محاضرة للأب ابراهيم سعد، 

الاجتماع السنويّ لمسؤولي الجماعة في الرعايا وأعضاء اللِّجان،
مؤسَّسة مار مخائيل الاجتماعيّة – سهيلة،

فليكن فيكم هذا الفكر الّذي في المسيح يسوع أيضًا” (في 2: 5) 

“إنْ كان وَعْظٌ ما في المسيح. إنْ كانَتْ تَسْلِيَةٌ ما للمَحَبَّة. إنْ كانَتْ شَرِكَةٌ ما في الرّوح. إنْ كانَتْ أحشاءٌ وَرَأفَةٌ، فَتَمِّمُوا فرَحِي حتّى تَفْتَكِروا فِكرًا واحدًا، وَلَكُم مَحَبَّةٌ واحدةٌ بِنَفْسٍ واحدةٍ، مُفتَكِرينَ شَيْئًا واحدًا، لا شيئًا بِتَحَزُّبٍ أو بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَواضُعٍ، حاسِبِينَ بَعضُكم البَعضَ أَفضَلَ مِن أَنفُسِهم. لا تَنْظُروا كُلُّ واحدٍ إلى ما هو لنَفْسِه، بل كُلُّ واحدٍ إلى ما هو لِآخَرين أيضًا. فَلْيَكُن فِيكُم هذا الفِكرُ الّذي في الـمَسِيحِ يَسُوعَ أيضًا: الّذي إذْ كانَ في صُورَةِ الله، لَم يَحسَبْ خُلسَةً، أنْ يَكون مُعادِلاً لله. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورةَ عَبْدٍ، صَائِرًا في شِبْهِ النّاسِ. وإذا وُجِدَ في الـهَيئَةِ كإنسانٍ، وَضَعَ نفسه وأطاع حتّى الموتَ، مَوتَ الصّليبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أيضًا، وأَعْطاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ.” (في 2: 1-9)

في هذا النَّص من رسالة فيلبيّ، يُخبرنا القدِّيس بولس أنَّ الربَّ يسوع لم يَسْعَ يومًا إلى إظهار ذاته، بل كان همُّه الوحيد إظهار مجد الله الآب من خلال كلِّ عملٍ أرضيّ يقوم به، ولذلك رفَّعه الله فوق كلّ بَشرٍ. إنّ الإنسان يسعى إلى إظهار ذاته متفوِّقًا على الآخرين، فيُعطي قيمةً أو “ثِقلاً” لنَفسِه أكبر من حجمه الواقعيّ. إنَّ كلمة “ثِقلٍ” هي كلمةٌ عبريّة الأصل، وتعني المجد، وبالتّالي عندما نقول “ثِقْلُ الله”، نقصد بذلك مجد الله، أي حضوره في وَسَطِنا. إنَّ الله لا يحتاج إلى صلاتِنا كي يُظهِر مجده، ولكن حين نتلو صلاة الأبانا، قائلِين: “ليتمجَّد اسمك”، فهذا يدلّ على إدراكنا لمجد الله في حياتنا الشخصيّة، إذ أمام مَجدِه الإلهيّ يزول كلُّ مجدٍ أرضيّ.

هذا هو فِكر المسيح، الّذي تكلَّم عنه بولس الرَّسول في هذه الرِّسالة، والّذي دعانا إلى التَّحلي به. كان المسيح يسوع على اقتناعٍ تامّ أنَّه حقًّا ابنُ الله، ولذا لم يكن هَدَفُه من أعماله العظيمة مع البشر إثبات تلك الحقيقة، إنّما إظهار مجد الله الآب. أمام قناعة يسوع بحقيقته هذه، نَطرَح السؤال على ذواتنا: هل نملك، نحن المؤمِنِين، تلك القناعة الرّاسخة بأنّنا حقًّا أبناء الله؟ إنّ الجواب السلبيّ على هذا السؤال، هو دليلٌ قاطع على وجود إشكاليّة في إيمان الإنسان، وهذه المشكلة لا حلَّ لها إلّا مِن خلال اكتساب هذا الأخير القناعة بأنّه فِعلاً ابنُ الله. في هذا النَّص، نقرأ العبارة القائلة إنّ يسوع ” لَم يَحسَبْ خُلسَةً، أنْ يَكون مُعادِلاً لله”، أي أنّه لم يَعُدَّ مساواته لله غنيمة. إنّ الغَنِيمة هي ما يسرقُه المقاتل أثناء وجوده في الحرب، ويحتفِظ به إلى حين عودَتِه منتصرًا إلى دِياره. من خلال هذا النَّص، يدعونا بولس الرَّسول، إلى الاقتناع بِبُنُوَّتِنا لله، وبالتّالي إلى عدم السَّعي لاختلاسِ شيء، إذ إنّنا نملك كلّ شيء. إنّ السّارق هو إنسانٌ يفتقد إلى القناعة الكافية بأنَّه يملك كلّ ما يحتاج إليه للاستمرار في هذه الحياة، لذا يقوم باختلاس بعض ممتلكات الآخرين. إنّنا أبناء الله، أي أنّنا نملك كلّ شيء، وبالتّالي لا حاجة لنا لاختلاس أي شيءٍ، ولكنّنا للأسف، على الرُّغم من ذلك نقوم باختلاس كلّ شيءٍ لأنّنا لا نملك القناعة الراسخة بأنّنا في الحقيقة أبناء الله. 

إنَّ بولس يُخبر أهل فيلبيّ أنّهم سبب فَرَحِه وافتخاره أمام عرش الربّ، إذ إنّ ثباتهم في الإيمان الّذي قَبِلوه منه، سيكون الدَّليل الواضح على نجاحه في مهمَّتِه التبشيريّة. ونحن مدعوِّون اليوم إلى متابعة رسالة بولس التبشيريّة من خلال نَقلِ البشارة للآخرين، كي ينال هؤلاء الخلاص بالربّ يسوع. إنّ المسيحيّين في عالمنا اليوم، يفتقرون إلى فِكر المسيح إذ إنّ تصرُّفاتهم مع الآخرين لا تعكس حقيقة إيمانهم بالمسيح الّذي مات وقام من الموت، بل تُظهر الحاجة الـماسَّة إلى دَحرجة الحجر عن باب القبر فتتحقَّق القيامة في حياتهم.
إنّ الفِكر هو كلّ ما هو موجود داخل رأس الإنسان، ويدفعه إلى الحركة، بعبارةٍ أخرى، إنّ الفِكر هو الذهنيّة الّتي يعتمدها الإنسان في مسيرة حياته الأرضيّة. إذًا، إنّ تصرّفات الإنسان الصّالحة في هذه الحياة، تعكس انسجامه مع الذهنيّة الّتي يعتمدها نهجًا لمسيرته الأرضيّة. غير أنّ الأمر ليس كذلك على الصَّعيد الروحيّ، إذ ينطق الإنسان بِمبادئ الإنجيل وقِيَمِه، ولكنّه يتصرّف بعكسها تمامًا، فيكون سلوكه في الحياة مُخالفًا لِـمَا يؤمِن به، وهذا ما يسمّى “انفصامًا روحيًّا”. هذا ما اختبره الشَّعب اليهوديّ تمامًا إذ كانت حياتهم خارج الهيكل لا تعكس إيمانهم بالله: فحياتهم خارج الهيكل تخضع لأهوائهم ونزواتهم؛ أمّا في الهيكل، فكانوا يُحاوِلون استرضاء الله من خلال تقديمهم الذبائح التكفيريّة عن خطاياهم. إنّ هذا الفِكر اليهوديّ لا ينسجم أبدًا مع فِكر المسيح: فَكُلَّما تعاظم إحساسُنا بحواسِنا، كلّما كان فِكرنا أقرب إلى الفِكر اليهوديّ؛ وكُلَّما تضاءل هذا الإحساس بحواسِنا، كُلَّما كان فِكرنا أقرب إلى فِكر المسيح، وبالتّالي كان ذلك علامةً على سُلوكِنا في الطريق المستقيم، طريق الربّ. على المؤمِن عدم الانجراف وراء حواسه، فيتفاخر بها أمام الآخرين، مُعطِيًا إيّاها قيمةً أكبر من حقيقتها. 

في هذا الإطار، يقول لنا بولس الرَّسول إنّ الّذي يعتمد فِكر المسيح في حياته هو إنسانٌ يفكِّر في الآخرين أكثر من تَفكيره في ذاته. وإليكم مِثالاً توضيحيًّا على ذلك: حين يتسلَّم المؤمِن مسؤوليّةً في جماعةٍ كنسيّةٍ معيَّنة، يوظِّف هذا الأخير كلّ إمكانيّاته وطاقاته من أجل إنجاح كلّ عملٍ روحيّ في هذه الجماعة، إذ يعتبر المؤمِن أنَّ نجاح هذا العمل يعكس نجاحه في مسؤوليّته، وبالتّالي هو يبحث عن مجده الخاصّ لا عن مجد الله في ما يقوم به، وهذا هو الفِكر اليهوديّ تمامًا. أمّا حين يتسلَّم آخرٌ تلك المسؤوليّة في الجماعة عينها، فإنّ المسؤول الجديد يواجه عدم مبالاةٍ وعدم مسؤوليّة من المسؤول السَّابق، إذ إنَّ العمل الروحيّ يُظهر نجاح المسؤول الجديد، لا تَفوُّق المسؤول السَّابق الّذي يشارِك في العَمل. وبالتّالي طالما أنّ العَمل الروحيّ الجديد لا يُظهِر تفوُّق المسؤول السّابق في الجماعة، لا يشعر هذا الأخير بمسؤوليّته في إنجاح هذا العَمل الروحيّ. إنّ المسيح لم يَسعَ يومًا إلى إظهار مجده الخاص بل إلى إظهار مجد الله، وبالتّالي على المؤمِن التيَقُّظ والانتباه فلا يكون هَدَفه الأوّل من مشاركته في أيّ عملٍ روحيّ إظهار مجده الخاصّ بل مجد الله، حتّى ولو كلَّفه ذلك الموت على الصّليب، تلك الميتة الّتي ترمز إلى العار، إذ إنّها ميتة العبيد.

أن يكون للإنسان فِكر المسيح، فهذا يعني أن يُخضع الإنسانُ جسدَه لإرادة الله، لا لأهواء هذا العالم. كُثُرٌ هم المؤمِنون الّذين يجدون صعوبةً في ذلك، فيتراجعون عن مسيرتهم الروحيّة عِوَض التخلِّي عن أهواء هذا العالم. وهنا يُطرَح السؤال: ما هو الأهمّ في حياتي: إرادة الله أم أهواء هذا العالم، مَجدُ الله أم مجدي الخاصّ؟ فإذا كان همُّك الأوّل مجد الله، فإنّك ستشعر بمسؤوليّتك في إنجاح أيّ عملٍ روحيّ تُشارِك فيه حتّى وإن لم تكن أنتَ المسؤول الأوّل عن تحضيره. 

أمّا إذا كنتَ فضَّلت مجدك الشَّخصيّ على مجد الله، فإنّك ستُلقي مسؤوليّة وجود أي تقصيرٍ في هذا العمل، على الآخرين، متخلِّيًا عن مسؤوليّتك في إنجاح هذا العمل. مَن يملك فِكر المسيح، لن ينظر إلى العمل الّذي يقوم به على أنّه وظيفة، فتكون مسؤوليّته عن هذا العمل محدودة ضمن ساعات العمل وحسب، بل يشعر بأنّه مَعنيّ في إنجاح هذا العمل، فيبذل كلّ جُهدِه لإنجاح هذا العمل، حتّى ولو لم يكن ذلك من مسؤوليّته المباشرة. هذا هو المقياس الّذي يمكننا الاعتماد عليه للتمييز ما إن كان فِكرنا يخضع لأهواء هذا العالم، أم لإرادة الله. إذًا، على المؤمِن قَول كلمة الحقّ، كلمة الله للآخرين، حتّى وإن لم تَنل تلك الكلمة استلطاف السَّامِعين إذ لا تنسجم مع أهوائهم الأرضيّة، ولكنْ بطريقة لطيفة وبنّاءة للآخرين، لا بطريقة جارحة وهدّامة لنفوسِهم. فهل رأيتم يومًا حبًّا لا يُسبِّب جروحًا للمحبوب؟ إنّ أكبر دليل على الجروحات الّتي يُسبِّبها الحبّ هو حبّ المسيح للبشر الّذي قاده إلى قبول الموت على الصّليب، ليُعبِّر بذلك عن محبّته لهم.

إنّ محبّتنا للآخرين يجب أن تكون على مِثال محبّة الله لنا: فإنْ لم تكن كذلك، فهذا يدلّ على أنّنا لا نزال في يهوديّتنا وبالتّالي هناك ضرورة إلى الاعتماد مجدّدًا، لا معموديّة جسديّة كالّتي نِلناه في صِغرنا، إنّما إلى معموديّة الفِكر من خلال قراءة كلمة الله والتأمُّل بها. إنّ معموديّتنا في الصِّغَر، هي معموديّة الماء إذ يرشّ الماء على جسد الإنسان الخارجيّ، أمّا معموديّة الرُّوح بكلمة الله، فتدخل إلى أعماق الإنسان وتغيِّره من الدَّاخل. إنّ معموديّة الماء ينالها الإنسان مرّة واحدة في حياته إذ إنَّ وَسْمَها لا يُمحى، أمّا معموديّة الرُّوح فهي معموديّة يوميّة بكلمة الله. يكتشف الإنسان حاجته إلى معموديّة الرُّوح، من خلال فَحصِ ضميره يوميًّا، فيقوم بمراجعة أحداث يومِه، فيُدرِك تقصيره في محبّته للآخرين، فيسعى إلى تنميَتها من خلال تأمُّله بكلمة الله، الّـتي تطَهِّره من كلّ نواقصه وتشفيه من كلّ داءٍ روحيّ، فيتَّخِذ القرار بتحسين مسيرته في اليوم التّالي. هذا هو فِكر المسيح الحقيقيّ. 

ليس الإنجيل كِتابًا يشرِّع لنا أهواءنا الأرضيّة، بل هو كتابٌ يهدِف إلى تصحيح الفكر الإنسانيّ الممزوج بأفكار هذا العالم. على المؤمِن أن يكون وسيلةً يُحقِّق الله من خلالها مشيئته للبشريّة كلِّها. عندما تتَّخِذ جماعةٌ معيّنة تدابير إداريّة جديدة، فإنّها تتَّخذها بُغيَة تحسين مسيرتها الإيمانيّة، وبالتّالي على المؤمِن القبول بها إنطلاقًا من بَحثه عن مجد الله لا عن مجده الشَّخصيّ فيها. إنّ اتِّخاذ المواقف السلبيّة من الآخرين نتيجة إعلانهم كلمة الله الّتي لا تنسجم مع أهوائنا وآرائنا، هو عملٌ شيطانيّ بامتياز، إذ لا يُعبِّر عن فِكر المسيح، فالمسيح يدعونا إلى التأمّل في كلمة الله والتّفاعل معها، فنكون شهودًا حقيقيّين لها. حين يتحلّى المؤمِنون بفِكر المسيح، يتحوّلون إلى أناجيل متحرِّكة في عالم اليوم. على المؤمِن عدم إضاعة الوقت الـمُعطى له في هذه الحياة، في البكاء على خطاياه، فتتحوّل إلى حاجزٍ تمنعه من البشارة بكلمة الله. إنّ مَهمَّة المؤمِن تكمن في التبشير بكلمة الله، فيتمكّن مجد الله من الظَّهور للآخرين، فيؤمِنون بكلمة الله وينالون الخلاص.

إنّ المؤمِن يُظهر مجد الله للآخرين، حين يُعلِن أنّ الله قد أحبّه على الرُّغم من خطاياه الكثيرة، ولم يتردَّد في ضمِّه إلى قلبه على الرُّغم من خياناته المتعدِّدة. إنَّ الله يغسِل الإنسان من خطاياه ويطهِّره منها بواسطة كلمة الله، فيستعيد الإنسان حالته الأولى، حالة النَّقاء الّتي كان فيها قبل ارتكابه الخطايا. على المؤمِن عدم الاستقالة من دَورِه في الجماعة، إذ إنّ هذا الفِكر لا يعكس فِكر المسيح بل فِكرًا يهوديًّا باليًا. إنّ الفرق شاسِعٌ بين وظيفة الإنسان في جماعةٍ معيّنة، ودَورِه في هذه الجماعة نفسها: إذ يمكنه الاستقالة من وظيفتِه حين يأتي آخر لاستلامها، أمّا دَوره فلا يمكنه الاستقالة منه، لأنّ لا أحد يستطيع أن ينوب عنه، فمسؤوليّة الجميع تكمن في إظهار مجد الله، مهما كانت وظيفته. على المؤمِن اقتبال معموديّة الرُّوح، فيتحلّى بفِكر المسيح، ويكون مستعدِّا لمحبّة الآخرين، حتّى ولو قاده ذلك إلى معانقة الصّليب. 

فكلّما ازداد حبّك للآخرين ازداد عطاؤك لهم، وحين يصل حبُّك لهم إلى الكمال، تكون على استعدادٍ كاملٍ لتقديم ذاتك فِداءً عنهم، كما فعل الربّ يسوع على الصّليب تعبيرًا عن حبِّه للبشر. إنّ الشيطان ينجح للأسف، في الكثير من الأحيان، في بثّ شُعور التقصير عند المؤمِنِين ممّا يؤدِّي إلى شعورهم بالإحباط، والتراجع عن مسيرتهم التبشيريّة بكلمة الله. إنَّ شعور الإنسان بالإحباط، يجعله غير قادر على رؤية الحجر مُدحرجًا عن باب القبر، أي أنّ الإحباط يدفع الإنسان إلى البقاء في حالة الموت التّي يُعاني منها، دون تمكُّنه من الوصول إلى القيامة. إنّ بعض المؤمِنِين قد يشعرون بالإحباط نتيجة عدم حصولهم على المجد الأرضيّ من الآخرين فيقرِّرون الاستقالة من مسؤوليّاتهم في الجماعة، أقول لكم إنّ هذا الإحباط هو مزيَّف إذ ينطوي على كبرياءٍ غير ظاهرٍ للعلن، وهذا يتنافى مع فِكر المسيح. إنّ الكتاب المقدَّس يقدِّم لنا أمثلةً كثيرةٍ عن أنبياء قرّروا التّراجع عن مسؤوليّتهم في البشارة بسبب خطاياهم أو شعورهم بالتَّقصير ولكنَّ الربّ تدخَّلَ في حياتهم وحثَّهم على الانطلاق في مسيرة التبشير. 

إنّ الربّ قد اختار أشعيا لإرساله في مهمَّة إعلان كلمة الله للشَّعبن ولكنّه تردّد بسبب خطاياه، فقام الربّ بتطهيره منها من خلال الجمرة الّتي أرسلَها له من المذبح مع الملاك، فانطلق عندئذٍ أشعيا في البشارة دون خوفٍ. كذلك الأمر مع إرميا، الّذي قرّر التراجع عن مسؤوليّة في إيصال البشارة للآخرين بسبب حداثة سنِّه، ولكنَّ الربّ شجَّعه حين أخبره أنّه قد اختاره لهذه الرِّسالة منذ أنْ كان في حشا أمِّه. إنَّ بولس الرَّسول قد شجّع تلميذه تيموثاوس على الانطلاق في البشارة بكلِمة الله ليكون قدوةً للآخرين فيشهد للمسيح، طالبًا منه عدم الاستهانة بحداثة سنِّه. إذًا، لا فائدة من إضاعة الوقت في انغماسكم الزائد في أحاسيسكم، ولننطلق إلى البشارة بالمسيح، كي لا يموت أيّ إنسانٍ في هذا العالم بسبب نقص محبّتنا له.

ملاحظة: دُوِّنت المحاضرة بأمانةٍ مِنْ قِبَلِنا.

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp