تفسير الكتاب المقدّس،

الأب ابراهيم سعد،

إنّ هذا المقطعَ من الإصحاحِ السّادس من إنجيلِ مرقس، يَطرحُ جدلاً كبيرًا، سنُحاولُ معالجتَه معًا. إنّ وَطنَ الربِّ هو ناصِرةُ الجليل. وكانت هذه المدينةُ مكروهةً من اليَهود، لأنّها كانت تَضُمُّ يَهودًا ووثَنيّيِن؛ وقد قام الوثنيُّون فيها بإدخالِ عباداتِهم وعاداتِهم إليها ممّا جعَلَها مدينةً نَجِسَةً، بالنِّسبةِ إلى اليَهود. وهنا، نتذكَّرُ قَولَ نتنائيلَ في إنجيلِ القدِّيس يوحنّا:”أمِنَ النَّاصرة يُمكِنُ أن يَخرجَ شيءٌ صالح؟”(يو 1: 46). في هذا المقطعِ، لم يكنِ الربُّ قد اختارَ تلاميذَه، فالقدِّيس مرقس سيُخبرُنا عن دعوةِ الربِّ لهم في ما بعد. لقد تعجَّبَ رؤساءُ اليهودِ وكهنَتُهُم مِن الحِكمةِ والسُّلطانِ اللّذَين يَتمتَّعُ بهما الربّ...للمزيد

في القِسم الثَّاني من الإصحاحِ السَّادس، أي في هذا النَّصِ الّذي نُناقِشُه اليوم، يُخبرُنا الإنجيليّ مَرقس أنّ َالعهدَ القديم قد انتهى بِمَوت يوحنَّا المعمدان مقطوعَ الرَّأس، وأنَّ العهد الجديد قد بدأ مع الربِّ يسوع الّذي قام بإطعامِ الجموعِ الّتي تتبَعُه. وقد وَصفَ الإنجيليّ مَرقس هذه الجموعَ المحتَشِدةَ حول يسوع، قائلاً فيها: ” كَانُوا كَخِرَافٍ لا راعِيَ لَها” (مر 6: 34). إنّ هذه العبارةَ تُذكِّرُنا بالنبيّ حزقيال والنبيّ إرميا اللّذين أخبرانا أنّ اللهَ سيُرسِلُ راعيًا لِشعبه؛ وها هو مرقسُ اليومَ يُعلِنُ تحقيقَ تِلك النُّبوءةِ بِمَجيء الرَّاعي الحقيقيّ، يسوعَ المسيح، الّذي بدأ برعايةِ شعبِه مِن خلال مُعجزةِ الخُبزات الخَمس والسَّمكَتين...للمزيد

Instagram
Copy link
URL has been copied successfully!
WhatsApp