شهادة حياة للسيّدة انتصار داغر،

منسّقة عمل جماعة “أذكرني في ملكوتك” في رعيّة مار تقلا – المروج. المتن.

“إنّ الراحة الأرضيّة زمنيّة، أمّا الرّاحة السّماويّة فأبديّة”

كنتُ أتساءل دومًا: هل مِن راحةٍ أبديّةٍ لأمواتنا الذين انتقلوا من هذه الدنيا؟ فأدرَكتُ الجواب، من خلال صلاتِنا لأجلِهم، مع جماعة “أذكرني في ملكوتك” بِأنهم ليسوا أمواتًا بل أحياءٌ بالمسيح، وقد عبروا إلى الحياة الأبديّة.

في القدّاس الإلهيّ، كنت لا أبالي عندما أُصغي إلى ذِكر أسماء الراقدِين؛ لكنّني الآن فَهِمتُ جيِّدًا من خلال خِدمتي لرسالة جماعة “أذكرني في ملكوتك” ما معنى أن نَذكُر أسماءَهم، وبخاصةٍ عندما صرتُ أنا أقرأ أسماءَهم وتدور في ذِهني صُوَرُهم وأُحسّ كأنَّهم أصبحوا حاضِرين مَعي يشاركونني في القدَّاس، أصلّي مَعهم ولأجلهم، وفي داخلي فرحٌ لا يُوصَف. 

نعم، أمواتُنا رحلوا وغابَت وجوهُهم، ولكنَني ما زلت أشعرُ بوجودِهم مَعي في كلّ وقتٍ، فإنّهم ليسوا أمواتًا بل راقدون بالقائم من الموت. بحسب قوله: “لَيْس الله إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ” (مت 32:22).

عند فراق الأحبّة، أشعر بالحزنِ الشديد ولكن صار في داخلي سلامٌ ورجاءٌ كبيرٌ. أرافقُهم في الصّلاة، ودومًا أُصلِّي لأُكمِل مسيرةَ حياتي على الأرض وألتقي، حينَ يأتي يوم الربّ، بالأشخاص الّذين اُحبُّهم وقد سبَقونا إلى السَّماء، إلى الراحة الأبديّة مع القدِّيسِين الأبرار. هكذا أيْقنْتُ أنّ الراحة الأرضيّة زمنيّة، أمّا الرّاحة السّماويّة فأبديّة، حيث لا فَقرٌ ولا جوعٌ، ولا مرَضٌ ولا حزنٌ، “بل بِرٌ وفرحُ وسلامُ في الروح القدس” كما قال القدّيس بولس الرسول (رو 17:14).

إنَّ القدَّاس الإلهيّ الشَّهريّ لأجل راحة نفوس موتانا ضروريّ جدًّا لنا، فالمؤمِنون يَنتظرونه، ليَذكروا أحبّاءهم، وكلّ الذين لا يذكرهم أحدٌ، “الأنفُس المنقطعة”، ويَتّحدون بهم في سرّ الإفخارستيَا، ليَحيوا معًا في شركة القدّيسِين في الصّلاة والمحبة، وهنا ألاحظ فرحَ الإيمان والتعزية الذي يَرتسم على وجوههم.

فطوبى للموتى الذين يموتون في الربّ، فإنّ لهم ملكوتَ السّماوات.

كلّ الشكر للربّ على رسالة جماعتنا “أذكرني في ملكوتك”، سائلِين الله تعالى أنْ يمدّنا بالصّحة والعافية ويَعضدُنا بمواهب الرّوح في خدمتِنا الرسوليّة في رعايا لبنان ودُوَل الانتشار. المسيح قام، حقًا قام!

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp