“رجاؤنا في المسيح”
عُرِّبَت عن قُدس الأب غطّاس حجل، المتقدّم في الكهنة، راعي كاتدرائيّة مار الياس الأنطاكية الأرثوذكسية – أوتاوا،
“ولا نريد، أيّها الإخوة، أن تَجهلوا مَصير الراقدين، لِئلّا تحزنوا كَسائر النّاس الذين لا رجاء لهم” (1تس13:4).
فنَحن المسيحيّين نحزن ولكن بِرجاءٍ، ورجاؤنا متجذّر في ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الذي قال “أنا القيامة والحياة، ومن آمن بي وإن مات فسَيحيا، وكلّ مَن يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد” (يو11: 25-26).
رجاؤنا، هو في المسيح الذي قال “لأنني حيٌّ ولأنكم أنتم أيضًا ستحيَون” (يو19:14).
رجاؤنا هو فيه، هو الذي قال في صلاته قُبَيل صَلبه: “يا أبتِ، إنّ الذين وهبتَهم لي، أُريدُ أن يكونوا معي حيثُ أكون، فيعاينوا ما وهبتَ لي مِنَ المجد، لأنّك أحببتني قبل إنشاء العالم” (يو24:17).
رجاؤنا هو فيه، هو الذي ذرف دمَه على الصّليب لِخلاصنا. “فإنّ الله أحبّ العالم حتى إنّه جادَ بابنه الوحيد لكي لا يهلكَ كلُّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو16:3).
رجاؤنا هو فيه، هو الذي على الصّليب توجّه للصّ اليمين الذي تاب وقال: “أُذكرني يا ربّ إذا ما جئتَ في ملكوتك”، لِيَقول له: “الحقَّ أقول لكَ: إنّكَ اليوم، ستكون معي في الفردوس” (لو23: 42- 43).
رجاؤنا هو فيه، هو الذي قال عنه بولس الرسول: “ما لَم ترَه عينٌ ولا سمعَت به أُذُنٌ ولا خطَرَ على قلب بَشَر، ذلك ما أعدَّه الله للّذين يحبّونه” (1كور2: 9).
رجاؤنا هو فيه، هو الذي قال عنه يوحنّا الإنجيلي “هوذا مسكِنُ الله مع الناس، فَسَيسكنُ معهم، وهم سيكونون له شعبًا، وهو سيكون “الله معهم”. وسيمسحُ كلّ دمعةٍ من عيونهم: وللموتِ لن يبقى وجودٌ بعد الآن، ولا للحزنِ ولا للصراخِ ولا للألمِ لن يبقى وجودٌ بعد الآن، لأنّ العالم القديم قد زال” (رؤ21: 3-4).
أحبّائي المسيحيّين، لا تخافوا، ولا تدعوا قلوبكم تَرتبِك. آمِنوا بالله، آمِنوا بيسوع المسيح، فتَحْيَوا معه إلى الأبد.