انطلاقة جماعة “أذكرني في ملكوتك”،
كنيسة مار شربل – عمان، الأردن.
كلمة افتتاحيّة للمونسنيور جورج شيحان، خادم الرعيّة،
” أيّها الإخوة الأحبّاء،
سلام الرّب يسوع معنا، في هذه العشيّة المباركة؛ باسم صاحب السّيادة، المطران بولس الصّيّاح، النّائب البطريركي للمملكة الأردنيّة الهاشميّة، السّامي الاحترام، باسم كهنة وأبناء الرّعيّة في الأردن، يسعدنا ان نستقبلكم، في هذا الصّرح الماروني، رعيّة القدّيس شربل.
أيّها الإخوة الأعزّاء، والضّيوف الكرام،
جئتم من لبنان، لتصلّوا معنا باسم جماعة روحيّة، أرادت أن تحيا الإيمان بيسوع المسيح المخلّص والمعلّم والقائم من بين الأموات، جماعة: “أذكرني في ملكوتك”.
تناديتم من عدّة مناطق ورعايا، يصحبكم كهنة أفاضل، أعزّاء؛ وما هذا اللقاء حول المائدة المقدّسة، في هذا الاحتفال الإفخارستي، إلاّ لتنقلوا لنا خبراتكم الرّوحيّة والمعنى الحقيقي للصّلاة والتّواصل مع من سبقونا للحياة الأبديّة، أمواتنا المؤمنين؛ فأهلاً وسهلاً بكم في رعيّتكم وبين إخوتكم.
أودّ أن أوجّه الشّكر أوّلاً لله، الذي أمّن لنا هذا اللقاء، والشّكر ثانياً للسيّدة جانيت الهبر المناضلة من أجل إحياء وتفعيل الهدف الذي من أجله تمّ تأسيس وإطلاق جماعة ” أذكرني في ملكوتك” الرّوحيّة، ومعها لكلّ من يهتمّ من كهنة وإخوة وأخوات كرام. كما نشكر السّيّدة نبيهة يزبك على أدائها الرّائع، للتّراتيل التي سمعناها والتي سوف نسمعها، هذه التّراتيل التي تسبّح وتمجّد الله، ليلهمنا جميعا لما فيه تمجيده تعالى وخلاص نفوسنا بشفاعة العذراء مريم، والقدّيس شربل، وشكرا.”
ثمّ تلت كلمة الخوري جوزيف سلّوم التي جاء فيها أنّ الموت حقيقة حتميّة تقف على أبوابنا كلّ يوم وكلّ دقيقة، ويقرعها من دون استئذان وبدون انتظار ويبدّل الكثير في حياتنا. لكن وبما أنّنا قياميون فنظرتنا وقراءتنا للموت، تختلف عن نظرة الآخرين إليه وقراءتهم له.
فهدف الجماعة هو أوّلاً خلاص نفوسنا، وثانياً، عدم نسيان موتانا، فنكون في شراكة بين كنيسة الارض وكنيسة السّماء، للاتّحاد بموتانا والصّلاة من أجلهم. وهذا ما يستدعي تنشئة تنظّمها الجماعة لمرافقة المرضى المشرفين على الموت، وتجديد النّظرة إلى رعويّة الموت، عبر تبديل كيفيّة التّصرّف عند حالة الوفاة من الوثنيّة القديمة إلى المسيحيّة الجديدة في الرّجاء بيسوع المسيح القائم من بين الأموات.
كما عرّف برسالتنا الشّهريّة “إلى إخوتي الخمسة”، وبأعمال الرحمة، ونوّه بتأسيس مركز الجماعة الجديد بعد انتشارها في أربعة عشر فرعاً في لبنان منذ تأسيسها في 1-6-2006، ويتأمّل خيراً في انطلاقها في إفريقيا ولندن.
وختم كلمته بشكر المطران بولس الصّيّاح، والمونسينيور جورج شيحان، والآباء الحاضرين.
عِظة القداس الإلهيّ للمطران بولس الصياح، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدّسة.
باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين
أمّا العظة فكانت للمطران وقد استهلّها بالتّعبير عن شعوره بفرح عميق لاستقبال الجماعة في ما بينهم، ولدخول جماعة “أذكرني في ملكوتك” إلى النيابة البطريركيّة في الأردن، راجياً دخولها إلى سائر أنحاء الأبرشيّة كالقدس وبيت لحم والنّاصرة، تاركاً ذلك لرعاية الله وتدبيره.
وقد دارت عظته حول موضوع ” الصّلاة الحقيقيّة”، التي وضّحها قائلاً إنّها تلك العلاقة الحميمة التي تجمع الإنسان بيسوع المسيح والثّالوث الأقدس، وذلك تتويجاً للاحتفال بزمن العنصرة، زمن انتشار رسالة المسيح.
وقد أشار إلى أنّ رسالة المسيح تتخطّى كونها مجموعة من الحقائق والأفكار والقيم، إلى أن تكون “علاقة خاصّة” بيسوع المسيح الذي أتى ليتبنّانا ويجعلنا إخوة له.
أمّا مرتكزات هذه العلاقة فهي احترام الآخرين ضمن علاقتنا الأفقيّة بأخينا الإنسان، والتّواضع في عبادتنا لله ضمن علاقتنا العموديّة بالرّب، وذلك بحسب مثل العشّار في الإنجيل.
ونحن الذين نعيش هذه العلاقة مع الرّب نعرف أنّها لن تكتمل في حياتنا على هذه الأرض، بل عندما نلتقي به بعد الموت والقيامة، أي عندما نعيش هذه المجالسة على حقيقتها التي نتحوّل من خلالها لنصبح في قلب الله وفي كيانه. فنحن بحسب قول القدّيس بولس في صراع على هذه الأرض، في واقع غير نهائي، في مسيرة، ولكنّنا واثقون من الانتصار بتلك العلاقة الخاصّة مع الرّب.
وأضاف المطران أنّ معظمنا لا يعرف كيف يخلق هذه العلاقة مع الرّب، لذا فإن الرّوح القدس يقوّينا ويساعدنا. ونحن عندما نقول:”ليأت ملكوتك”، إنّما نطلب من الرّب تقويتنا لنتابع المسيرة نحو الملكوت الحقيقي؛ وعندما قال لصّ اليمين: “أذكرني في ملكوتك”، إنّما طلب من المسيح أن يساعده لكي يكون في الله؛ فأن أكون في الملكوت هو أن أكون في صميم قلب الله.
وقد ختم المطران عظته بالدّعاء للرّب كي ينمي جماعة “أذكرني في ملكوتك” لأنّها جماعة خير تذكّر الإنسان بالملكوت لأنّه لم يُخلق ليكون في الدّنيا بل في قلب الله.
وقد انتهت الذبيحة بإلقاء السيدة جانيت مخايل الهبر كلمتها، “رسالتنا…” على الحاضرين وفحواها كيفية نشوء الجماعة وماهيّتها ودعوتها، وتلا القدّاس لقاء بأبناء الرّعيّة، وتقديم شعار الجماعة للمونسينيور جورج شيحان وسط أجواء الفرح والسّرور.
ملاحظة: دوّنت العظة بأمانةٍ من قبلنا..