شهادة حياة للسيّدة تريز مدوّر،
منسّقة عمل جماعة “أذكرني في ملكوتك” في رعيّة سيّدة الانتقال – عينطورة، كسروان، لبنان.
“ابني فنسان كان وجودو نعمة، وانتقالو نِعمة”
الله معكن، أنا تريز مدوّر، من عينطورة كسروان، امّه لـ”فانسان”، يللي صار من أبناء السّماء، كان عمره 19 سنة ونص وقت يللي انتقل من الحياة الزمنية. “فانسان” كان تلميذ بالجامعة، ملتزم بجماعة روحيّة “الفوكولاري”، وبيخدم القدّاس كل أحد.
فجأةً، المرض دَقّْ بابنا، ابني الوحيد “فانسان” مريض، صلّينا كتير وطَلَبْنا كتير تيشفى”فانسان”. و”فانسان” صلّى وطلب من يسوع، وكان في حدّ تختو صورة لقلب يسوع، وانا ما كنت عم صدق انه ابني معه سرطان كتير قويّ وسريع، لنهار يللي ترَكْنا في 1 شباط 2012، وكان عيد دخول المسيح إلى الهيكل. وقتها كانت الصدمة الكبيرة، وحسِّيت وِقْفِت الدِّيني وكان الحزن بقلبي كتير عميق، ولكن شعرت بالوقت ذاتو إنو كان في بداخلي سلام، ما بعرف أوصفو.
بعد شهرين، لبِّيت دعوة للمشاركة بقدَّاس لجماعة “أذكرني في ملكوتك”، بعد إلحاح وإصرار من أحدى السيّدات الملتزمة بخدمة الجماعة، وأنا بهالقدَّاس شعرت بتَعزية سماويّة، وحسِّيت بسلام داخلي، لأنّو حسِّيت بحضور فنسان غير المنظور، وشعرت لازم كون هون، وأدركت أهميّة المشاركة بالقدّاس لراحة نفوس موتانا.
سعِيت مع كاهن الرعية حتى ننطلق بقداس شهري من أجل أمواتنا في رعيّتي عينطورة، بعناية الله وببركة أمّنا مريم، سيّدة الانتقال، انطلقت الرسالة بأوّل قدَّاس، في 27 أيلول، كان عيد مار منصور، ومن هون بلَّشت إفهم، مِن بَعد ما كنت إسأل ليش نحن وليش “فانسان”؟ فهمت وعْرِفِتْ الجواب، من السّماء أجِتْ التعزية الكبيرة، ولا مرّة فكَّرت إنو بيجي يوم ونصلِّي لأمواتنا.
صِرت بنتظر كلّ آخر خميس بالشَّهر، تنلتقي بهالقدَّاس، كنت حسّ بفرح ما بقدر أوصفه، بشراكة بين أهل السّماء وأهل الأرض، في الذبيحة الإلهيّة.
كنت أفرح كتير لـمّا بيجوا ولاد بيقولولي: “تانْت، فينا نذكر اسم تيتا واسم جدّو بالقدّاس؟”. وفي كتير من أبناء الرعية بيقولولي بالقدّاس: “تيرا، صرنا نتذكّر أمواتنا، صرنا نعيش الرَّجاء كلّنا مع بعض”.
صرت أنا إدعي النّاس المحزونين، تيجوا يصلّوا معنا لأجل أهلِنا وأحبائنا المنتقلِين منا، اتِّصل فيون، تعوا شاركونا القدَّاس، تعوا تنصلِّي سوا، ويكون كل واحد منّا سند للآخر، كلّ واحد من المؤمنين كان ينال تعزية، ومن وقتها صار ضُعف النّاس عم ينقلب لقوّة، من خلال ضمّ جرحن لجرح يسوع على صليب القيامة.
يسوع بيحكي كلّ واحد منّا، بس نيّالو يللي بيسمعلو. تغيّرت كتير حياتي، بالتزامي مع جماعة “اذكرني في ملكوتك” يللي حضنتني بعد انتقال ابني “فنسان”، صرت صلِّي أكتر، تعمّقت أكتر بالإيمان، صار عندي نِعمة الرّجاء. بالرغم من إنو بشتاق كتير لابني، ببكي، بس صرت ابكي برجا وإيمان، وعيت على موضوع الموت، وفهمت شو يعني كلام الربّ في الإنجيل:”مَن امن بي وإن مات فسيَحيا” (يو 25:11). يسوع وَعَدنا بالحياة الأبدية، أبعد من الحياة الأرضية. نحنا قدّ ما نتعذّب وقدّ ما تكون عذاباتنا كبيرة، ما بيطلعو قدّ حبِّة عدس من آلام يسوع.
حُبّ الربّ يسوع اختبرتو بضعفي وظلمتي، ووعيت ع حبُّو ورحمتو الي. أنا كنت بعرفو بس مش هالمعرفة، لازم نتعلَّم نحبُّو دون مقابل، واكتر شي نحبُّو في الضّيق والمرض والحزن. ومِتل ما قال: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبِين وحامِلِي الأثقال وأنا أريحكم” (مت 28:11).
نعم، ابني “فانسان” وَرَّتنا الصّلاة والقدَّاس، بدل ما نوَّرْتُو الأرض والأملاك، واختَبرت بالرُّغم من كلّ شي، أنو كان وجودو نِعمة، وانتقالو نِعمة.
المسيح قام، حقا قام!