الأعياد، بل إنّها تُشير إلى أنَّ الله يُعلِن الانتهاء من عَمَله، مُسَلِّمًا أمانة إيصال الكلمة إلى الآخرين، إلى كلِّ المؤمنين به. وبالتّالي، فإنّ العنصرة تُعلِن عن بدءِ جهاد الإنسان في صحراء هذه الحياة، ولذا تُعلِن الكنيسة الشرقيّة عن سلسلة مِنَ الأصوام في هذا الزّمن، وأوَّلها هو صوم الرّسل، الّذي يبدأ مباشرةً بعد العنصرة، وينتهي في التَّاسع والعشرين مِن حزيران، أي يوم موت الرّسولَيْن بطرس وبولس. وبالتّالي، تريد الكنيسة الشرقيّة أن تُذكِّر المؤمنين بأنَّ جهادهم على هذه الأرض لا ينتهي إلّا بموتهم. إذًا، إنّ حياة المؤمِن على هذه الأرض تبدأ بإيمانه بقيامة المسيح، وبحلول الرّوح القدس عليه، ولا تنتهي مسيرته الإيمانيّة تلك إلاّ بموته في هذه الأرض، لينال الحياة الأبديّة، فَمَن كان أمينًا على القليل في هذه الأرض، نال الكثير في الملكوت.

إنّ معنى عيد العنصرة يقوم على إدراك المؤمنين لحقيقة حضور الله فيما بينهم. إنّ إدراك المؤمنين لحقيقة هذا العيد تدفعهم إلى التغيير في ذهنيّاتهم القديمة، والسّلوك وِفق إلهامات الرّوح كما يقول بولس الرسول. إنّ فعل “اسلكوا” في اليونانيّة، هو “اسْتِيخِيُوا”، ويعني السير الانضباطي العسكريّ. فكما أنّ الجنود في الجيش يسيرون بانضباط وِفقًا لأوامر القائد، كذلك على المؤمنين أن يسيروا في حياتهم بانضباط وِفقًا لإلهامات الرّوح القدس. إنّ السّلوك بحسب إلهامات الرّوح القدس، لا يعني أبدًا أنّ على المؤمن الاسترخاء مِن دُونِ أن يعمل، في انتطار عمل الرّوح. إنّ الرّوح لا يعمل منفردًا بل في تعاونٍ مع الإنسان. إنّه ليس مِن باب الصِّدفة أن الرّوح في اللّغة العِبريّة تعني “الرّوح” كما تعني أيضًا “الرّيح”. فكما أنَّ الرّيح تهبّ حيث تشاء ولا يستطيع الإنسان رؤيتها، كذلك لا يستطيع المؤمن رؤية الرّوح، لكنّه يستطيع أن يرى عمله في الآخرين. إنَّ الإنسان يُدرِك إيمانيًا أنّه عليه السير وِفقَ إلهامات الرّوح، غير أنّه في حياته اليوميّة لا يعكس هذا الإيمان أبدًا، إذ يسعى بمجهوده الشخصيّ مِن دون الاتّكال على الله لتدبير كلّ ما له علاقة بحياته ومستقبله.

لقد ضاع المعنى الحقيقيّ لعيد العنصرة في عالمنا اليوم، لذا على المؤمِنين أن يتذكَّروا مِن جديد عمل الرّوح القدس، فيُدرِكوا أنَّ الرّوح القدس هو الرّوح الـمُعزّي. إنّ عمل الرّوح القدس ليس عملاً سحريًّا، بل إنّه عمل لا يستطيع المؤمن رؤيته إلّا مِن خلال ثماره في الآخرين، وثمار الرّوح تكمن في تصرّفات الإنسان مع الآخرين، وفي كلامه مع إخوته البشر.

إذًا، على المؤمِنين أن يجتهدوا فيتثَبتوا في إيمانهم بالمسيح، وأن يتجاوبوا مع الرّوح القدس الـمُعزِّي في حياتهم ويعزّوا الآخرين المحتاجين إلى كلمة الحقّ. إنّ الله يحلم منذ بدء الخلق بأن يتحقّق مشروعه في الإنسان، غير أنّه لم يتمكّن إلى الآن مِن رؤية الإنسان كما أراده، أي خليقة جديدة بالربّ. لذا على المؤمن الاهتمام بِمَن هم حوله، فيخدمهم ويحبّهم، ويرأف بهم. لا تخافوا على مصير المسيحيّين في هذه الأرض، فإنّ الله قادر أن يجعل من الحجارة أبناءً لإبراهيم. إنّ الله صادقٌ في كلامه حين قال إنّ أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة، فأبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة لا بفضل المؤمنين إنّما بفضل قرار الله بذلك. إنّ الكنيسة ليست مجموعة المؤمنين في هذا الزّمن، بل إنّها مجموعة المؤمنين الّذين سيُشير عليهم الربّ في اليوم الأخير. إنّ الشيطان في عالمنا يسكن على العرش أي في الهيكل أي في الكنيسة، ففي داخل كلّ مؤمن شيطانٌ يسيطر عليه، وكم هي متعدِّدة أنواع تلك الشياطين: شيطان المال، شيطان السُّلطة، شيطان الملذَّات، شيطان الكراهيّة والحسد، شيطان الاسترخاء والكسل، شيطان التملُّق، شيطان التزلُّم والانقسامات.

إنّ عيد العنصرة اليوم يدفعنا إلى الانتباه إلى حضور الرّوح فينا، لأنّ الربّ أَرسله إلينا كي يذكِّرنا بكلّ تعاليم المسيح. فلنطلب من الله، أن يساعدنا على تخطيّ كلّ تلك الصّعوبات الحياتيّة الّتي نعيشها، ونشهد له ولحضوره في وَسطِنا.

ملاحظة: دُوِّنت المحاضرة بأمانةٍ مِنْ قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp