افتتاح المركز الرّوحيّ لجماعة “أذكرني في ملكوتك”
زوق مكايل – جبل لبنان، كسروان،
أهمّ ما جرى في افتتاح مركزنا الرّوحي – زوق مكايل، كسروان:
ميلادنا عابق بالفرح والشّكر للنّعمة الإلهيّة التي جعلت من الحلم النّائي، والسّراب الواهي، حقيقة قريبة لمسناها بأيدِينا هذه، إنّه افتتاح مركزنا الرّوحي في زوق مكايل بحضور كلّ من المطران جورج خضر، والمطران أنطوان نبيل العنداري الساميّي الإحترام وممثل المطران غي نجيم، الشماس جيلبير بريدي الفاضل ولفيف من الآباء الأجلاء والأخوات الفاضلات والإخوة الأحبّاء.
وقد استُهِلّ اللّقاء بنشيد الجماعة، تلته كلمة لمؤسِّسة الجماعة “جانيت مخايل الهبر”، عبّرت فيها عن فرحتها اللاّمتناهية بمولودنا الجديد، واختصرت فيها نشأة الجماعة وجوهر روحانيّتها وأهداف المركز وما فيه، واعدةً المسيح القائم بالمحافظة على الأمانة ومواصلة العمل الدّؤوب سيراً على درب الحقّ.
ثم تكلم الخوري المرشد جوزف سلّوم عن مركزنا هذا، الذي هو صدًى ورسالة العليّة وشهادة للعمل المسكونيّ.
كذلك، المطران أنطوان- نبيل عنداري فقد كان له كلام في مرافقته الوفيّة لنا منذ انطلاقة الجماعة في 2006، جماعة إيمان، ورجاء، وصلاة في ترجّ دائم للقيامة. وأشاد بتبلور العمل وتقدّم الرّسالة، منذ زرع حبّة الخردل ونموّها حتّى احتياجها إلى مركز لتتواصل من خلاله مع مختلف الرّعايا، حتّى تتّحد الكنيسة الظّافرة بالكنيسة المتألّمة.
أمّا المطران جورج خضر فكانت له في ذلك كلمة عميقة، وقد جاء فيها تأمّله في قول بولس الرّسول في رسالته إلى أهل روميه، الذي يرتبط فيها نشاط جماعتنا: “دُفنّا معه، أي مع المسيح في المعموديّة للموت، حتى قام المسيح من بين الأموات بمجد الله”، أي أنّنا هكذا نسلك في الحياة الجديدة.
وقد كان الرّسول يتكلّم عن معموديّتنا نحن، اليوم، والتي أخذها الموعوظون في أيّامه. لقد قال: دُفِنّا معه آنذاك في موته، وأخذ معموديّتنا في صليبه، فدُفنّا معه للمعموديّة، دُفنّا معه للموت، لنذهب للموت الذي ماته هو. والموت عند بولس، هو موت الأهواء، ويريد بها الجذور التي تصدر عنها الخطيئة الرّاسخة في النّفس. وبناء على ذلك، علينا أن نفتّش عن الأصول: فانتصار المسيح هو في الموت الذي تمّ على الصّليب، أمّا القيامة فهي تفعيل وإخراج له، بدليل ما قاله “يوحنّا الإنجيلي”:”وأمال رأسه، وأسلم الرّوح”، أي الروح البشرية التي كانت فيه، وأخذها بالتّجسّد من الرّوح القدس، ومريم العذراء، بينما نقول في الحساب البيولوجي:”أسلم الرّوح، وأمال رأسه”. أيّ روح إذاً؟ في قراءة خضر الخاصّة، أسلم الرّوح، أي سلّمه إلى العالم، معلنًا بدء القيامة الجديدة بالمعموديّة.
وختم المطران جورج خضر كلمته بتحديد ثلاث قيامات:
القيامة الأولى بالمعموديّة.
القيامة الثّانية بتفعيل المعمودية، ونقوم عندما ننتصر على الشّر الكامن فينا.
القيامة الأخيرة.
ولكن بدء حياتنا الجديدة في المعموديّة، هذا تدشين للحياة الجديدة التي نحياها يوماً بعد يوم بمكافحة الأهواء وجذورها، نقوم عندما ننتصر على الشر الكامن فينا.
ويبقى على الجماعة التي جمعتنا أن تهتمّ لا بالصّلاة فقط للموتى، بل أن تبشّر بالقيامة للتّجدّد يوميّا بالحياة في المسيح.
ثمّ دشّن كلّ من المطرانين المركز بِصلوات الكنيستَين الشّرقيّة والغربيّة، وختم اللّقاء بِنخب جمع الحاضرين وسط أجواء الفرح والحبور.